لا تنتهي سلسلة الانتهاكات الممنهجة التي تتبعها قوات النظام، والتي تستهدف فيها المنشآت الحيوية في محافظة إدلب السورية، فالمراكز الصحية والمدارس والمشافي ومحطات ضخّ المياه باتت أهدافاً أساسية لقوات النظام وحليفته روسيا، ويتضح أن الغاية منها حرمان السكان الخدمات وزيادة معاناتهم.
ودمّرت ظهر أمس الخميس مدفعية نظام الأسد واحداً من أهم المراكز الطبية الحيوية في مدينة معرة النعمان، وهو مركز الرعاية الصحية الأولية.
أوضح مدير المركز محمود المر لـ"العربي الجديد"، أن "المركز حالياً خارج الخدمة، جراء استهداف مدفعية جيش النظام المتمركزة بالقرب من مدينة خان شيخون له، وتضررت جدران المبنى والأجهزة فيه، مشيراً إلى جهود العاملين فيه لترميمه لاستئناف العمل فيه، ويبلغ عدد العاملين فيه 50 شخصاً ما بين مختصين وإداريين".
من جهتها، أوضحت منظمة "سيريا ريليف" الداعمة للمركز في بيان لها، أنه في تمام الساعة 12.15 من ظهر يوم أمس الخميس، استهدفت قوات الأسد المتمركزة في خان شيخون مركز الرعاية الصحية الأولية في معرة النعمان بعدة قذائف مدفعية سقطت في الجهة الغربية من المركز، أدت إلى إصابة طبيب الأسنان د. يوسف الحسين في القدم، إضافة إلى إصابة شعاع خديجة إصابة حرجة جداً، لوجود نزف حاد في البطن، وإصابة ستة مدنيين، هم: وسيم الطعمه، غزل دودي، لمياء الربيع، بلال ميزر، يوسف الحسين، محمد ملحم.
وأكدت المنظمة في بيانها، أن عدد المراجعين في صالة الانتظار بلغ 80 شخصاً، وكانت العيادات والأقسام تعمل طبيعياً، قبل القصف، وجرى تأمين المراجعين في مكان آمن من خلال فريق الدفاع المدني، ونتج عن القصف دمار كبير في المركز.
وبحسب البيان، لحقت أضرار كبيرة بالعيادة السنية، وتلف قسم كبير من الأدوية الموجودة في صيدلية المركز ومعدات مخبر التحاليل الطبية، إضافة إلى تعرض ألواح منظومة الطاقة الشمسية في المركز لأضرار بالغة، وتعرضت خزانات المياه الموجودة على السطح لشظايا متعددة، ليخرج المركز عن الخدمة ويعلَّق العمل فيه حتى إشعار آخر ريثما تتم الصيانة.
وذكر البيان أن المركز يخدم شهرياً نحو 9000 مراجع، وهو الوحيد الذي يخدم المنطقة في ريفي المعرة الشرقي والغربي، سواء من الأهالي المقيمين أو النازحين من باقي المحافظات، بعد تعرض كل المراكز الصحية في ريف إدلب الجنوبي للدمار، إثر الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام مدعومة من القوات الروسية، والتي تستهدف مباشرةً البنى التحتية، وخاصة المنشآت الطبية.
ويشكل المركز عصباً للعلاج مع المشفى الوطني في مدينة معرة النعمان، وخيارات الأهالي باتت محدودة جداً، فمعظم المراكز الصحية قُصفَت، كذلك يعيش العاملون في القطاع الصحي مخاوف من الموت والإصابة، فعند ذهابهم للعمل قد يعودون إلى بيوتهم وقد لا يعودون أبداً، وعند حدوث قصف تصبح الشوارع والأسواق خالية، والحركة تصاب بشلل تام في مدينة معرة النعمان.
ويقدم المركز الخدمات الآتية يومياً: العيادة النسائية - العيادة الداخلية - عيادة الأطفال - العيادة السنية - قسم اللقاح - قسم تنظيم الأسرة - قسم التغذية - قسم الرعاية الصحية - تصوير بانوراما فكية - قسم الولادة الطبيعية على مدار 24 ساعة - مخبر تحاليل الطبية - صيدلية – جهاز تصوير أشعة للكشف المبكر عن سرطان الثدي – معالجة اللشمانيا، إضافة إلى عيادة عظمية وبولية وأذنية وجراحة عامة أسبوعياً.