مطلع العالم الجديد، ستكون تونس سبّاقة في إدخال مادة التربية الجنسية إلى المدارس، بهدف توعية الأطفال وحمايتهم من التحرش
تسعى تونس إلى مكافحة التحرّش الجنسي وتعزيز التوعية على الثقافة الجنسية من خلال إدراج مادة التربية الجنسية في المدارس، بهدف حماية الأطفال والشباب من الاعتداءات، والحماية من التحرش، وإعطائهم معلومات صحيحة.
وستبدأ وزارة التربية مع بداية العام الجديد تطبيق مادة التربية الجنسية ضمن بعض المواد الأساسية كاللغة العربية وعلوم الحياة والأرض والعلوم الإسلامية، وستفتح حصص نقاش وتدريس للتلاميذ انطلاقاً من سنوات التحضيري، أي الخمس سنوات وحتى الـ 15 عاماً.
وقالت المديرة التنفيذية للجمعية التونسية للصحة الإنجابية أرزاق خنيتش، لـ"العربي الجديد": "تقرّر إدراج التربية الجنسية في المناهج التربوية التونسية لأول مرة في العالم العربي، وستنطلق التجربة من التحضيري، أي 5 أعوام إلى بقية التلاميذ، من خلال وضع أنشطة التربية الجنسية وفتح باب النقاش في ثلاث مواد أساسية، وبالتالي لن تكون مادة التربية الجنسية منفصلة بل ضمن بقية المواد، مؤكدة أن هذه الخطوة جاءت بمبادرة من الجمعية التونسية للصحة الإنجابية وصندوق الأمم المتحدة للسكان والمعهد العربي لحقوق الإنسان تحت إشراف وزارة التربية التي تبنت المشروع.
وتوضح خنيتش أن التربية الجنسية تكون من خلال تبسيط المفاهيم وتمرير رسائل لتوعية الأطفال. مثلاً، بالنسبة إلى سنوات التحضيري، يجري الحديث عن معطيات عامة تتعلق بنظافة الجسد وكيفية الوقاية من التحرش، مشيرة إلى أن بعض الأطفال يصلون إلى سنّ البلوغ ولا يفهمون التغيرات التي تطرأ على الجسم، ولا يعرفون أجسادهم. وهناك من يعانون من مشاكل نفسية، حتى إن البعض الآخر يصل به الأمر إلى حد الانتحار ولا يجد من يتحدث إليه. وتؤكد أنه لا بد من معرفة معنى التربية الجنسية، لأن البعض ينخرط في هذه الخطوة من دون الوقوف على إيجابياتها. فالتربية الجنسية ليست أمراً إباحياً، بل هي تزويد المراهقين والأطفال بالمعلومات التي يحتاجونها في هذا الخصوص.
وتلفت إلى أن الجمعية عملت على التربية الجنسية منذ عام 1968، وكانت تتحدث مع الشباب والأطفال لتوعيتهم، لكن لا يمكنها الوصول إلى جميع الفئات إلا من خلال المدارس التي تُعَدّ فضاءً للتعلم والتوعية، مؤكدة أنه لا بد من تقديم المعطيات الضرورية، لأن هذا سيقي الشباب الكثير من المشاكل، وقد أُقيم العديد من الدورات التكوينية مع المتفقدين والمعلمين، وسيشمل الأمر الإعلاميين.
وتوضح خنيتش أن التجربة ستكون في 12 منطقة تونسية من مختلف المحافظات، منها بن عروس وصفاقس وسوسة وتوزر وسيدي بوزيد ونابل والكاف وباجة، ثم ستعمَّم تدريجاً، على أن تنطلق التجربة في الثلاثي الثاني من العام الدراسي، مشيرة إلى أن التربية الجنسية ضرورية للوقاية من الأمراض والمخاطر والعديد من الظواهر الخطيرة والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
اقــرأ أيضاً
ويرى أحد المشرفين على هذا البرنامج، المتخصص في الأمراض النفسية والجنسية أنس العويني، أنّ هذه البادرة مهمة جداً، خصوصاً أنه سبق اعتمادها في العديد من البلدان في الغرب، وأثبتت نجاحها في الوقاية من العنف والاغتصاب وجرائم الاعتداءات على الأطفال والمشاكل الجنسية المترتبة عن التحرّش، موضحاً أن الهدف حماية الأطفال وتوعيتهم وخلق نوع من المصالحة بينهم وبين أجسادهم، والاهتمام بسلامتهم الجنسية، لكي لا تحصل لهم صدمات تؤثر بهم مستقبلاً.
