تلوث الهواء يهدّد الشباب بتلف الأوعية وأمراض القلب

28 أكتوبر 2016
بسبب عوادم المصانع والسيارات (روبرت نكسلبورغ/Getty)
+ الخط -



أفادت دراسة جديدة بأنّ جزيئات التلوث، الناتجة عن عوادم السيارات والمصانع، تزرع بذور أمراض القلب والشرايين في وقت مبكر من العمر.

ووجد الباحثون أنه لدى البالغين الشبان الأصحاء يؤدي التعرض لجزيئات التلوث الدقيقة، المعروفة باسم (بي.إم 2.5)، إلى تغيّرات تسبب الالتهاب في الخلايا المناعية، ويزيد خلايا البطانة الميتة في مجرى الدم، وهي المسؤولة عن تبطين الأوعية الدموية.

وقال الدكتور، جويل كوفمان، من كلية الطب العام بجامعة واشنطن في سياتل، والذي لم يشارك في الدراسة: إنّه تم الربط من قبل بين الجزيئات الدقيقة الموجودة في الهواء، نتيجة التلوث الصناعي، وعوادم السيارات بمشاكل في القلب مثل الجلطات، لكن معظم التركيز كان ينصب على كبار السن.

وأضاف "ما نتعلمه هو أن التعرض لتلوث الهواء يؤدي إلى وجود مسارات ذات صلة من الناحية البيولوجية، وهو أمر يمكن قياسه في الدم."

بدوره، قال الدكتور إس. أردين بوب، من جامعة بريغهام يونغ، في بروفو بولاية يوتا الأميركية:"تلف الأوعية الدموية هو سمة أساسية لكثير من أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك مرض الشريان التاجي والأمراض الدماغية الوعائية، وقد يؤدي إلى أمراض خطيرة، ربما تهدد الحياة مثل الأزمات القلبية والسكتة الدماغية."




وأضاف أن "هناك أدلة وبائية مهمة على أن طول فترة التعرض لتلوث الهواء يزيد مخاطر هذه الحالات، وربما الموت بسبب أمراض القلب والشرايين."

ولملاحظة تأثير ما إذا كانت الجزيئات الدقيقة تؤثر على الجهاز الدوري (القلب والشرايين)، وكيف يحدث ذلك، جمع الباحثون عينات دم من ثلاث مجموعات من 24 شاباً أصحاء وغير مدخنين خلال ثلاث فترات من الزمن، في الفترة من ديسمبر/ كانون الأول 2014 إلى أبريل/ نيسان 2015.

وفحص فريق الدراسة العينات عندما كانت مستويات جزيئات التلوث منخفضة ومرتفعة في منطقة بروفو بولاية يوتا، وبحثوا عن جسيمات مكروبية وخلايا مناعية تشير إلى تفكك الخلايا وموتها، وإلى أن الجسم يجهز شكلاً ما من أشكال الاستجابة المناعية.

وعندما كانت مستويات جزيئات التلوث الدقيقة المعروفة باسم (بي.إم 2.5) مرتفعة، تضمنت عينات الدم عددا أكبر من قطع الخلايا الميتة من بطانة الشرايين والأوردة والرئتين. وفي الوقت ذاته، تراجعت مستويات العناصر المرتبطة بنمو الأوعية الدموية، بينما ارتفعت العناصر الكيميائية في نظام المناعة والتي تزيد من الالتهابات، وذلك وفقا للتقرير الذي نشر في دورية سيركيوليشن ريسيرش.

ولأن المشاركين كانوا يتمتعون بالصحة، ولا يعانون من أية أمراض في القلب، تشير النتائج إلى أن جزيئات التلوث لا تؤدي إلى تفاقم مشاكل القلب والأوعية الدموية فحسب، بل قد يكون لها دور في الإصابة بها.

وقال بوب إنّ "النتائج الجديدة توفر المعلومات المطلوبة عن كيف يمكن أن يسهم الهواء الملوث، ليس فقط في أمراض الرئة، بل القلب والأوعية".

(رويترز)



 

المساهمون