الموت يهدد مرضى مخيم الركبان مع غياب الرعاية الصحية

21 نوفمبر 2018
لا يوجد طبيب في المخيم (Getty)
+ الخط -


يواجه عشرات آلاف النازحين في مخيم الركبان، في البادية السورية على الحدود مع الأردن، الموت جوعاً أو برداً أو لعدم توفر الرعاية الطبية.

وأفادت مصادر أهلية من داخل مخيم الركبان، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "أي شخص من المخيم مهدد بأن يفقد حياته في حال تعرض لمرض أو إصابة تحتاج إلى طبيب أو دخول المشفى، لعدم توفر هذا الترف في المخيم".

وأضافت المصادر أن "حالات الوفاة تتكرر مع عدم السماح للمرضى بتلقي العلاج داخل الأراضي الأردنية، في حين لا تتوفر أي من مقومات الرعاية الطبية في المخيم إن كان من جهة التجهيزات أو الكادر الطبي".

وقال الناشط الإعلامي من مخيم الركبان، عمر الحمصي، في حديث مع "العربي الجديد"، "توفي شاب أول من أمس في المخيم، بعد طول انتظاره للحصول على الموافقة لإدخاله إلى الأراضي الأردنية، بالرغم من أن مرضه استمر 8 أشهر، وكانت حالته الصحية تتراجع بشكل واضح طوال المدة، ولكن للأسف حين يكون المريض شاباً فمن الصعب أن يسمح له بدخول الأردن لتلقي العلاج، ويكون البديل هو الموت".

ولفت إلى أن "الأدوية متوفرة بنسبة 40 في المائة، وهي عبارة عن مضادات حيوية ومسكنات، في حين لا يوجد في المخيم طبيب واحد، أو مخبر أو مركز أشعة، فحتى الدواء لا نفع منه لعدم توفر من يشخص المرض".

وأوضح أن "نقطة يونيسف الواقعة على الأراضي الأردنية، كانت تستقبل سابقاً حالات أكثر، وكان يتم إدخال الشباب المرضى أو المصابين للأردن عن طريق الفصائل العسكرية للعلاج، ولكن منذ سنة ونصف السنة توقف عمل الفصائل العسكرية، ولم تعد يونيسف تستقبل كل الحالات"، لافتاً إلى وجود "نقطة طبية واحدة في المخيم، لكن لا يوجد فيها طبيب، فهي تشبه أي صيدلية". وذكر أن "القوات الأميركية في قاعدة التنف، لا تتدخل بأي شكل لمساعدة المرضى".

وقال رئيس "هيئة العلاقات العامة والسياسية بمخيم الركبان" محمد أحمد الدرباس، في حديث لـ "العربي الجديد"، "هناك بطء بإسعاف الحالات الحرجة للأردن، وحين نأخذ المريض للنقطة يرفع اسمه بانتظار الحصول على الموافقة الأمنية، لكن غالباً ما تتأخر وقد يتوفى المريض، ريثما تصل الموافقة التي تستغرق يوماً أو أكثر".

وأضاف "جهاز المخابرات الأردني يتحكم بهذا الموضوع، أما التقييم الطبي فهو للإعلام فقط، فالطبيب في النقطة لا يستطيع إدخال أي مريض إلا بعد موافقة الاستخبارات".

وأوضح أن "مطالبنا في مخيم الركبان اليوم يمكن تلخيصها بتأمين حماية دولية للمدنيين من الضغوطات التي تمارس ضد أهلنا بالمخيم من أجل إعادتهم قسراً إلى بلدانهم التي تعتبر غير آمنة وغير مستقرة، وعدم الوثوق بأي وعود من قبل نظام الأسد ومليشياته، والتأكيد على الجهود الدولية لاستمرار دخول المساعدات الإنسانية باستمرار، ونحن جاهزون لتقديم كل ما يلزم لإثبات عكس ما صوره النظام والروس عن وجود مجموعات إرهابية داخل المخيم، وما يؤكد كلامنا ويدحض ادعاء النظام، هو دخول قافلة الأمم المتحدة الأخيرة وفريق اللقاح اللذين قاما بعملهما داخل المخيم وبكل راحة".

وأضاف "نطالب بايجاد حل مناسب يرضي طموحات أهلنا بالمخيم بالعيش بسلام، نؤكد للمجتمع الدولي ولأصدقاء الشعب السوري أن الموجودين بمخيم الركبان مجرد مدنيين فروا بأنفسهم من ويلات الحروب والإرهاب وعمليات القتل المتبادل الذي مورس ضدهم من داعش والنظام والمليشيات الايرانية، ونناشد ضمائر الشعوب الحرة بأن تتخذ موقفاً إنسانياً تجاه المدنيين بمخيم الركبان".

وسبق لمدير مكتب الأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أمين عوض، أن أعلن "إن مخيم الركبان للاجئين في سورية لا يمكن أن يعمل على أساس دائم، ويجب إيجاد حل يسمح بإعادة النازحين إلى منازلهم".
المساهمون