يبدأ العام الدراسي الجديد في مصر في 22 سبتمبر/ أيلول الجاري، من دون أن تكون مدارس كثيرة، خصوصاً في الأرياف، جاهزة. ويهدّد تهالك البنى التحتية حياة التلاميذ، في ظل غياب أعمال الصيانة
حالياً، تشهد العديد من المدارس في مصر واقعاً متردياً على الرغم من قرب انطلاق العام الدراسي الجديد الذي يبدأ في 22 سبتمبر/ أيلول الجاري، في ظل البنى التحتية المتهالكة. هذا الواقع يعود إلى سنوات مضت، من دون التوصّل إلى حلول جذرية.
وتعاني المدارس في المحافظات المصرية من مشاكل متراكمة من دون أن تكون هناك أية حلول، ما يشكل خطورة علي حياة التلاميذ، خصوصاً في القرى والأرياف وأطراف المدن. من بين المشاكل تهالك الأبواب والنوافذ، وغياب الإنارة داخل الفصول، وعدم وجود دورات مياه وأسوار. في ظل هذه الظروف، تتحول المدارس إلى مكب للنفايات والروائح الكريهة والحشرات الضارة والكلاب المسعورة. كما أن محوّلات الكهرباء قريبة من المدارس، ويمكن أن تودي بحياة العشرات.
ومن بين المشاكل التي تواجه المدارس المصرية عدم وجود فناء للعب في ظل زيادة الصفوف لاستيعاب أعداد التلاميذ، ما أدى إلى إنهاء النشاطات الرياضية. كما أن أثاث المدارس لا يستوعب عدد التلاميذ الذي يزيد على 120 في الفصل الواحد، ما أدى إلى جلوس التلاميذ على الأرض.
اقــرأ أيضاً
ولمواجهة هذه المشكلة، تعمد بعض المدارس إلى حصر الدراسة بثلاثة أيام في الأسبوع للتناوب، أو استقبال تلاميذ قبل الظهر وآخرين بعد الظهر، وأحياناً في المساء، ما يؤثّر على الدراسة، علماً أن الفترة الواحدة لا تتجاوز الأربع ساعات. كما تشهد بعض المدارس نقصاً كبيراً في عدد المدرسين.
وتواجه مديرية التربية والتعليم في محافظة القاهرة مشكلة أخرى، هي استئجار عدد من المدارس المنتشرة في حي شبرا مباني متهالكة تشكّل خطراً على حياة التلاميذ لأنها بحاجة إلى ترميم. ويطالب الملاكون باستعادة هذه المباني، إلا أن وزارة التربية والتعليم ترفض بسبب عدم وجود مدارس جديدة تستوعب التلاميذ، ليعيشوا ظروفاً قاسية خلال اليوم الدراسي. ويعاني هؤلاء بسبب افتقارهم للساحات والمرافق الصحية وتصدّع الجدران وتحطم النوافذ، ما يعرضهم للأمراض، خصوصاً خلال فصل الشتاء.
وتبرز مخاوف من تكرار أزمات العام الماضي، لناحية الحوادث التي شهدتها بعض المدارس ووفاة أكثر من 30 تلميذاً معظمهم في المراحل الابتدائية، نتيجة إهمال المسؤولين في المدارس.
وعلا صوت نقابة المعلمين في مصر التي تطالب بسرعة تجهيز المدارس قبل بداية العام الدراسي الجديد من دون تحرّك الجهات المسؤولة. وطالب أحد المسؤولين في النقابة العامة للمهن التعليمية بحل مشاكل المدارس المتكررة، مشدداً على أن القاهرة الكبرى "القاهرة – الجيزة – القليوبية" تواجه خلال العام الدراسي الجديد كثافة كبيرة في عدد التلاميذ، خصوصاً في المرحلة الابتدائية. يضيف أن النقابة طالبت مديريات التعليم في المحافظات بتفادي الأزمة المقبلة مع بدء الدراسة من دون أي استجابة. حتى اللحظة، لم تجر أي صيانة للمدارس استعداداً لبدء العام الدراسي الجديد، ولم تصرف الإدارات التعليمية المبالغ المقررة لصيانة المدارس، في الوقت الذي تؤكد الهيئة العامة للأبنية التعليمية أن الميزانية المقدمة من الدولة لصيانة المدارس تبلغ قيمتها ملياراً و43 مليوناً، وهذا غير موجود على أرض الواقع.