يضيف العويني لـ "العربي الجديد" أن التربية الجنسية تعني تربية الناشئة على مبادئ وقيم أخلاقية ومجتمعية، والسلامة الجنسية منذ الطفولة، مؤكداً أنه لا بد من التوضيح أن التربية الجنسية لا تعني تعليم الأطفال الجنس، فهذا مرفوض، بل توعيته حول جسده وأعضائه وحمايتها والتبليغ عن أي شبهات تطاوله من دون أن يبقى في صراع مع جسده خائفاً من الآخرين. ويجب أن يعرف معنى البلوغ وطبيعة الرغبات التي تطرأ عليه، وما هو الخطير منها لكي يتجنبه والسليم، وبالتالي تجنّب الأمراض، مشيراً إلى أن العديد من الأمراض الجنسية هي نتيجة بعض السلوكيات الخاطئة وبعض الصدمات التي يواجهها الطفل.
ويقول إنه في سن المراهقة، إن لم يكن الطفل واعياً، فسيتجه نحو الممنوعات ومشاهدة الأفلام الإباحية لاكتشاف بعض الأشياء، مضيفاً أن التربية الجنسية تحمي من الاغتصاب والنظرة إلى المرأة كجسد، ومن بعض السلوكيات المتطرفة في المجتمع، مؤكداً أنهم ضد تعليم الأطفال أشياء صادمة، وإنما يكون ذلك بحسب السن والتدرج في المعرفة، وغالبية من وضعوا هذه البرامج أطباء ومعالجون نفسيون.
ويوضح العويني أن التربية الجنسية قد تكون موجودة في العديد من المواد، ويجري تكوين المعلمين ضمن دورات تكوينية لتأطيرهم ومساعدتهم في تبسيط المفاهيم وتمرير المعلومات التي يحتاجها الطفل، مؤكداً أن تونس سباقة في إدراج هذه المادة في المدارس، على الرغم من التأخر مقارنة بأوروبا والعالم. لكن في ظل الثقافة العربية وما نعيشه، يمكن القول إن هناك اجتهاداً واضحاً في الوصول إلى تطبيق هذه البادرة وإنشاء مجتمع سليم.
اقــرأ أيضاً
وتؤكد المتفقدة الأولى للتربية المدنية والخبيرة لدى المعهد العربي لحقوق الإنسان، إنصاف فتح الله ڨمعون، إدراج التربية الجنسية في المناهج التربوية لأول مرة في العالم العربي، مضيفة أن المنهاج يتماشى مع الثقافة العربية الإسلامية، وسيُعتمَد المشروع في مرحلة أولية في 12 منطقة في تونس، ولن يكون مادة منفصلة عن باقي المواد المدرسية المعتمدة.
ويشار إلى أن وزير التربية حاتم بن سالم كان قد أعلن أنه بعد نتائج البحث الميداني الذي قامت به وزارة التربية لكشف حالات التحرش الجنسي، وبعد تعرض 20 تلميذاً وتلميذة للاعتداء من قبل معلمين، تقرر التنسيق مع وزارة الصحة لتدريس التربية الجنسية لفائدة التلاميذ.
وستبدأ وزارة التربية مع بداية العام الجديد تطبيق مادة التربية الجنسية ضمن بعض المواد الأساسية كاللغة العربية وعلوم الحياة والأرض والعلوم الإسلامية، وستفتح حصص نقاش وتدريس للتلاميذ انطلاقاً من سنوات التحضيري، أي الخمس سنوات وحتى الـ 15 عاماً.
وقالت المديرة التنفيذية للجمعية التونسية للصحة الإنجابية أرزاق خنيتش، لـ"العربي الجديد": "تقرّر إدراج التربية الجنسية في المناهج التربوية التونسية لأول مرة في العالم العربي، وستنطلق التجربة من التحضيري، أي 5 أعوام إلى بقية التلاميذ، من خلال وضع أنشطة التربية الجنسية وفتح باب النقاش في ثلاث مواد أساسية، وبالتالي لن تكون مادة التربية الجنسية منفصلة بل ضمن بقية المواد، مؤكدة أن هذه الخطوة جاءت بمبادرة من الجمعية التونسية للصحة الإنجابية وصندوق الأمم المتحدة للسكان والمعهد العربي لحقوق الإنسان تحت إشراف وزارة التربية التي تبنت المشروع.
وتوضح خنيتش أن التربية الجنسية تكون من خلال تبسيط المفاهيم وتمرير رسائل لتوعية الأطفال. مثلاً، بالنسبة إلى سنوات التحضيري، يجري الحديث عن معطيات عامة تتعلق بنظافة الجسد وكيفية الوقاية من التحرش، مشيرة إلى أن بعض الأطفال يصلون إلى سنّ البلوغ ولا يفهمون التغيرات التي تطرأ على الجسم، ولا يعرفون أجسادهم. وهناك من يعانون من مشاكل نفسية، حتى إن البعض الآخر يصل به الأمر إلى حد الانتحار ولا يجد من يتحدث إليه. وتؤكد أنه لا بد من معرفة معنى التربية الجنسية، لأن البعض ينخرط في هذه الخطوة من دون الوقوف على إيجابياتها. فالتربية الجنسية ليست أمراً إباحياً، بل هي تزويد المراهقين والأطفال بالمعلومات التي يحتاجونها في هذا الخصوص.
