الاشتباه بعدّة إصابات كورونا في بيت لحم والسلطة تُعلن خطة طوارئ

وأشارت الوزارة إلى أنها أخذت الفحوصات اللازمة، وأنها بانتظار النتائج لإطلاع المواطنين عليها فور صدورها، داعية المواطنين إلى الهدوء وضبط النفس، وانتظار تعليمات وزارة الصحة الإجرائية والاحترازية.

وأعلنت محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، الخميس، أن المحافظ كامل حميد أعطى تعليماته لكل المستويات للبدء بتنفيذ خطة الطوارئ، بعد إعلان وزارة الصحة الاشتباه في وجود إصابات بفيروس كورونا – كوفيد 19 صباح اليوم، في أحد فنادق بيت لحم.

ووفق بيان صادر عن محافظة بيت لحم، دعا حميد المواطنين إلى متابعة ما يصدر رسمياً عن الجهات المختصة، وطمأن جميع مواطني بيت لحم إلى جاهزية المحافظة وتوافر كل الاحتياجات فيها. ودعا حميد وسائل الإعلام والمواطنين والجهات كافة إلى التعامل مع خطة الطوارئ بجدية ومسؤولية والتزام، وفي حالة الطوارئ الاتصال بالأرقام المخصصة. ودعا إلى التضامن والتكافل المجتمعيَّين، وحذّر من أي حالة استغلال أو تهويل في إطار التعامل مع الرأي العام أو توفير المستلزمات.

إغلاق كنيسة المهد

من جهتها، أعلنت الطوائف المسيحية إغلاق كنيسة المهد اعتباراً من الساعة الرابعة من عصر اليوم، استجابة لتوصيات وزارة الصحة وتعليمات محافظ بيت كامل حميد، فيما أعلنت الطوائف إغلاق الكنيسة وعدم استقبال السياح والحجاج اعتباراً من الساعة الرابعة عصراً، في إطار خطة الطوارئ التي اعتُمدَت لمواجهة فيروس كورونا.

أما المجلس الأعلى للشباب والرياضة، فأعلن تأجيل ماراثون فلسطين الدولي - المزمعة إقامته في بيت لحم يوم 27 مارس/آذار 2020 إلى موعد آخر يُعلَن لاحقاً، بسبب ما يجري بخصوص كورونا.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أصدرت توصيات بشأن التعامل مع فيروس كوفيد 19 – كورونا في محافظة بيت لحم، منها تحويل مركز الإدمان في محافظة بيت لحم إلى مكان للفرز واستقبال الحالات المرضية المصابة بالفيروس وتحويل فندق أنجل شارع السهل بيت جالا إلى مركز للحجر الصحي، والتعامل مع الوفود الأجنية الموجودة حالياً في بيت لحم وفق توصيات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، والتزام تعليمات وزارة الصحة، في ما يخص سحب العيّنات من المشتبه في إصابتهم بالفيروس.

وقف السياح

وفي ما يخص القطاع السياحي، فإن وزارة الصحة أوصت بوقف استقبال كل المجموعات السياحية وإلغاء الحجوزات الفندقية للسياح القادمين إلى فلسطين. كذلك أصدرت تعليماتها في ما يتعلق بالقطاع الأمني، من خلال تفعيل خطة الطوارئ في محافظتي بيت لحم وأريحا ومدينة الأغوار، وإغلاق جميع المؤسسات التعليمية ومراكز التدريب في محافظة بيت لحم لمدة 14 يوماً، وإغلاق جميع المساجد والكنائس لمدة 14 يوماً، ووقف كل الفعاليات والندوات والمؤتمرات والنشاطات الاجتماعية والرياضية في المحافظة لمدة 14 يوماً.

وفي السياق، أصدر محافظ جنين أكرم الرجوب، الخميس، تعميماً بخصوص الوضع الصحي جاء فيه: "على كل المؤسسات والأماكن التي يؤمّها السياح في محافظة جنين وتشهد تجمعاً للمواطنين، منع الأجانب من دخولها في هذه الفترة، ومنع الأجانب من دخول محافظة جنين بشكل عام، حفاظاً على السلامة وصحة المواطنين، وعلى كل جهات الاختصاص القيام بذلك بناءً على تعليمات الحكومة ووزارة الصحة الفلسطينية".

من جهتها، أكدت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك، في بيان، أنه بناءً على توصية وزارة الصحة، بدأت الدائرة من اليوم بتعقيم المساجد المسقوفة في الأقصى قبيل  كل صلاة وبعدها، وذلك باستخدام مواد التعقيم الموصى بها من وزارة الصحة وحسب منظمة الصحة العالمية.

