يخضع الطالب الأميركي مايكل سيكورسكي (26 سنة) للقاح تجريبي جديد في مستشفى ماريلاند، بدأت "فايزر" بتجربته. يدرس سيكورسكي في كلية الطب، وهو باحث في علم الأحياء، وأجريت له الفحوص المخبرية، أمس الأول الاثنين، قبل تلقيه أول جرعة من اللقاح، ويتوقع أن يتلقى الجرعة الثانية، اليوم الأربعاء.
وقال الشاب: "دوافعي للقيام بالتجربة شخصية وعلمية. أملي أن أؤدي دوراً في التوصل إلى لقاح لإنقاذ البشرية، حسب ما نقلت عنه صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وتتسابق شركات ومعامل حول العالم لإنتاج لقاح فعال ضد فيروس كورونا، ومن بينها الشركة الأميركية التي تتعاون مع الشركة الألمانية "بيون تيك" في تطوير هذا اللقاح القائم على المواد الوراثية المعروفة باسم messenger RNA، والتي تحمل تعليمات إلى الخلايا لإنتاج البروتينات المضادة للفيروس من طريق حقن الحمض النووي للفيروس في جسم الإنسان. وتتميز هذه التكنولوجيا بسرعتها في إنتاج البروتينيات، وتميل إلى أن تكون أكثر استقراراً من اللقاحات التقليدية التي تستخدم سلالات فيروس ضعيفة.
تحاول شركات عالمية أخرى اتباع نهج مماثل للوصول إلى لقاح، إذ بدأ بعضها فعلاً بالمرحلة الأولى من الاختبارات على البشر، قبل بضعة أسابيع، لكن النتائج لم تظهر حتى الآن.
وتختبر "فايزر" أربع نسخ تجريبية من اللقاح، بهدف اختصار الوقت للوصول إلى لقاح فعال، وعادة ما تقضي الشركة سنوات في التجارب على الحيوانات لاختيار لقاح، ومن ثم البدء باختباره على الإنسان، لكنها قررت هذه المرة العمل ضمن تجربة أكثر مرونة بهدف الإسراع بإيجاد لقاح.
وقالت رئيسة قسم أبحاث وتطوير اللقاحات في "فايزر" كاثرين جانسن: "تفشى الوباء بسرعة، ولم يكن لدينا الكثير من الوقت لإجراء أبحاث، وبسبب الأزمة التي تهدد البشرية، كان علينا اختصار الوقت، والخروج عن القواعد الأساسية. سيُعطى اللقاح أولاً للمجموعات المعرضة للخطر بشكل أكبر بحلول الخريف".
وبدأت التجارب في كلية الطب بجامعة ميريلاند، وكلية الطب بجامعة نيويورك، إذ حُقنَت مجموعة من الأشخاص باللقاحات التجريبية، مطلع الأسبوع، وسيحصل أربعة من كل خمسة أشخاص في الدراسة على تطعيمات تجريبية، فيما سيتلقى شخص واحد علاجاً وهمياً.
وقالت مديرة مركز تطوير اللقاحات في كلية الطب بجامعة ميريلاند كاثي نوزيل، إن الطاقم الطبي اتخذ جميع الاحتياطات بالنسبة إلى المشاركين، وبينها الفحص الشامل، وفصل بعضهم عن بعض لفترة زمنية محددة قبل البدء بإعطاء اللقاح.
وأكد الطبيب مارك موليجان، اختصاصي الأمراض المعدية في نيويورك: "تُعطى اللقاحات للأشخاص الأصحاء للحفاظ على صحتهم، لذلك يجب أن يكونوا آمنين للغاية، إذ إن إصابتهم بالفيروس سابقاً من شأنها أن تؤثر بنتائج التجربة"، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وتشمل الخطوة الثانية من اختبار اللقاح، الأصحاء الذين تراوح أعمارهم بين 18 و55 سنة، وستتوسع لتشمل مجموعة أكبر من المشاركين، بينهم أشخاص حتى عمر 85 سنة.