لبنان.. مقاتلون سابقون ينشرون ثقافة السلم الأهلي

22 ديسمبر 2015
من المعرض (فيسبوك)
+ الخط -

قدم معرض "محاربون من أجل السلام" للصور الفوتوغرافية في بيروت، الذي دام الأسبوع الماضي، رؤية فنية أظهرت محاربي الأمس، وقد نجحوا في الانخراط بالسلم ونشر ثقافته.

ودعا المعرض لرفض العودة إلى الحرب، كما أثار فيلم رافقه وتضمن شهادات لمقاتلين سابقين، النقاشات والحوار بين الحاضرين عن جدوى الحرب الأهلية ورفض تجددها.

وأشار زياد صعب، رئيس الجمعية المنظمة، إلى أن المعرض كان العمل الإعلامي الأول للجمعية التي بدأت تتشكل فعلياً عام 2012، والتي حصلت على ترخيصها الرسمي منتصف 2014، مضيفا أن المعرض "لاقى إقبالاً فاق توقعاتنا، وشكل انطباعات إيجابية لدى الناس، واستطعنا من خلاله أن نظهر الرغبة في التغيير انطلاقاً من رفض الحرب والعنف".

والصور التي شاركت في المعرض كانت من إعداد المصور الصحافي اللبناني جمال السعيدي، وكانت بمثابة صور تركيبية تظهر المقاتلين السابقين يقفون بزيهم المدني، وسط خلفية حربية سابقة، لتبين رفض هؤلاء لاستمرار واقع الحرب الذي ساهموا فيه يوماً. أما الفيلم الذي حمل الرسالة ذاتها، فكان من إخراج الصحافية والمخرجة الألمانية كريستينا فورش.

وأشار صعب إلى تجربة المسرح التفاعلي التي خاضتها الجمعية مع مجموعة من الطلاب في بيروت، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكان جمهوره من مقاتلين سابقين إلى جانب طلاب من الثانويات والجامعات، لافتاً إلى حجم التفاعل مع تلك العروض، بحيث شارك الحاضرون خبراتهم في سرد تجاربهم وقصصهم خلال الحرب، أو بالتعليق على المشاهد المسرحية.

وذكر أن جمعية "محاربون من أجل السلام" تمكنت حتى اليوم من التفاعل مع نحو 2300 طالب عبر ندوات وحوارات، مشدداً على أن النشاط توسع ليطاول فئة الشباب السوري اللاجئ في لبنان، وكذلك الجانب الفلسطيني الذي كان أحد عوامل الحرب الأهلية.

 فادي نصر الدين، أحد المقاتلين السابقين، وأحد أعضاء الجمعية، قال "نريد أن نخبر الشباب أن البديل عن الحرب التي جربناها والمآسي التي عشناها هو التفاعل مع الآخر، والحوار بدل العنف، فلا قضية في الحياة تستأهل إهراق الدماء والتدمير المادي والنفسي والمعنوي".

فادي الذي ظهرت صورته في المعرض يدير ظهره للحرب التي شارك فيها، وأحد الموقعين على بيان الجمعية الذي صدر عام 2013 "يدعو المقاتلين الحاليين إلى أن يدركوا، كما فعلنا نحن متأخرين، أن هناك أيادي عدة، تستفيد من الشحن السياسي والمذهبي وتعمل على تفرقتنا وعلى اقتتالنا، الحروب الأهلية يخسرها الجميع، حتى من يظن نفسه ربح".

وأضاف "تجربتنا هي الأولى من نوعها في المنطقة العربية، وقد خضعنا للتأهيل لكي نتمكن من طرح أفكارنا السلمية الرافضة للحرب"، مشيراً إلى العمل على استقطاب المزيد من المقاتلين السابقين في الجمعية".

و"محاربون من أجل السلام" جمعية أسستها مجموعة من المقاتلين اللبنانيين السابقين، من مختلف الأحزاب السياسية، ومن مختلف الطوائف، ممن استدركوا بعد أحداث 7 مايو/أيار 2008 في بيروت، التي اعتبرت الأكثر دموية بعد انتهاء الحرب الأهلية، وبعد معارك باب التبانة وجبل محسن في مدينة طرابلس الشمالية، أن لبنان يسير من جديد نحو الهاوية، وأن الشباب اللبناني قد ينجرّ إلى حرب أهلية جديدة.



اقرأ أيضا:هل يتخذ المواطنون اللبنانيون احتياطات تجاه الحوادث الأمنية؟

دلالات