أبو سامر ينتظر العودة إلى الأنبار

01 سبتمبر 2016
خرجنا بملابسنا من الأنبار (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يجد أبو سامر مكاناً لإيواء أسرته غير ورشة تصليح سيارات مهملة قرب منطقة أبو غريب (غرب العاصمة بغداد)، بعدما فر وعائلته من الأنبار بسبب اشتداد المعارك بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مطلع عام 2015. أبو سامر، حاله حال العشرات الذين سكنوا في أبنية قديمة، جمع الخشب والصفائح المعدنية والأقمشة المهترئة، ليبني غرفة صغيرة لا تتجاوز مساحتها أربعة أمتار مربعة، ليؤوي أطفاله الأربعة وزوجته.

يقول أبو سامر (57 عاماً) لـ "العربي الجديد": "خرجنا بملابسنا من الأنبار، بسبب اشتداد المعارك. قتل كثيرون من جيراني وأصدقائي وأقاربي خلال القصف، ولم يعد هناك مجال للبقاء". يضيف: "لم أعرف أين أذهب بأسرتي"، مشيراً إلى أن المخيمات كانت قليلة في بداية عام 2015، ولا تتّسع لعدد كبير من النازحين، وقد أنشأت في مناطق صحراوية حارة وبعيدة عن المدن. "كنت أظن أن تلك المخيّمات ستقصف، فقررت التوجه وأسرتي إلى منطقة أبو غريب".

يتابع أبو سامر: "لم أتمكّن من استئجار منزل لإيواء أسرتي الصغيرة، إلى أن وجدت ورشة تصليح سيارات مهملة، وقد بنيت غرفة من الصفيح والكرتون والقماش". وعن كيفية عيشه، يقول إنه يحصل أحياناً على بعض المساعدات من أهالي المنطقة القريبة، أو من ناشطين يتفقدون النازحين في المباني القديمة، إلّا أنه لم يستطع الحصول على عمل في ظلّ قلّة الفرص بسبب المعارك والأزمة الاقتصادية ومرضه.

حال أبو سامر لا يختلف عن حال مئات الأسر النازحة الأخرى التي سكنت في مبانٍ مهملة ومتروكة بسبب عدم قدرتها على استئجار منزل، في وقت ارتفعت بدلات الإيجار ووصلت إلى 800 دولار، خصوصاً في العاصمة بغداد وضواحيها. واضطر أطفاله إلى ترك المدرسة بسبب ظروف النزوح القاسية، وعدم قدرة والدهم على تأمين مصاريفهم وشراء مستلزمات المدرسة من ملابس وغيرها.

يساعد سامر (11 عاماً) والده في بيع الحلويات في الشارع لكسب بعض المال وشراء الطعام لأسرته الصغيرة، إذ يعاني والده من بعض الأمراض. ويطالب الأب الحكومة العراقية بالإسراع في إعادتهم إلى مناطقهم التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها منذ أشهر، إلا أن إجراءات العودة تأخرت بسبب عدم وجود قرار حكومي.

وينتظر أبو سامر وأسرته ونازحون آخرون العودة إلى ديارهم بلهفة. كثيراً ما يسأل: "هل هناك أي أخبار عن عودة النازحين؟". يمضي أبو سامر معظم يومه في الغرفة حيث لا كهرباء ولا أي وسيلة للتواصل مع الناس.

المساهمون