أعلنت إدارة الصحة المحلية في إقليم قندهار، جنوبي أفغانستان، أنّها سجّلت في 29 يناير/ كانون الثاني المنصرم، أولى الإصابات بشلل الأطفال لهذا العام على مستوى العالم ككل. وقع ذلك في منطقة كنجوس كاريز في مديرية سبين بولدك بإقليم قندهار عندما شُخّص المرض لدى طفلة تبلغ من العمر عاماً واحداً وعشرة أشهر. وقد أكدت الإدارة نفسها أنّ قندهار تُعَدّ أخطر منطقة بالعالم في ما يتعلق بمرض شلل الأطفال، نظراً إلى الحالات التي سُجّلت هناك في خلال العام الماضي. يُذكر أنّ 21 إصابة بالمرض سُجّلت في خلال عام 2018، أكثرها (15) في الجنوب.
يقول الدكتور عبد الشاكر، وهو أحد المسؤولين في إدارة الصحة المحلية في قندهار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مرض شلل الأطفال قضية مهمة إذ إنّه متوطّن في أفغانستان، على الرغم من الجهود الدولية التي جعلت دول العالم بمعظمها تقضي عليه". ويلفت إلى أنّ "تسع إصابات سُجّلت في إقليم قندهار في العام الماضي"، موضحاً أنّ "الوضع الأمني المتوتّر من بين الأسباب البارزة وراء توطّن المرض في أفغانستان ومعاناة أطفال الأفغان منه". ويتحدّث عن "التهديدات الموجّهة إلى حملات التوعية والتحصين ضدّ شلل الأطفال والقائمين عليها، إلى جانب الثغرات التي تتخلّل الحملات والفساد الذي يطاولها. وذلك بالإضافة إلى عدم وعي الآباء الكافي حول المرض وضرورة تحصين أطفالهم".
اقــرأ أيضاً
لا توعية ولا تحصين
ويتابع عبد الشاكر أنّ "مناطق كثيرة في إقليم قندهار محرومة من حملات التوعية والتحصين ضدّ المرض، كذلك الأمر في أقاليم مجاورة مثل هلمند ونيمروز زابل وأوزجان. ويعود ذلك إلى سببَين اثنَين، إمّا التوتّر الشديد في الوضع الأمني وإمّا منع حركة طالبان الحملات من العمل فيها بذريعة أو بأخرى". ويشير عبد الشاكر إلى أنّ "الإدارة المحلية في قندهار تعمل اليوم بوساطة الزعامة القبلية لإقناع حركة طالبان بالسماح بتنفيذ حملة ضدّ شلل الأطفال. وقد أقنعتها إلى حدّ ما، لكنّ المشكلة الرئيسية تكمن في أنّ طالبان تشترط تنفيذ الحملة في المساجد فقط. لكنّ الجهود لن تكون مجدية بهذه الطريقة، لأنّنا نريد أن تتمكّن فرقنا من الدخول إلى كل المنازل الناس حتى لا يبقى طفل واحد من دون تحصين". ويكمل عبد الشاكر أنّ "ثمّة أسباباً أخرى على الرغم من أنّ تأثيراتها قليلة، منها تحرّك القبائل وتنقّلها على الحدود الأفغانية الباكستانية، علماً أنّ إصابات شلل الأطفال المسجّلة في البلدَين هي بمعظمها في المناطق القريبة من الحدود. كذلك فإنّ نحو 15 شخصاً يعبرون الحدود يومياً، وهؤلاء يمثّلون السبب الرئيسي في نقل المرض من دولة إلى أخرى".
إنذار حقيقي
من جهته، كان رئيس إدارة الصحة في قندهار، عبد القيوم، قد أفاد في تصريح صحافي سابق بأنّ "عدد إصابات شلل الأطفال المسجّلة في قندهار هو أشبه بإنذار يشير إلى تهديدات تطاول أطفال هذا الإقليم وأقاليم مجاورة، وكذلك الصغار في مدينة كويتا الباكستانية التي تقع بمحاذاة قندهار". ويطالب القيوم "المسلّحين بالتعاون في هذا الموضوع مع السلطات لأنّ القضية مرتبطة بأطفال أفغانستان ومستقبلهم".
اقــرأ أيضاً
لم تعلّق حركة طالبان رسمياً على ما تشير إليه السلطات الأفغانية ولم تبرّر منعها حملات التحصين، لكنّ مصادر فيها تقول لـ"العربي الجديد" إنّ "الحركة ليست معارضة لحملات تحصين الأطفال ضدّ المرض"، زاعمة أنّ "المشكلة الرئيسية هي أنّ الحكومة الأفغانية أدخلت عناصر من الاستخبارات تحديداً في الحملات لجمع المعلومات واستهدافنا". لكنّ القيوم كان قد رفض تلك الادعاءات، قائلاً إنّ "جميع القائمين على حملة تحصين الأطفال هم شباب من القبائل ولا ارتباط لهم بالحكومة، وعددهم 45 ألف شخص". وذكر القيوم أنّ "أكثر المناطق التي سُجّلت فيها إصابات شلل أطفال هي التي لم تشملها حملات تحصين منذ مدّة طويلة، ومنها مديرية شاه وليكوت وخاكريز وميانشين وغورك"، مطالباً حركة طالبان بـ"مراجعة سياساتها خصوصاً حيال الملفات المتعلقة بالأطفال من قبيل هذا المرض".
