داعش يعرض ممتلكات ضحاياه في الموصل للبيع

01 أكتوبر 2015
الأوضاع متدهورة من سيطرة التنظيم على الموصل (GETTY)
+ الخط -
تحوّلت ممتلكات عراقيين، في مدينة الموصل، إلى أرقام ضمن إمكانات تنظيم الدولة الإسلامية المالية؛ حالها حال البنوك والدوائر الحكومية والمؤسسات المالية بالمدينة.

واستولى التنظيم على آلاف من منازل المدينة التي تعود لمواطنين عراقيين مسيحيين، وقام بوسمها بعبارة (ن) باللون الأحمر، أو بعبارة (أوقاف الدولة الإسلامية)، بما فيها من ممتلكات وأثاث تركها أصحابها بعد اجتياح التنظيم المدينة في العاشر من يونيو/حزيران الماضي.

ووفقا لزعماء قبليين ومواطنين، فقد باشر التنظيم بيع جزء من تلك الممتلكات، بينها مساكن وأثاث ومحال تجارية، إلا أن السكان يرفضون الشراء رغم الثمن البخس.
وبات الأهالي يطلقون عبارة "حاجيات الدم" باللهجة العراقية، ويرون أنها مسألة أخلاقية قبل أن تكون دينية، بشراء عقارات ومنقولات يعتبرونها مسروقة، فيما قام آخرون بشراء بعضها بقصد الاحتفاظ بها لحين عودة السكان إلى منازلهم.
ويقول الشيخ عبد الواحد عبد الهادي العكيدي، أحد زعماء قبائل الموصل، إن الوضع لم يقتصر على ممتلكات المسيحيين بل ممتلكات الأيزيدين والمسؤولين والسياسيين وأعضاء الأحزاب والصحوات وزعماء القبائل.
ويضيف العكيدي لـ"العربي الجديد" أن "التنظيم باشر البيع ولا أحد يشتري منه رغم أن الأسعار رخيصة، حيث أقام ساحات لبيع الممتلكات، وهذا ما نفسره بمحاولة الحصول على مردود مالي للتنظيم بعد تضييق طائرات التحالف على شاحنات نقل النفط المهرب من قبله وقصفها باستمرار بشكل أثر عليه كثيرا".
ولفت العكيدي إلى أنه "لا يشتري منهم سوى عناصرهم والجهلة، أما سكان الموصل فهذا مستحيل لأن الأخلاق تحكم قبل الدين، وهذه مواد مسروقة حكما وعرفا" وفق قوله.

من جانبه، قال مواطن بالمدينة، فضل الإشارة إلى اسمه بكنية "أبو رافد" لـ"العربي الجديد" إن "البضائع تمثل لنا حاجيات دم ستدمر من يشتريها ولن ينعم بها حتى لو كانت مجانا، أتمنى لو كانت عندي إمكانية لشرائها كلها والاحتفاظ بها لحين عودة أهلها. لكن مع الأسف أقصى ما يمكنني فعله هو الامتناع عن اقتناء أي منها حتى لو كانت مجانا".

وتتنوع الممتلكات بين أثاث منزلي وأجهزة كهربائية ومقتنيات خاصة، فضلا عن مواد تجارية أخذها التنظيم من المحال، فيما راحت محال الذهب والمجوهرات بالموصل إلى المجهول بعد مصادرة التنظيم لها.
وقال الشيخ محمد الحمداني، عضو مجلس علماء الموصل والمقيم حاليا في أربيل، لـ"العربي الجديد" إن "هذه البضائع حرام، وهي بحكم المسروقة ولا يجوز أخذها مقابل مال أو مجانا، والتنظيم يروج أنها غنائم وهذا غير صحيح لأن أصحابها ليسوا مقاتلين بل كانوا في دورهم آمنين وهاجمهم التنظيم".

اقرأ أيضا:‏"داعش" يعدم محاميتين بالموصل والتحالف يقتل أحد قادة التنظيم