ويشير المسؤول إلى أن هناك الكثير من المدارس الآيلة للسقوط بسبب سوء أعمال الصيانة، وعدم المتابعة الدقيقة من قبل المتخصصين. كما أن المرافق في بعض المدارس معطلة وخارج الخدمة، وزجاج النوافذ محطم ويعرّض حياة التلاميذ للخطر. والقمامة تحاصر أسوار المدارس لتظهرها بمظهر غير حضاري، ما يؤثر على قدرة التلاميذ على استيعاب الدروس. وتتحدّث وزارة التربية والتعليم عن برامج وخطط لتطوير العملية التعليمية، بما لا يتناسب مع الوضع الحالي المتردي للمدارس، مشيراً إلى أن الوزارة تهتمّ بمدارس "عِلية القوم" والمدارس الكبرى فقط.
وبحسب تقارير صادرة عن وزارة التربية والتعليم في مصر، يصل عدد المدارس الآيلة للسقوط إلى أكثر من 1200 مدرسة في عدد من المحافظات، على رأسها محافظة الجيزة، تليها محافظة القاهرة، ثم محافظة الإسكندرية، ثم محافظة القليوبية، من دون أن يكون هناك أي تحرك للجهات المسؤولة.
اقــرأ أيضاً
يأتي كلّ ذلك في الوقت الذي يؤكد فيه مسؤولون في وزارة التربية والتعليم في مصر استعداد الوزارة للعام الدراسي الجديد واعتماد أسلوب متطور، من خلال تطبيق نظام تعليمي جديد واعتماد أدوات متطورة، كالأجهزة اللوحية "التابلت". ويرى المسؤول أن الواقع مختلف، ولا توجد حتى اليوم شبكات إنترنت جاهزة إلا في عدد محدود من المدارس في المحافظات. ويشير إلى أن نسبة كبيرة من المدرسين والتلاميذ، خصوصاً في الأرياف، ليست لديهم فكرة عن التعليم من خلال التكنولوجيا، ما يعد أزمة كبيرة في قطاع التعليم في مصر.
ويرى العضو في مجلس الآباء السابق صبحي عبد السلام، أن المدارس اعتادت على الصيانة مع بداية العام الدراسي الجديد من خلال الاعتماد على التبرعات والأموال التي تفرضها بالقوة، للقيام ببعض أعمال الصيانة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل المدارس، مشدداً على أن العديد من المدارس تشهد إهمالاً كبيراً، عدا عن وجود عدد كبير من التلاميذ في الفصول، ما يؤدي إلى تراجع مستوى التعليم وانتشار الأمراض.
حالياً، تشهد العديد من المدارس في مصر واقعاً متردياً على الرغم من قرب انطلاق العام الدراسي الجديد الذي يبدأ في 22 سبتمبر/ أيلول الجاري، في ظل البنى التحتية المتهالكة. هذا الواقع يعود إلى سنوات مضت، من دون التوصّل إلى حلول جذرية.
وتعاني المدارس في المحافظات المصرية من مشاكل متراكمة من دون أن تكون هناك أية حلول، ما يشكل خطورة علي حياة التلاميذ، خصوصاً في القرى والأرياف وأطراف المدن. من بين المشاكل تهالك الأبواب والنوافذ، وغياب الإنارة داخل الفصول، وعدم وجود دورات مياه وأسوار. في ظل هذه الظروف، تتحول المدارس إلى مكب للنفايات والروائح الكريهة والحشرات الضارة والكلاب المسعورة. كما أن محوّلات الكهرباء قريبة من المدارس، ويمكن أن تودي بحياة العشرات.
ومن بين المشاكل التي تواجه المدارس المصرية عدم وجود فناء للعب في ظل زيادة الصفوف لاستيعاب أعداد التلاميذ، ما أدى إلى إنهاء النشاطات الرياضية. كما أن أثاث المدارس لا يستوعب عدد التلاميذ الذي يزيد على 120 في الفصل الواحد، ما أدى إلى جلوس التلاميذ على الأرض.
ولمواجهة هذه المشكلة، تعمد بعض المدارس إلى حصر الدراسة بثلاثة أيام في الأسبوع للتناوب، أو استقبال تلاميذ قبل الظهر وآخرين بعد الظهر، وأحياناً في المساء، ما يؤثّر على الدراسة، علماً أن الفترة الواحدة لا تتجاوز الأربع ساعات. كما تشهد بعض المدارس نقصاً كبيراً في عدد المدرسين.