يقول الدكتور عبد الشاكر، وهو أحد المسؤولين في إدارة الصحة المحلية في قندهار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مرض شلل الأطفال قضية مهمة إذ إنّه متوطّن في أفغانستان، على الرغم من الجهود الدولية التي جعلت دول العالم بمعظمها تقضي عليه". ويلفت إلى أنّ "تسع إصابات سُجّلت في إقليم قندهار في العام الماضي"، موضحاً أنّ "الوضع الأمني المتوتّر من بين الأسباب البارزة وراء توطّن المرض في أفغانستان ومعاناة أطفال الأفغان منه". ويتحدّث عن "التهديدات الموجّهة إلى حملات التوعية والتحصين ضدّ شلل الأطفال والقائمين عليها، إلى جانب الثغرات التي تتخلّل الحملات والفساد الذي يطاولها. وذلك بالإضافة إلى عدم وعي الآباء الكافي حول المرض وضرورة تحصين أطفالهم".
لا توعية ولا تحصين
ويتابع عبد الشاكر أنّ "مناطق كثيرة في إقليم قندهار محرومة من حملات التوعية والتحصين ضدّ المرض، كذلك الأمر في أقاليم مجاورة مثل هلمند ونيمروز زابل وأوزجان. ويعود ذلك إلى سببَين اثنَين، إمّا التوتّر الشديد في الوضع الأمني وإمّا منع حركة طالبان الحملات من العمل فيها بذريعة أو بأخرى". ويشير عبد الشاكر إلى أنّ "الإدارة المحلية في قندهار تعمل اليوم بوساطة الزعامة القبلية لإقناع حركة طالبان بالسماح بتنفيذ حملة ضدّ شلل الأطفال. وقد أقنعتها إلى حدّ ما، لكنّ المشكلة الرئيسية تكمن في أنّ طالبان تشترط تنفيذ الحملة في المساجد فقط. لكنّ الجهود لن تكون مجدية بهذه الطريقة، لأنّنا نريد أن تتمكّن فرقنا من الدخول إلى كل المنازل الناس حتى لا يبقى طفل واحد من دون تحصين". ويكمل عبد الشاكر أنّ "ثمّة أسباباً أخرى على الرغم من أنّ تأثيراتها قليلة، منها تحرّك القبائل وتنقّلها على الحدود الأفغانية الباكستانية، علماً أنّ إصابات شلل الأطفال المسجّلة في البلدَين هي بمعظمها في المناطق القريبة من الحدود. كذلك فإنّ نحو 15 شخصاً يعبرون الحدود يومياً، وهؤلاء يمثّلون السبب الرئيسي في نقل المرض من دولة إلى أخرى".
إنذار حقيقي
من جهته، كان رئيس إدارة الصحة في قندهار، عبد القيوم، قد أفاد في تصريح صحافي سابق بأنّ "عدد إصابات شلل الأطفال المسجّلة في قندهار هو أشبه بإنذار يشير إلى تهديدات تطاول أطفال هذا الإقليم وأقاليم مجاورة، وكذلك الصغار في مدينة كويتا الباكستانية التي تقع بمحاذاة قندهار". ويطالب القيوم "المسلّحين بالتعاون في هذا الموضوع مع السلطات لأنّ القضية مرتبطة بأطفال أفغانستان ومستقبلهم".
لم تعلّق حركة طالبان رسمياً على ما تشير إليه السلطات الأفغانية ولم تبرّر منعها حملات التحصين، لكنّ مصادر فيها تقول لـ"العربي الجديد" إنّ "الحركة ليست معارضة لحملات تحصين الأطفال ضدّ المرض"، زاعمة أنّ "المشكلة الرئيسية هي أنّ الحكومة الأفغانية أدخلت عناصر من الاستخبارات تحديداً في الحملات لجمع المعلومات واستهدافنا". لكنّ القيوم كان قد رفض تلك الادعاءات، قائلاً إنّ "جميع القائمين على حملة تحصين الأطفال هم شباب من القبائل ولا ارتباط لهم بالحكومة، وعددهم 45 ألف شخص". وذكر القيوم أنّ "أكثر المناطق التي سُجّلت فيها إصابات شلل أطفال هي التي لم تشملها حملات تحصين منذ مدّة طويلة، ومنها مديرية شاه وليكوت وخاكريز وميانشين وغورك"، مطالباً حركة طالبان بـ"مراجعة سياساتها خصوصاً حيال الملفات المتعلقة بالأطفال من قبيل هذا المرض".