عن مقاومة التغيير

10 أكتوبر 2014
الربيع العربي هز عروشاً رغم أنف الأنظمة (فرانس برس)
+ الخط -
عبثي بلا شك ما وصلت إليه الأمور في كثير من بلدان الربيع العربي، لا تسأل أين الربيع، فنحن على أبواب فصل الخريف، وكثيرون الآن يهمهم أن ينسى الناس هذا الذي حرك المياه الراكدة، ولم يأت بمياه جديدة، حتى تحول إلى فرصة لمساحات قمع أكبر من أنظمة قديمة لازالت مسيطرة، بمساعدة أنظمة متحجرة خشيت أن يطالها.
يقال إن شعوب الربيع لم تكن جاهزة للتغيير، ربما كان هذا حقيقياً، لكن الربيع هز عروشاً رغم أنف الأنظمة، ولا يعني تقهقر الثوار أو انحسار الثورات أن الربيع انتهى أو فشل، وإنما هي مراحل كرّ وفرّ، ومن يدريك أن السنوات المقبلة لن تشهد تحركات أكبر تغير الواقع بشكل حقيقي.
عيب الربيع العربي الأساسي لم يكن في مطالبه ولا أدواته ولا غالبية المشاركين فيه، وإنما في انفصال من قاموا به عن شارع اعتاد الخنوع للحاكم، وتربى على الخوف من نظامه الأمني، وعلى العيش وفق الفتات المتاح وليس وفق ما يستحقه كمواطن.
مازلت تحاول أن تذكر الناس يومياً بأن الديمقراطية لا تنضج بين يوم وليلة. إذن أنت فوضوي تريد إغراق البلاد في الأزمات. تطالب بالصبر على الديمقراطية الوليدة بدلاً من قتلها مع سبق الإصرار والترصد. أنت ناكر للاستقرار الهلامي الذي صنعه حكم العسكر. تحاول تحليل الأمور وفق العقل والمنطق. أنت بالتأكيد مارق وربما يجب أن تحاكم.
تفضح البعض ممن باعوا ضمائرهم بعدما تخلوا عن عقولهم لصالح أموال أو مناصب. أنت بلا شك طامع وتغار مما وصلوا إليه. تتناول بالمعلومات والحقائق ما تم ترتيبه بليل من أجهزة لا هم لها إلا السيطرة على البلاد وإدارة الفساد. إذن أنت تعمل لصالح جهات خارجية ولديك أجندات أجنبية. تحاول تحليل الأمور وربطها ببعضها للوصول إلى مفاهيم يمكنها أن تفسر ما آلت إليه الأمور. طبعاً أنت ضد استقرار البلاد وترغب في استمرار الفوضى.
ترفض قتل المعارضين في الشارع. إذاً تنتمي إلى جماعة إرهابية، تهاجم تولي قائد الجيش الحكم بانتخابات هزلية. أنت من الممولين والعملاء الساعين إلى هدم النظام. تفضح تواصل التبعية لأميركا والخنوع لإسرائيل والشحاتة من الممالك. أنت إذاً حاقد أو خائن.
تعارض استمرار حكم جنرال استولى على الحكم بالقوة. أنت إرهابي وتكره الجيش الوطني. تنتقد الفشل المتواصل للجنرال في الحكم. أنت تنظر لنصف الكوب الفارغ فقط. تسخر من "هرتلة" تَرد على لسان الجنرال كلما تحدث. أنت لا تعرف شيئاً عن الزعماء وتسعى إلى هدم الدولة.
تحاول التعبير عن رأيك بحرية. خسئت، لا شك إذاً أنك تريد لبلادك الجميلة المستقرة أن تكون مثل سورية والعراق.
المساهمون