تشهد أسواق العاصمة السورية دمشق ازدحاما شديدا، قبيل عيد الأضحى المبارك، خاصة محلات بيع المواد الغذائية ولوازم الحلويات، في حين لا تشهد أسواق الألبسة الجاهزة والمستعملة (البالة) ذات الإقبال، في حين بدأ أصحاب الألعاب الشعبية بتركيبها والتحضير لاستقبال الأطفال.
ويكفي التجول في أسواق دمشق، حتى يلحظ الرائي الإقبال على محلات المواد الغذائية، خاصة المواد الأولية لصناعة الحلويات، خصوصا الشعبية منها، مثل المعمول والغريبة وكعك العيد، إضافة إلى المكسرات والشوكولاتة، في حين أن الإقبال على محلات الحلويات الجاهزة أقل بكثير بسبب ارتفاع أسعارها بشكل عام، الأمر الذي يعزوه أصحابها إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية والغاز وحتى أجور اليد العاملة، لافتين إلى أنهم حاولوا أن يقدموا حلويات لجميع المستويات، وطبعا ذلك على حساب المكونات التي لم تعد كما هي، فبدل السمن العربي تستخدم السمن الحيواني والنباتي، إضافة إلى أنواع من المكسرات.
وبالرغم من الحركة في سوق الألبسة الجاهزة، إلا أن المحلات تشكو من تراجع مبيعاتها، إذا ما قورنت بمبيعات عيد الفطر الماضي. ويوضح أصحاب هذه المحلات أن الأسعار كانت مرتفعة نوعا ما بسبب عودة الإتاوات، خاصة على البضائع الداخلة إلى دمشق أو الخارجة منها، من قبل الفرقة الرابعة.
وبدا واضحا من خلال التجول في منطقة الإطفائية في قلب دمشق، حيث تتركز أهم أسواق الألبسة البالية، أن هناك إقبالا كبيرا عليها، ويقول الناس إنها ذات جودة أعلى وأسعار أرخص عما يتواجد في السوق.
من جانبه، اعتبر أبو زهير، وهو ستيني من سكان دمشق، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "لا عيد كما كان زمان، حيث كنا نجهز لأول أيام العيد، فتجتمع العائلة جميعا كبيرها وصغيرها، نمضي اليوم سويا، نتناول طعام الغداء والحلويات، كانت لحظات جميلة جدا، أما اليوم فسأمضي العيد وحيدا أمام شاشة الكمبيوتر، أطمئن على أولادي وأحفادي المنتشرين في دول العالم"، متابعا أما "باقي أيام العيد فقد أزور من تبقى من أصدقاء، فالعيد فرصة لنطمئن عن بعضنا البعض".
أما في الأماكن المخصصة لألعاب الأطفال، فالعمال منهمكون في تركيبها، فيما تتابعهم عيون الكثير من الأطفال الذين يأتون إلى تلك الساحات وهم ينتظرون أن تصبح جاهزة لاستقبالهم، في حين يعتبر أصحاب تلك الألعاب أنها فرصة للحصول على دخل إضافي خلال أسبوع العيد.
ويرى ناشطون من دمشق أن العيد هو فرصة للفرح وتذكر عشرات الآلاف من العائلات في دمشق، الذين أفقدهم النزوح طعم العيد، فأفرادها بين مفقود ومخطوف ومعتقل أو لاجئ يبحث عن الاستقرار، لا يمتلك خيار العودة إلى أهله، إضافة إلى الفقر المدقع، الذي أثقل كاهل حياة غالبية السوريين.