وغصّت ساحات ومصليات المسجد القبلي وباب الرحمة والصخرة المشرفة بالمصلين الفلسطينيين، الذين توافدوا إلى الأقصى منذ ساعات الفجر من مختلف المناطق في القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وسط أجواء ماطرة وشديدة البرودة.
وعقب انتهاء الصلاة، انطلق المصلون في مسيرات حاشدة ردّدوا خلالها التكبيرات والهتافات، مؤكّدين رفضهم لإجراءات الاحتلال الأخيرة بحق مصلى باب الرحمة .
ومنذ فترة أدرك الأهالي حاجة الحرم الإبراهيمي إلى المرابطة والدعم، في ظل ما يشهده من إجراءات أمنية مشددة ومن اقتحامات للمستوطنين على مدار العام، وإغلاقه في أوقات محددة في وجه المصلين المسلمين وفتحه أمام المستوطنين.
وتعمل إدارة الحرم الإبراهيمي على إجراء ترتيبات لتنظيم واستقبال وفود المصلين باستمرار، وتهيئة الحرم بالإنارة ونظافة حدائقه ومرافقه لاستيعاب كل هذه الأعداد، وتوفير طواقم طبية بالتعاون مع مؤسسات عدة في مدينة الخليل. وبعد أن وقعت مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 واستشهد فيها عشرات المصلين، بعدما قتلهم مستوطن وهم يؤدون صلاة الفجر، سعت سلطات الاحتلال إلى تقسيم الحرم، وفرض السيطرة عليه، ولا يسمح لأحد بدخوله إلا بعد مروره عبر حواجز أقامتها على مداخله.
ويشهد الحرم الإبراهيمي دعوات للصلاة والرباط فيه، منذ فترة، بخاصة في صلاة فجر كل يوم جمعة، ردّاً على الأطماع الاستيطانية في الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة من الخليل.