الأمن المصري ينكل بأولتراس أهلاوي قبل ذكرى مذبحة بورسعيد

31 يناير 2017
اعتقلتهم في ذكرى مذبحة بورسعيد (إستر ميرمان/Getty)
+ الخط -
ألقت قوات اﻷمن المصرية، فجر اﻷحد الماضي، القبض على خمسة من أعضاء رابطة تشجيع النادي اﻷهلي "أولتراس أهلاوي"، من منازلهم، وقدمتهم للتحقيق في نيابة غرب القاهرة، مساء أمس الإثنين، تزامناً مع دعوات إحياء ذكرى مذبحة بورسعيد، حيث قُتل 74 من مشجعي النادي في استاد بورسعيد، عقب هجوم دموي من بعض جمهور المباراة بين فريقي اﻷهلي والمصري.

وكانت رابطة "أولتراس أهلاوي" قد أعلنت عن نيتها إحياء ذكرى مذبحة بورسعيد، في فاتح فبراير/شباط من كل عام، والذي يوافق غداً اﻷربعاء.

وواجهت أجهزة اﻷمن هذه التحركات باستصدار أمر ضبط وإحضار نحو 9 من كبار مشجعي رابطة اﻷولتراس، تم القبض على خمسة منهم، مع متابعة ضبط وإحضار اﻷربعة اﻵخرين.

ووجهت لهم نيابة غرب القاهرة اتهامات بوجود نية للتظاهر في ذكرى مذبحة بورسعيد، والتحريض على التظاهر عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تقرر حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات في القضية رقم 6 لسنة 2017 أمن دولة عليا.

وكانت صفحة رابطة "أولتراس أهلاوي" قد أعلنت، اﻷحد الماضي، عن اقتحام بيوت بعض أفراد المجموعة الحاليين والسابقين فجرا، والقبض على من تواجد منهم أو من أهاليهم، وسرقة ممتلكات خاصة من البيوت وتدمير كل شيء.


وقالت الصفحة في تدوينة مقتضبة، "كل بيت تواجد فيه أكثر من 30 فردا من قوات العمليات الخاصة، كل ذلك حدث لمنع إقامة ذكرى شهداء بورسعيد، وتم التعدّي على حرمات البيوت يا بتوع الدولة وقانونها وهيبتها".

ورأى مراقبون أن هذه التحركات التي قامت بها اﻷجهزة اﻷمنية ليست متعلقة فقط بذكرى إحياء مذبحة بورسعيد، ولكنها في إطار رفض الدولة وجود مثل هذه الروابط، خاصة مع دورها في مواجهة وزارة الداخلية خلال ثورة يناير/كانون الثاني أو اﻷحداث التي أعقبتها.

ورفضت رابطة "أولتراس أهلاوي" الامتثال إلى تهديدات أجهزة اﻷمن، وقالت: "قرارات المجموعة لا يتم اتخاذها بشكل فردي ولا عن طريق أشخاص بعينها ولا يمثلها 3 أو 4 أو 10 أفراد، وإحياء ذكرى الشهداء لا تتوقف على شخص، ولا تحتاج قرارا من أي شخص داخل المجموعة لأنه ليس قرار أشخاص بل قرار مجموعة كاملة من أصدقاء وأهالي الشهداء".

وشددت على أنه تقرر تجمُّع جمهور اﻷهلي يوم غد الأربعاء، الساعة الثالثة عصرا داخل ملعب التتش لإحياء ذكرى الشهداء.

وأضافت الرابطة في بيان لها، مساء أمس الإثنين، "ليس من حق أي جهة اتخاذ قرار أو التهديد بمنع أو نقل هذا اليوم، فهذه ليست مباراة مقامة بدون جمهور وليست مظاهرة يتم التصريح بها أو تغيير مكانها، وهو يوم ثابت ومعروف لدى الجميع يقام بالمكان الذي مات من أجله 72 مشجعا ويوجد به النصب التذكاري الخاص بهم".

وتابعت: "على مدار الأيام السابقة تعرّضنا نحن وأعضاء المجموعة السابقون لتهديدات صريحة بعدم التواجد في محيط النادي في يوم الذكرى، وتهديدات صريحة بأن من سيتواجد في هذا اليوم سيلقى مصير شهداء الأهلي ببورسعيد يوم ذكراهم، وبدأت بالقبض على بعض أفراد المجموعة من بيوتهم".

وأشارت إلى أن: "شهداء جمهور الأهلي في 1 فبراير/شباط 2012 لا نعتبرهم شهداء المجموعة فقط إنما هم شهداء وطن، شهداء بعد خمسة أعوام من المذبحة لم يتم القصاص من القتلة ولا المشاركين فيها، خمسة أعوام مرت على مذبحة أمام أعين الجميع ولا نعلم كم سنة أخرى من المفترض أن ينتظرها أهالي الشهداء حتى يعود الحق".

من جهته، قال خبير سياسي بمركز اﻷهرام للدراسات، إن هناك ثأراً بين وزارة الداخلية وروابط اﻷولتراس، خاصة مع مشاركة اﻷخير في ثورة 25 يناير، والتحرك في عدد من الاشتباكات التي حدثت عقب خلع الرئيس السابق محمد حسني مبارك عن الحكم.

وأضاف الخبير السياسي، لـ"العربي الجديد"، أن مذبحة بورسعيد تمثل قمة الصدام بين أجهزة اﻷمن ورابطة أولتراس أهلاوي، خاصة مع وجود علامات استفهام حول دور قوات التأمين في استاد بورسعيد، وسط اتهامات بترتيب المذبحة أو على اﻷقل وجود علم مسبق بها، انتقامًا منهم لدورهم في الثورة.

وتابع أن اﻷجهزة اﻷمنية والنظام الحالي يتخوّفان ليس فقط من اﻷولتراس، ولكن من أي فصيل أو تيار أو قوى منظمة تكون قادرة على قيادة أي حراك ضده، ومن ضمن هذه القوى روابط تشجيع اﻷندية، ولذلك هناك سعى لتصفيتها تمامًا وتحجيم دورها وإضعافها، مثل ما يحدث مع التنظيمات السياسية.

وأشار إلى أن النظام الحالي لم يتمكن من تفكيك هذه التنظيمات الشبابية حتى اﻵن، وهناك محاولات لتحجيم دورها وإضعافها واعتقال العناصر المؤثرة فيها، ومن باب أولى تقنين وضعهم قانونيًّا في قانون الرياضة المنظور في مجلس النواب.