وتواجه مديرية التربية والتعليم في محافظة القاهرة مشكلة أخرى، هي استئجار عدد من المدارس المنتشرة في حي شبرا مباني متهالكة تشكّل خطراً على حياة التلاميذ لأنها بحاجة إلى ترميم. ويطالب الملاكون باستعادة هذه المباني، إلا أن وزارة التربية والتعليم ترفض بسبب عدم وجود مدارس جديدة تستوعب التلاميذ، ليعيشوا ظروفاً قاسية خلال اليوم الدراسي. ويعاني هؤلاء بسبب افتقارهم للساحات والمرافق الصحية وتصدّع الجدران وتحطم النوافذ، ما يعرضهم للأمراض، خصوصاً خلال فصل الشتاء.
وتبرز مخاوف من تكرار أزمات العام الماضي، لناحية الحوادث التي شهدتها بعض المدارس ووفاة أكثر من 30 تلميذاً معظمهم في المراحل الابتدائية، نتيجة إهمال المسؤولين في المدارس.
وعلا صوت نقابة المعلمين في مصر التي تطالب بسرعة تجهيز المدارس قبل بداية العام الدراسي الجديد من دون تحرّك الجهات المسؤولة. وطالب أحد المسؤولين في النقابة العامة للمهن التعليمية بحل مشاكل المدارس المتكررة، مشدداً على أن القاهرة الكبرى "القاهرة – الجيزة – القليوبية" تواجه خلال العام الدراسي الجديد كثافة كبيرة في عدد التلاميذ، خصوصاً في المرحلة الابتدائية. يضيف أن النقابة طالبت مديريات التعليم في المحافظات بتفادي الأزمة المقبلة مع بدء الدراسة من دون أي استجابة. حتى اللحظة، لم تجر أي صيانة للمدارس استعداداً لبدء العام الدراسي الجديد، ولم تصرف الإدارات التعليمية المبالغ المقررة لصيانة المدارس، في الوقت الذي تؤكد الهيئة العامة للأبنية التعليمية أن الميزانية المقدمة من الدولة لصيانة المدارس تبلغ قيمتها ملياراً و43 مليوناً، وهذا غير موجود على أرض الواقع.
ويشير المسؤول إلى أن هناك الكثير من المدارس الآيلة للسقوط بسبب سوء أعمال الصيانة، وعدم المتابعة الدقيقة من قبل المتخصصين. كما أن المرافق في بعض المدارس معطلة وخارج الخدمة، وزجاج النوافذ محطم ويعرّض حياة التلاميذ للخطر. والقمامة تحاصر أسوار المدارس لتظهرها بمظهر غير حضاري، ما يؤثر على قدرة التلاميذ على استيعاب الدروس. وتتحدّث وزارة التربية والتعليم عن برامج وخطط لتطوير العملية التعليمية، بما لا يتناسب مع الوضع الحالي المتردي للمدارس، مشيراً إلى أن الوزارة تهتمّ بمدارس "عِلية القوم" والمدارس الكبرى فقط.
وبحسب تقارير صادرة عن وزارة التربية والتعليم في مصر، يصل عدد المدارس الآيلة للسقوط إلى أكثر من 1200 مدرسة في عدد من المحافظات، على رأسها محافظة الجيزة، تليها محافظة القاهرة، ثم محافظة الإسكندرية، ثم محافظة القليوبية، من دون أن يكون هناك أي تحرك للجهات المسؤولة.
يأتي كلّ ذلك في الوقت الذي يؤكد فيه مسؤولون في وزارة التربية والتعليم في مصر استعداد الوزارة للعام الدراسي الجديد واعتماد أسلوب متطور، من خلال تطبيق نظام تعليمي جديد واعتماد أدوات متطورة، كالأجهزة اللوحية "التابلت". ويرى المسؤول أن الواقع مختلف، ولا توجد حتى اليوم شبكات إنترنت جاهزة إلا في عدد محدود من المدارس في المحافظات. ويشير إلى أن نسبة كبيرة من المدرسين والتلاميذ، خصوصاً في الأرياف، ليست لديهم فكرة عن التعليم من خلال التكنولوجيا، ما يعد أزمة كبيرة في قطاع التعليم في مصر.
ويرى العضو في مجلس الآباء السابق صبحي عبد السلام، أن المدارس اعتادت على الصيانة مع بداية العام الدراسي الجديد من خلال الاعتماد على التبرعات والأموال التي تفرضها بالقوة، للقيام ببعض أعمال الصيانة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل المدارس، مشدداً على أن العديد من المدارس تشهد إهمالاً كبيراً، عدا عن وجود عدد كبير من التلاميذ في الفصول، ما يؤدي إلى تراجع مستوى التعليم وانتشار الأمراض.