وسيم الحريري شاب لبناني يشده العلم والاختراع. يرى العالم بلون مختلف عن معظم الشباب الذين ربما تحبطهم الحياة التي لا توفر فرص عمل لهم غالباً. لكنّ وسيم فتح من خلال مشروع التخرج الذي اختاره في الجامعة آفاقاً أوسع للعلم والعمل والتطوير.
اشترك وسيم في برنامج "نجوم العلوم" التلفزيوني الذي أتاح له فرصة تقديم اختراعه حول روبوت يوزع الأكل في المستشفيات على المرضى في غرفهم بدلاً من الممرضين والعمال المكلفين بذلك.
يتحدث عن نفسه: "أنا من صيدا، جنوب لبنان، وأسكن في منطقة الهلالية قرب المدينة. عمري 24 عاماً، وقد تخرجت في المرحلة الثانوية من مدرسة الفنون الإنجيلية في صيدا، وكنت في المرتبة التاسعة على مستوى الجنوب. بعدها، التحقت بجامعة رفيق الحريري، وحصلت على شهادة في هندسة الميكاترونيات، وحصلت على الماجستير من جامعة بوليتيكنيك في إيطاليا، وأعد حالياً ماجستير أخرى عبر الإنترنت. حالياً أعمل في شركة ألمانية لتصنيع الروبوت في برلين، وقد حصلت على فرصتي الأولى معهم في الشركة عندما اخترت أن يكون مشروع التخرج إنجاز روبوت لصالح الحكومة الألمانية، مخصص لإعداد جوازات السفر، وكان المشروع ناجحاً. كذلك، كانت لي مشاريع روبوت أخرى في فرنسا، وسويسرا، وتايوان، ودبي".
يتابع: "بعد الخبرة التي اكتسبتها، بدأت التفكير في العمل على روبوتات تخدم الإنسان في مجالات عدة، وكانت فكرة الروبوت الذي يقدم الطعام للمرضى في المستشفيات التي دعتني للاشتراك في برنامج نجوم العلوم في الموسم الثامن (العام الماضي) إذ قُبلت للاشتراك فيه لكنّ التأشيرة تأخرت". يتابع: "أظن أنّ ذلك التأخير كان خيراً لي، إذ عملت على تطوير الروبوت في الفترة ما بين العام الماضي والحالي، وفي هذا الموسم تقدمت إلى اللجنة، وفعلاً وصلت بين 8 آلاف متقدم إلى مراحل متقدمة".
أما عن عمل روبوته، فيشرح: "سيخفف هذا الاختراع من الكلفة المادية والوقت، وسيمنع حدوث أي خطأ بشري من الممكن أن يحصل خلال توزيع الطعام على غرف المرضى. هو أول روبوت في العالم يوصل وجبات الطعام إلى كلّ مريض من المرضى، مقدماً له وجبته الخاصة بعناية. في فترة انتظاري الموسم الجديد من برنامج نجوم العلوم عملت على تطوير الروبوت الذي اخترعته لناحية الذكاء الاصطناعي، وحاولت اختباره في سيره وأخذه الطعام، وذلك من خلال تحفيظه الشيفرة الخاصة بكلّ مريض، وعند تغيير الممرضة للمعلومات، تصل هذه المعلومات إلى الروبوت فيتصرف من خلالها. هذه المعلومات تحمل على تطبيق هاتفي، وعند إعطاء الإشارة له يوزع الطعام".
كانت لوسيم الحريري فرصة لتجربة الروبوت في أحد أهم المراكز الطبية البحثية في قطر، وهو مركز "سدرة للطب". يعلق: "هناك تشاور في المستشفيات بقطر حول درس ملف الروبوت إن كان هناك إمكانية لتبنيه، وقد وعدت بحضور اجتماع بعد فترة حول القرار بهذا الخصوص".
طموح وسيم لا يقف عند حدود معينة، بل يمتد إلى تصنيع الروبوتات في قطر وفي دول أخرى، لكنّه متشائم من احتمال استخدام اختراعه في لبنان، علماً أن هذا الاختراع يوفر الوقت على الممرضات، ويفتح المجال أمامهن بالاهتمام بالمرضى بشكل أفضل، بحسب ما يشرح. يتابع: "أحاول أن أتحدث مع من هم في موقع المسؤولية، فإذا تمكنت من إقناعهم سأكون الشخص الأول الذي يدخل الروبوت إلى المستشفيات في لبنان".
يدرك وسيم محدودية فرص العمل أمام الشباب اللبناني وكذلك الوضع الاقتصادي السيء، مع ذلك لدى وسيم الحريري رسالة يوجهها إلى الشباب اللبناني بشكل خاص: "لست عبقرياً إلى هذا الحد، بل أنا شخص عادي جداً، لكنني وضعت غاية أمامي، وحاولت تحقيقها، وبالمثابرة وصلت إلى ذلك. أنتم أيضاً تستطيعون تحقيق ما تريدونه إذا وضعتم مثل هذه الغاية أمامكم وسعيتم إلى تحقيقها".