وتسببت العاصفة بمصرع ثلاثة أشخاص على الأقل في أوروبا، بعد أن أصيب العديد من الأشخاص بجروح، وقتل رجل في سيارته بعد ظهر الأحد، بعد أن سقطت شجرة على جادة سريعة جنوب غرب لندن، كما أعلنت الشرطة الإثنين، وفي بولندا قتلت امرأة وابنتها بعد أن اقتلعت رياح عاتية بلغت سرعتها 100 كلم في الساعة سقف منزلهم.
وأصيبت امرأتان بجروح بالغة بسبب سقوط شجرة في ساربروكن (جنوب غرب)، إحداهما بين الحياة والموت، وفق ما أعلنت الشرطة، وأُصيب فتى يبلغ 16 سنة بجروح في الرأس بسبب سقوط غصن شجرة عليه في بادربورن (غرب).
وفي فرانكفورت، سبّبت رافعة في ورشة بناء سقوط سقف كاتدرائية، وفق ما أفادت الشرطة من دون التمكن من تحديد حجم الأضرار.
ودفعت فيها العواصف سلطة السكك الحديدة الألمانية "دويتشه بان"، إلى وقف رحلاتها، خوفاً من قوة الرياح التي أطلقت عليها السلطات "عاصفة سابينا".
واعتبرت السكك الحديدية الألمانية أنها ستعطي الضوء الأخضر لانطلاق الرحلات عند العاشرة صباحاً، إذا سمحت الظروف الجوية بذلك، وأكدت أنّه قد تستمر تأثيرات الإعصار "سابينا" والمنخفض الجوي على حركة القطارات حتى الثلاثاء، وطالبت المواطنين، وخصوصاً طلاب الجامعات، بالبقاء في البيوت حفاظاً على سلامتهم.
وأعلنت حالة التأهب من الدرجة الثانية في النصف الجنوبي من ألمانيا، وخصوصاً في بافاريا، حيث أغلقت طرقات سريعة بسبب تساقط الأشجار، وخصوصاً في سكسونيا السفلى وشمال الراين-وستفاليا، وقطع الطريق الواصل من هاغن إلى فرانكفورت.
Twitter Post
|
وأُلغيت في مطار دوسلدورف الرحلات الجوية نحو برلين وميونخ، وفيينا في النمسا، وهو ما شهده مطار كولن أيضاً، وألغى مطار شتوتغارت نحو 35 رحلة جوية حتى صباح الاثنين، فيما أُبلِغ عن تأخر في رحلات أخرى، وفي مطار ميونخ اضطرت السلطات إلى تخفيض عدد الرحلات إلى أدنى المستويات، وأُلغي أكثر من ألف رحلة جوية. وفي فرانكفورت، وهو أكبر مطارات ألمانيا، استؤنفت صباح الاثنين الرحلات، وذكرت سلطات المطار أن بعض الشركات ألغت أو أخّرت بعض رحلاتها.
وحذرت الوكالة الاتحادية الألمانية للملاحة البحرية من خطر هبوب عاصفة على سواحل بحر الشمال، ومن أن منسوب المياه سيرتفع بعد ظهر الاثنين بنحو متر إلى متر ونصف متر عن المعتاد، ما يؤثر في كل من هامبورغ وبريمن.
وفي الجمهورية التشيكية، حيث بلغت سرعة الرياح 180 كلم في الساعة، أُصيب رجل بسقوط شجرة على سيارته في جنوب البلاد.
وصرّحت إيلين روبرتس، من مكتب الأرصاد الجوية البريطانية "ميت أوفيس"، بأنها "على الأرجح أكبر عاصفة في القرن في المساحة التي تشملها"، إلى جانب عاصفة ديسمبر/ كانون الأول 2013.
ولا يزال هناك 180 إنذاراً بحصول فيضانات الاثنين، في جميع أنحاء بريطانيا التي تستعد في بعض المناطق لرياح ثلجية وتساقط ثلوج، إلا أن القسم الأكبر من العاصفة قد مرّ.
وقال أليكس بوركيل من مكتب الأرصاد الجوية إن "العاصفة كيارا تبتعد، لكن هذا لا يعني أننا ندخل في فترة سيصبح فيها الطقس أكثر هدوءاً".
Twitter Post
|
وساعدت قوة الرياح في وصول طائرة قادمة من نيويورك إلى لندن بوقت قياسي سجله موقع فلايت راداد 24 المتخصص بمراقبة الحركة الجوية، بنحو 4 ساعات و56 دقيقة، وسجلت سرعتها بنحو 1300 كم في الساعة وبسرعة تفوق سرعتها الطبيعية 900 كم/س، فيما تأخرت الطائرات المتجهة عكساً فوق الأطلسي بأكثر من ساعتين.
وألغيت أو تأجلت مباريات كرة قدم، وتوقفت مشاركة 25 ألف عداء في مسابقة جري 10 كيلومترات في لندن، وكانت بلدتا هبدن بريدج وميثولمرويد في منطقة ويست يوركشير الأكثر تضرراً بالعاصفة، إذ غمرت المياه شوارعها وغطت السيارات.
وربما خففت الإجازة الشتوية التي بدأت عملياً في معظم دول الشمال من الآثار السلبية في مسألة انتقال المواطنين، الذين استغلوا وقوع الإجازة مع نهاية الأسبوع للانتقال يومي الجمعة والسبت لزيارة الأقرباء. وتأثر الذين قرروا قضاء الإجازة خارج البلاد أو التنقل الداخلي بسياراتهم أو بالقطارات.
وسجلت شواطئ الدنمارك ومدنها، وخصوصاً في يولاند (غرب)، أعنف العواصف، التي أدت إلى ارتفاع منسوب المياه وغمر شوارع عديدة ليلاً، واقتلاع أشجار وإغلاق طرقات، وقدرت سلطات الأرصاد الجوية الدنماركية ارتفاع منسوب المياه بنحو 3.5 أمتار في الشواطئ الغربية، ما اضطرها إلى إطلاق إنذار من الدرجة الثانية، باعتبار أن التجوال أو القيادة في ظل تلك الأجواء "خطر" على حياة الناس.
واضطرت السلطات الدنماركية إلى عملية إنقاذ جوي بعد أن سحبت الأمواج المرتفعة أربعينية وابنها (8 سنوات) في شواطئ غربي البلد، وأوقفت حركة القطارات، وأغلقت الجسور أمام حركة السيارات مع جارتها السويد بسبب شدة الرياح.
وفي فرنسا، أُعلنَت حالة الإنذار في شمال البلاد، حيث نصحت السلطات السكان بتجنب الساحل، بسبب احتمال اشتداد العاصفة. وتوقفت رحلات العبّارات بين دوفر ومرفأ كاليه الفرنسي حتى إشعار آخر. وفي إيرلندا، حذّرت السلطات من خطر فيضانات في المناطق الساحلية، وحُرمَت عشرة آلاف منزل وشركة ومزرعة التيارَ الكهربائي.