مواهب وكفاءة الشباب المصري تغيبها البطالة والإهمال

16 يوليو 2016
مستقبل غامض ومعاناة متواصلة (سبنسر بلات /GETTY)
+ الخط -


يعاني كثير من الشباب في مصر من غياب "الفرصة للمواهب" في ظل تفاقم أزمة البطالة والإهمال الحكومي وضعف الاقتصاد وغياب الثقافة. ويشكون من أن الطريق إلى النجاح يبدأ عبر الوساطة والمحسوبية وقليلاً ما يبدأ من الموهبة، الأمر الذي يُفقد البلاد آلاف الفرص من الشباب الخلّاق والواعد.

وتعد مصر من الدول الكبرى التي تعاني من انتشار حجم البطالة، والتي تعدّت نسبة 25 في المائة العام الحالي طبقاً لتقرير منظمة العمل الدولية، إذ وصل عدد المتعطلين عن العمل إلى أكثر من 3.7 ملايين عاطل بينهم 46 في المائة من حملة المؤهلات العليا، مع توقعات بزيادة تلك النسبة خلال السنوات المقبلة.

ويقول الشاب حسام أبوزيد لـ"العربي الجديد": "يجب توفير الفرص للموهوبين علمياً، فأنا لديّ مواهب في تطوير أجزاء في أجهزة الكمبيوتر وأجريت دراسات في هذا الأمر، ولكن لا نجد الجهات التي تتيح لأصحاب المواهب أن يستكملوا مخترعاتهم".

ويضيف أبو زيد أنه يسعى إلى "منع اختراق الإيميلات الخاصة أو التجسس على الحسابات الشخصية في حال نسيان "الباسورد مفتوحاً"، والتوصل إلى طريقة تتيح غلق الحساب تلقائياً مع غلق الجهاز، فالمحاولة في بدايتها والنجاح والفشل أمر مرهون بتوفيق الله".

ودعا بلاده والدول العربية إلى تبني شعار "دعنا نحاول"، ومساعدة الشباب الناهض حتى لا تضيع طاقاتهم.

سارة خريجة كلية الآداب في جامعة القاهرة، لم تجد من يأخذ بيديها للنجومية، فهي تغني وتعتبر الغناء موهبتها الأولى، وتقول لـ"العربي الجديد" إنه رغم وجود كثير من البرامج المهتمة بهذا الموضوع في الفضائيات، "لكن إذا لم يكن لديك واسطة في مصر فلن تفعل أي شيء، فمنذ خمس سنوات أبحث عمن يعطيني الفرصة فلا أجد ولكن سأستمر في المحاولة".



أما بهيجة خالد التي تعاني للحصول على فرصة عمل، فتقول: "توصلت إلى اختراع لاستخلاص الغاز من روث الحيوانات، ولم أجد اهتماماً كبيراً بالأمر من قبل المسؤولين، ولا الأدوات التي تصقل موهبتي في البحث، حتى تواصلت مع إحدى الشركات الألمانية التي تبنت اختراعي، وهناك تواصل بيننا لاستكماله، لكن العائق أنهم يريدون احتكار الاختراع وهو ما أرفضه".

محمد مصطفى خريج كلية الحقوق عام 2003، كان يحلم أن يكون قاضياً، لكن ظروف الفقر وحالة الأسرة منعت ذلك، فاتجه للعمل بالمحاماة ولكن مردود عمله لا يكفيه. ويقول: "أصبحت أبا لابنتين، وبعد أن ضاقت بي الحياة، فكرت بالسفر إلى الخليج". ويتابع "إحنا كرهنا البلد وعاوزين نسيبها، بس هجيب منين 20 أو 30 ألف جنيه ثمن العقد".

جمال محمد نموذج آخر للبطالة المقنعة، وقد تعدى العقد الرابع، ولا يمتلك إلا عافيته فهي رأس ماله الذي يعوّل عليه في الرزق. إنه خريج معهد فني صناعي، ولم يحصل على وظيفة باختصاصه، ويعمل الآن في المعمار. قال بنبرة يملأها الحزن والضيق: "شغلنا في المعمار مش دايم، بعد الثورة زودوا مرتبات الموظفين وبيقولوا عنهم دول "محدودي الدخل" إحنا بقى "معدومي الدخل" نشتغل يوم واحد وعشرة لأ".

وحذرت تقارير مصرية من خطورة ارتفاع البطالة، مع ارتفاع عدد السكان إلى أكثر من 92 مليون نسمة، الأمر الذي يزيد من حدّة عدم تبني المواهب الشابة.

وأكد المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن ارتفاع معدلات البطالة في مصر وراء اتجاه الكثير من الشباب إلى الانتحار، أو إقبالهم على الهجرة غير الشرعية، أو اتجاههم إلى تجارة المخدرات وإدمانها، إلى جانب انتشار السرقات وجميع طرق الإجرام.

من جانبه، أكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وهو جهاز حكومي، أن البطالة تعد التحدي الأكبر في مصر، مؤكداً أن عدد العاطلين من العمل وصل إلى أكثر من 3.7 ملايين.

المساهمون