نازحو الرقة بين فكّي مخيمات الشتاء ومفخخات "داعش"

14 نوفمبر 2017
يواجه النازحون واقعاً صعباً (Getty)
+ الخط -
يواجه النازحون من أهالي مدينة الرقة والراغبون بالعودة إليها خطر الألغام الأرضية التي زرعها  تنظيم "داعش" في البيوت السكنية والمحلات والمنشآت العامة قبيل انسحابه من المدينة وسيطرة قوات سورية الديمقراطية عليها، وتسبب انفجار هذه الألغام بمقتل العشرات من أهالي المدينة العائدين إليها، كان آخرها مقتل خمسة مدنيين خلال الأيام الثلاثة الماضية، بينهم طفلان، في أحياء الدرعية والرميلة وهشام عبد الملك. 

يقول أبو جاسم وهو من أهالي مدينة الرقة الذين يعيشون في الطبقة: "يخاطر الناس بحياتهم لدخول الرقة لأن الشتاء بدأ ولا سقف يأويهم، عشرات آلاف الناس يبيتون اليوم في العراء ودرجات الحرارة قاربت الصفر في المخيمات خلال ساعات الليل، حالة الإهمال والبؤس التي يعيشونها تدفع بهم للإسراع بالعودة رغم إدراكهم  خطر الألغام".

ويضيف "يعيش أكثر من 10 عائلات من أقاربي اليوم في مخيم عين عيسى، بينهم عائلة أخي، أفصح لي مراراً عن نيته التسلل إلى بيته في الرقة، قال لي إن وجدت غرفة واحدة سليمة من البيت سنبقى بها ولن نخرج، قتلنا البرد والمطر، أحاول مراراً أن أثنيه عن العودة بهذا الشكل خوفاً عليه من الألغام، لكن الكثيرين يخاطرون كل يوم"، ويضيف "أعيش مع عائلتي في غرفة إيجار في الطبقة، رغم أن بيتي في الرقة قابل للترميم، لكن 2 قتلوا بالقرب منه المنطقة مليئة بالألغام والذهاب إليها انتحار".

ولم تسمح قوات سورية الديمقراطية حتى اليوم إلا لسكان حي المشلب بالعودة إليه، بعد إكمال الفرق الهندسية فحص الحي من الألغام، مع ذلك يحاول العشرات التسلل إلى الأحياء الأخرى من الرقة لتفحص منازلهم ومحاولة العودة إليها، وهو ما تسبب بمقتل ما يقارب 44 مدنياً بألغام "داعش" منذ دخول قوات سورية الديمقراطية إلى المدينة، وفقاً لتقديرات ناشطين من المدينة.


ويقدر مجلس الرقة المدني وجود ما يقارب 10 آلاف لغم مزروع في أنحاء المدينة، تتركز معظمها في مركز المدينة وأحيائها الشمالية، وتشرف على إزالتها ثلاث منظمات وهي "ماك وتاتريك وروج"، ولا تعيق هذه الألغام عودة الناس إلى بيوتهم فحسب وإنما تدخل المنظمات الإنسانية، إذ اعتبرت الأمم المتحدة الانتهاء من إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة من المدينة شرطاً لدخول عمال الإغاثة الإنسانية إليها.

ويقول جهاد (34 عاماً ـ الرقة): "25 يوماً مرت على دخولهم إلى كامل الرقة ولم تتم إزالة الألغام إلا من أماكن محددة، هذا يعني أن الناس لن يستطيعوا تفقد البيوت والعودة إليها بعدة أشهر، دُمّر منزلي ومنزل إخوتي كلياً ولم يبق إلا منزل والدي، وهو الوحيد الذي يمكن أن يؤوينا جميعاً هذا الشتاء، تسللت وأخي للاطمئنان عليه، فنحن حوالى خمس عائلات، جميعنا نعيش في الخيام، قبل دخولنا إليه سمعنا صوت انفجار قريب فتراجعنا ولم ندخل، سألنا عن دور منطقتنا فطلبوا منا دفع 150 دولاراً مقابل فحص المنزل وحده دون المنطقة المحيطة من الألغام".

المساهمون