"فاو": تجدد العنف يهدد الملايين بالجوع جنوب السودان

16 يوليو 2016
الأمن الغذائي للسكان مهدد (شارلز لومودونغ-فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، اليوم السبت، من أن مواجهة ملايين الأشخاص خطر الجوع في جنوب السودان ستتفاقم في حال تجدد أعمال العنف وتوقف عملية السلام الهشة.

ولفتت المنظمة إلى أن آخر التقييمات التي نشرت الشهر الماضي، أظهرت أن جنوب السودان يعاني من صعوبات كبيرة، وأن أكثر من 4.8 ملايين من سكانه يعانون من نقص حاد في الأمن الغذائي، كما أن معدلات سوء التغذية مرتفعة. وتوقع التقييم حدوث نقص خطير في الغذاء خلال الأشهر المقبلة، وحذر من خطر حدوث أزمات جوع في أجزاء من البلاد.

وصرح ممثل منظمة "فاو" في جنوب السودان سيرج تيسوت: "في جوبا التي لم تشهد مثل هذا المستوى من العنف منذ سنوات، يبدو أن الهدوء الهش يسود، ولكن حالة من الغموض تهيمن على المدينة، كما توقف وصول الإمدادات إلى سوق الغذاء".

وأضاف: "رغم أننا نأمل في استمرار الهدوء، إلا أن العنف قد يندلع مرة أخرى. وفي حال تعثر عملية السلام الهشة، فإن عواقب ذلك ستعم البلاد، والوضع السيئ حالياً الذي يعاني فيه أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي، قد يصبح أسوأ".

بدوره أكد المدير العام لمنظمة فاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا، على أهمية "عودة الاستقرار واستمرار عملية السلام للسماح باستمرار الإنتاج الزراعي وإعادة فتح الأسواق".

وقال إن "سكان هذه الدولة الأصغر عمراً في العالم لا يمكنهم تحمل المزيد من الاضطرابات. وعلينا أن نتذكر أن السلام والأمن الغذائي هما وجهان لعملة واحدة، وهما العاملان اللذان يحركان التنمية والازدهار. ومستقبل البلاد يعتمد على التزام سكان جنوب السودان الأكيد والدائم بالسلام الآن".



وذكرت المنظمة أن مخازنها في جوبا تعرضت للنهب، خلال أعمال العنف التي اندلعت الأسبوع الماضي، وسُرقت مخزونات إمدادات رئيسية مثل الحبوب والأدوات التي كانت مخصصة لمساعدة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي في أنحاء البلاد. وتعمل المنظمة حالياً على تقييم الحجم الكامل للخسائر.


وقال تيسوت: "رغم أن مكاتب فاو في جنوب السودان لا تزال تعمل، فإن مواصلة تقديمنا الدعم للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة يتطلب توفير المزيد من الموارد الإضافية، للتعويض عن المخزونات التي نُهبت".

وأضاف أنه "في الظروف المعتادة من المفترض البدء في الحصاد الرئيسي لمحاصيل الذرة الصفراء والسرغوم خلال أسابيع قليلة، كما من المفترض البدء بزرع الموسم الثاني خلال نفس الفترة. وستؤثر كيفية القيام بهاتين العمليتين بشكل كبير على الأمن الغذائي على المدى القصير والطويل".

وتعتبر الاشتباكات التي وقعت أخيراً بين قوات المعارضة وقوات الحكومة الأعنف التي تشهدها جوبا منذ توقف الحرب الأهلية في البلاد في أغسطس/آب 2015 بعد عامين من اندلاعها.