40 قتيلاً و47 مفقوداً حصيلة انزلاقات اليابان الأرضية

22 اغسطس 2014
جهود الانقاذ تتواصل للبحث عن المفقودين (GETTY)
+ الخط -

استؤنفت أعمال البحث عن أحياء اليوم الجمعة في هيروشيما بعد أكثر من يومين على انزلاقات للتربة في هذه المدينة الواقعة في جنوب غرب اليابان، حيث تحدثت الحصيلة الرسمية الأخيرة عن 40 قتيلاً و47 مفقوداً.

وتعذر تحديد هوية سبع جثث عثر عليها، وربما يكون أصحابها بين المفقودين. وهذه واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في الأرخبيل منذ التسونامي الذي حصل في آذار/ مارس 2011، على رغم تعذر المقارنة على صعيد الضحايا.

فقد حصد التسونامي أكثر من 18 ألف قتيل. وكانت عمليات البحث قد توقفت فترة قصيرة بعد ظهر الجمعة، وأجلي عمال الانقاذ خوفاً من انزلاقات جديد، لكنهم استأنفوا أعمالهم. وقال هيدوكي أوكودا المسؤول في ادارة الكوارث في هيروشيما، "بتنا مضطرين إلى مواصلة العمل طوال الليل، لأننا نخوض معركة طويلة ضد الوقت".

وقال عمدة المدينة ماتوسي كازومي، "أريد أن ننقذ أكبر عدد من المفقودين في الساعات المقبلة"، مشيراً إلى أن البلدية لم ترتكب أي خطأ في التقدير حول التعليمات الموجهة إلى المواطنين، كما ذكر في تصريحات نشرتها وكالة جيجي للأنباء.

وتساقطت أمطار عنيفة منذ مساء الخميس بشكل متقطع على المنطقة المنكوبة التي أرسل إليها 2800 من عناصر الانقاذ ومنهم جنود.

ومنذ الانزلاقات الأولى للتربة ليل الثلاثاء الأربعاء، تسجل حصيلة الضحايا ارتفاعاً مستمراً. وقال مسؤول في شرطة البلدية "نحصي أولاً الأشخاص الذين نتأكد من أنهم قد فقدوا، بالاستناد على سبيل المثال إلى شهود رأوا الوحول تجرفهم، لكن العدد الإجمالي يرتفع بالتوازي مع تقييم الوضع".

ودمرت انزلاقات التربة حوالى 200 منزل أو غمرتها المياه، وخصوصاً في دائرتي أسامينامي وأساكيتا الواقعتين على سفح جبل مكسو بالأشجار. وحصل حوالى ثلاثين انزلاقاً للتربة في وقت واحد تقريباً، كما أفاد تقرير لوزارة استصلاح الأراضي.

وكان أكثر من 4400 من سكان بلدية هيروشيما تلقوا أمراً بمغادرة منازلهم. وذكرت السلطات المحلية أنها أصدرت توصيات غير ملزمة إلى حوالى 164 ألفاً من السكان بمغادرة منازلهم بصورة موقتة، مشيرة إلى أن 30 ألفاً آخرين قد يتلقون تعليمات مماثلة.

وانقطع التيار الكهربائي والمياه الجارية عن مئات المنازل. وشكل الوزير المسؤول عن ادارة الكوارث كيجي فورويا خلية أزمة خاصة.

وتنجم هذه الانزلاقات للتربة الرخوة جزئياً والمكونة من كتل صخرية مصهورة، والتي تفوق عواقبها عواقب كثير من الهزات الأرضية في اليابان، المعروفة بمبانيها المقاومة للزلازل، عن تساقط الأمطار الغزيرة.

وخلال ساعات هطلت الأربعاء على المناطق المنكوبة أمطار تفوق ما يهطل عادة خلال شهر، كما قال خبراء الأرصاد الجوية. وباتت السلطات تتخوف من حصول كارثة متدحرجة. فنظراً إلى الحالة الراهنة للأرض، تكفي نظرياً كمية قليلة من الأمطار حتى تحصل انزلاقات جديدة للتربة، كما يقول الخبراء.

وكانت كارثة سابقة في 1999 في هيروشيما أيضاً قد أسفرت عن مصرع 30 شخصاً وحملت السلطات الوطنية على تحديد المناطق الخطرة تحديداً أفضل.

ففي هيروشيما تصنف 32 ألف منطقة خطرة من أصل 525 ألفاً في كل أنحاء البلاد المؤلفة من 47 مديرية. وعندما تصدر من جهة أخرى توصيات بالاخلاء وليس أوامر، يلازم معظم السكان منازلهم، خصوصاً عندما تصدر هذه التوصيات خلال الليل.

ولدى مرور اعاصير في الفترة الأخيرة، طلب الوزير المسؤول عن ادارة الكوارث من السلطات المحلية ألا تبالغ في تدابير الحذر وألا تتردد في القيام بعمليات اخلاء لدى ظهور أدنى درجات الخطر.

وبالاضافة إلى هيروشيما، أعلنت حالة الاستنفار أيضاً، في منطقتي ناجازاكي وفوكوكا في الجنوب الغربي، ومناطق سكنية أخرى في هوكايدو (شمال)، بسبب الأمطار الغزيرة.

وتتخوف السلطات من أن تحصل فيها انزلاقات للتربة، وصدرت توصيات باخلاء بعض أحيائها، وخصوصاً التي يسكنها أكثر من 100 ألف شخص في حي شيكوشينو في فوكوكا.