وأهابت دائرة الأوقاف الإسلامية بجميع المصلين والوافدين للصلاة في المسجد الأقصى المبارك والمساجد الأخرى في صلوات أيام الجمع وكل الصلوات، اتباع إرشادات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية للحدّ من انتشار فيروس كورونا، مشيرة إلى بعض النصائح الصحية بشأن الحد من انتشار الفيروس بين المصلين، بينما دعت أي أحد من المصلين يشعر بأعراض الإنفلونزا للتوجه مباشرة إلى أقرب عيادة طبية.

من جانب آخر، قال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية طريف عاشور: "إن نتيجة عينة المسحة من فيروس كورونا الجديد من مستشفى درويش نزال بقلقيلية كانت بحمد الله سلبية  (لا يوجد فيروس)، ولا نزال ننتظر نتيجة عينات محافظة بيت لحم، وسنطلع الجمهور عليها فور صدورها".

دخول المصلّين للأقصى غير ممنوع

من جهته، نفى مسؤول رفيع المستوى في مكتب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة (فضل عدم ذكر اسمه) أنباءً صحافية تحدثت عن نية شرطة الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المصلين غداً الجمعة للمسجد الأقصى بسبب الحد من فيروس كوفيد 19 - كورونا، ووصف تلك الأنباء بأنها غير صحيحة.

وأكد هذا المسؤول لـ"العربي الجديد" أن اتصالات جرت بهذا الخصوص مع شرطة الاحتلال بعد نشر تلك الأنباء، إلا أن الأخيرة نفت وجود أي قرار بهذا الخصوص، وأن لا علم لها بذلك.

لكنّ المسؤول ذاته أكد ضرورة توخي المصلين الحيطة والحذر والوقاية من خلال الانتظام في مساحات غير متصل بعضها ببعض، والحفاظ على النظافة العامة.

وكانت قناة 12 العبرية قد ذكرت في وقت سابق اليوم، أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان طلب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إصدار تعليمات بمنع دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى غداً الجمعة، بسبب فيروس كورونا.

وأعلنت الحكومة الفلسطينية مساء الأربعاء، سلسلة إجراءات مشددة لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد "كوفيد 19" في الأراضي الفلسطينية، بناءً على توصية من وزارة الصحة الفلسطينية.

ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، فإن تلك الإجراءات جاءت عطفاً على توصية وزارة الصحة الفلسطينية، وأخذاً بالاعتبار لما يجري في دول المحيط والعالم في ما يتعلق بانتشار فيروس كورونا.

فحص العائدين

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني أن على جميع الفلسطينيين العائدين من الدول التي فيها إصابات بفيروس كورونا أن يخضعوا للفحص على المعابر، وأن يخضعوا أنفسهم للعزل المنزلي لمدة لا تقل عن 14 يوماً من تاريخ مغادرتهم الدول المصابة، وأنه يجب على الأجانب القادمين إلى الأراضي الفلسطينية من الدول المصابة إجراء الفحوصات اللازمة، وخضوعهم لإجراءات العزل أيضاً.

وأكد مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني تأجيل أي مؤتمرات دولية مبرمجة على الأراضي الفلسطينية، وكذلك منع سفر المسؤولين بالطائرة إلى أي مكان في العالم، وينصح بعدم سفر المواطنين في الطائرات لأنها أماكن مغلقة، فيما أكد مكتب رئيس الوزراء وقف جميع الدورات العسكرية إلى الخارج حتى إشعار آخر.

كذلك أُوقفَت تجارة الشنطة اليومية عبر الجسور والمعابر، أو ما يعرف بـ"البحارة" حتى إشعار آخر، ويمنع تجمع أو تجمهر أكثر من 1000 شخص في أيّ مهرجانات ونشاطات جماهيرية مفتوحة، ويمنع تجمع أو تجمهر أكثر من 50 شخصاً في مكان واحد مغلق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني أنه ينصح الأشخاص من الفئة العمرية 60 عاماً فما فوق، والذين يعانون من أمراض مزمنة كالقلب والضغط والسكري والتوتر وأمراض الجهاز التنفسي، بعدم التجمهر في الأماكن العامة والمكتظة أو الاحتكاك بالعائدين من الخارج، والذين يحملون مؤشرات الإنفلونزا، مشيراً إلى أنه ينصح بمتابعة النشرات الدورية الصادرة عن وزارة الصحة حول المرض، بينما تنصح وزارة الصحة المواطنين بتجنب المصافحة والتقبيل في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات.