شاب تونسي يتبرع لخزينة بلاده بيوم عمل شهرياً

25 أكتوبر 2019
جاءت مبادرة الشاب لصالح وطنه (Getty)
+ الخط -
بادر الشاب التونسي حمزة السبوعي، وهو موظف (34 سنة)، متزوج وأب لطفل، من محافظة قفصة، جنوب غرب تونس، بالتبرع بيوم عمل شهرياً وطيلة سنة، من أجل مساعدة دولته، رغم غلاء المعيشة والجدل الذي أثارته هذه الفكرة بين مرحب بها ورافض لها.

وحمزة أول موظف حكومي في تونس يبادر بالتبرع لفائدة الدولة، وهو يعمل بالمندوبية الجهوية لشؤون المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن بقفصة، وتقدم بمراسلة رسمية لوزيرة المرأة جاء فيها أنه يتبرع بيوم عمل شهرياً.

وقال حمزة السبوعي لـ"العربي الجديد"، إنّ المبادرة جاءت بعد خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد بمناسبة أداء اليمين الدستورية، والذي جاء فيه أن التونسيين مستعدون للتبرع بيوم عمل لخزينة الدولة، قائلا: "من افتدى هذا الوطن بالدم مستعد أن يفتديه بالعمل والمال، وإنّ هناك كثيرين من خارج تونس وداخلها مستعدون للتبرع كل شهر بيوم عمل لمدة 5 سنوات حتى تفيض خزائن الدولة وتتخلص من التداين والقروض".

وأكد السبوعي أن مبادرته طوعية وجاءت عن اقتناع شخصي وبالتالي لم يتردد كثيرا في تحويلها إلى أرض الواقع وتحرير مراسلة عن طريق إدارته الجهوية، مشيرا إلى أنه رفض حتى نشر الأمر عبر شبكات التواصل الاجتماعي لأنه يراه واجباً وأمرا بسيطاً ولكن أحد أصدقائه تولى نشر هذا المبادرة.

وأفاد المتحدث بأنّ هذه الخطوة بسيطة وهي لصالح تونس وما يهمه هو وضع بلاده حاليا التي تحتاج إلى كافة أبنائها، مبينا أنه مع محاسبة المتهربين ضريبياً والفاسدين، ولكن قبل ذلك فإن أي شخص يحمل الجنسية التونسية لا بد أن ينهض ببلاده ويقدم ما يمكنه تقديمه من مساعدات، مؤكدا أنهم أبناء هذا البلد ووطنهم في أزمة وعندما يمرض الوطن فإن أول من يجب أن يهتم به هم أبناؤه.

ولفت إلى أنّ تونس في حاجة إلى وقفة من أبنائها وكل من له القدرة على المساعدة وتقديم ولو شيء بسيط كل حسب إمكانياته وظروفه الاجتماعية فلا يجب أن يتردد أو ينتظر، مشيرا إلى أن يوم عمل لن يؤثر كثيرا على الراتب.

وبيّن أنه مستعد للاستغناء عن بعض المواد الاستهلاكية غير الضرورية وتدبر أموره وبإمكانه إيجاد حلول عندما يحتاج لأي شيء سواء من الأصدقاء أو الأقرباء، أو مقاطعة بعض المواد الاستهلاكية الباهظة الثمن أو التي لا يحتاجها الفرد كثيرا والمستوردة بالعملة الصعبة، فالوضع في تونس دقيق ويحزّ في النفس أن تكون الدولة في مثل هذا الوضع ولا أحد يتحرك.


وأشار إلى أنه كان من أول المبادرين وساهم بيوم عمل من أجل النهوض بوطنه، أما محاسبة المحتكرين والمتهربين ومخالفي القانون فهي تبقى موكولة للسلطات القضائية، ومهم أن يدفع التونسيون نحو فتح هذه الملفات عبر التحسيس بها وفضح بعض التجاوزات.

وعن توجهاته السياسية، لفت إلى أنّه لا ينتمي لأي حزب ومساهمته لفائدة الوطن، مبينا أنه يأمل أن يتحسن وضع تونس وتعمم المبادرة، مشيرا إلى أن البعض لديهم قروض ومسؤوليات وأعباء وهم معذورون، لكن عليهم التفكير في نوع من المساعدات التي يمكنهم تقديمها وليس شرطاً أن تكون مادية بالأساس.
المساهمون