وتلفت إلى أن الجمعية عملت على التربية الجنسية منذ عام 1968، وكانت تتحدث مع الشباب والأطفال لتوعيتهم، لكن لا يمكنها الوصول إلى جميع الفئات إلا من خلال المدارس التي تُعَدّ فضاءً للتعلم والتوعية، مؤكدة أنه لا بد من تقديم المعطيات الضرورية، لأن هذا سيقي الشباب الكثير من المشاكل، وقد أُقيم العديد من الدورات التكوينية مع المتفقدين والمعلمين، وسيشمل الأمر الإعلاميين.
وتوضح خنيتش أن التجربة ستكون في 12 منطقة تونسية من مختلف المحافظات، منها بن عروس وصفاقس وسوسة وتوزر وسيدي بوزيد ونابل والكاف وباجة، ثم ستعمَّم تدريجاً، على أن تنطلق التجربة في الثلاثي الثاني من العام الدراسي، مشيرة إلى أن التربية الجنسية ضرورية للوقاية من الأمراض والمخاطر والعديد من الظواهر الخطيرة والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
ويرى أحد المشرفين على هذا البرنامج، المتخصص في الأمراض النفسية والجنسية أنس العويني، أنّ هذه البادرة مهمة جداً، خصوصاً أنه سبق اعتمادها في العديد من البلدان في الغرب، وأثبتت نجاحها في الوقاية من العنف والاغتصاب وجرائم الاعتداءات على الأطفال والمشاكل الجنسية المترتبة عن التحرّش، موضحاً أن الهدف حماية الأطفال وتوعيتهم وخلق نوع من المصالحة بينهم وبين أجسادهم، والاهتمام بسلامتهم الجنسية، لكي لا تحصل لهم صدمات تؤثر بهم مستقبلاً.
يضيف العويني لـ "العربي الجديد" أن التربية الجنسية تعني تربية الناشئة على مبادئ وقيم أخلاقية ومجتمعية، والسلامة الجنسية منذ الطفولة، مؤكداً أنه لا بد من التوضيح أن التربية الجنسية لا تعني تعليم الأطفال الجنس، فهذا مرفوض، بل توعيته حول جسده وأعضائه وحمايتها والتبليغ عن أي شبهات تطاوله من دون أن يبقى في صراع مع جسده خائفاً من الآخرين. ويجب أن يعرف معنى البلوغ وطبيعة الرغبات التي تطرأ عليه، وما هو الخطير منها لكي يتجنبه والسليم، وبالتالي تجنّب الأمراض، مشيراً إلى أن العديد من الأمراض الجنسية هي نتيجة بعض السلوكيات الخاطئة وبعض الصدمات التي يواجهها الطفل.
ويقول إنه في سن المراهقة، إن لم يكن الطفل واعياً، فسيتجه نحو الممنوعات ومشاهدة الأفلام الإباحية لاكتشاف بعض الأشياء، مضيفاً أن التربية الجنسية تحمي من الاغتصاب والنظرة إلى المرأة كجسد، ومن بعض السلوكيات المتطرفة في المجتمع، مؤكداً أنهم ضد تعليم الأطفال أشياء صادمة، وإنما يكون ذلك بحسب السن والتدرج في المعرفة، وغالبية من وضعوا هذه البرامج أطباء ومعالجون نفسيون.
ويوضح العويني أن التربية الجنسية قد تكون موجودة في العديد من المواد، ويجري تكوين المعلمين ضمن دورات تكوينية لتأطيرهم ومساعدتهم في تبسيط المفاهيم وتمرير المعلومات التي يحتاجها الطفل، مؤكداً أن تونس سباقة في إدراج هذه المادة في المدارس، على الرغم من التأخر مقارنة بأوروبا والعالم. لكن في ظل الثقافة العربية وما نعيشه، يمكن القول إن هناك اجتهاداً واضحاً في الوصول إلى تطبيق هذه البادرة وإنشاء مجتمع سليم.
وتؤكد المتفقدة الأولى للتربية المدنية والخبيرة لدى المعهد العربي لحقوق الإنسان، إنصاف فتح الله ڨمعون، إدراج التربية الجنسية في المناهج التربوية لأول مرة في العالم العربي، مضيفة أن المنهاج يتماشى مع الثقافة العربية الإسلامية، وسيُعتمَد المشروع في مرحلة أولية في 12 منطقة في تونس، ولن يكون مادة منفصلة عن باقي المواد المدرسية المعتمدة.
ويشار إلى أن وزير التربية حاتم بن سالم كان قد أعلن أنه بعد نتائج البحث الميداني الذي قامت به وزارة التربية لكشف حالات التحرش الجنسي، وبعد تعرض 20 تلميذاً وتلميذة للاعتداء من قبل معلمين، تقرر التنسيق مع وزارة الصحة لتدريس التربية الجنسية لفائدة التلاميذ.