سيول عارمة تغرق أجزاء واسعة من محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية

13 يناير 2020
السيول تغرق محافظات جنوب إيران (تويتر)
+ الخط -
تشهد مناطق جنوب إيران أمطارا غزيرة منذ الخميس الماضي، طاولت محافظات هرمزجان، وكرمان، وسيستان وبلوشستان، مما تسبب بسيول جارفة في محافظة سيستان وبلوشستان النائية (جنوب شرق)، أغرقت أجزاء كبيرة منها.

وتسبب منسوب الأمطار الغزيرة في غرب وجنوب غربي المحافظة في فيضان مياه السدود، وقالت السلطات المحلية إن السيول ضربت نحو 500 قرية و14 قضاء، ودمرت نحو 20 ألف منزل بشكل كامل أو جزئي، وزاد من تفاقم الأوضاع أن 90 في المائة من منازل المنطقة طينية، ولا سيما في منطقة دشتياري.
وأعلن المتحدث باسم منظمة "الإسعاف" الإيرانية، مجتبى خالدي، مقتل 3 إيرانيين وجرح 4 آخرين من جراء الأمطار الغزيرة في محافظات جنوبي إيران الثلاث، كما قطعت السيول الطرق إلى نحو 500 قرية ومدينة ومنطقة جغرافية، وفقا لتصريح لنائب البرلمان محمد باسط درازهي، نشرته وكالة "إيسنا" اليوم الاثنين.
وأضاف درازهي أن "كثيرا من قرى سيستان وبلوشستان غمرتها مياه الأمطار والسيول، والإمكانيات المتوفرة بالمحافظة لا تغطي حاجاتها الملحة من جراء السيول"، داعيا الحكومة إلى الاهتمام بأوضاع المناطق المنكوبة، خصوصا أن درجة الحرارة في بعض أقضية المحافظة وصلت إلى ما تحت الصفر في ظل عدم توفر المحروقات اللازمة للتدفئة.
وأكد محافظ سيستان وبلوشستان، أحمد علي موهبتي، على "انقطاع الطرق إلى 500 قرية، وأن 130 قرية أصبحت بلا كهرباء، و300 قرية أخرى فقدت مياه الشرب في المناطق الوسطى والجنوبية، كما خلفت السيول خسائر كبيرة في البساتين والأراضي الزراعية".
وذكرت منظمة "الهلال الأحمر" بالمحافظة أنها أغاثت 767 عائلة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وإن 1144 شخصا تم إيواؤهم في 252 خيمة.



ووصفت وكالة "إرنا" الرسمية الإيرانية، أوضاع المدن الجنوبية بمحافظة سيستان وبلوشستان، بأنها "سيئة للغاية"، مشيرة إلى أن حجم الخسائر والأضرار التي لحقت بها من جراء السيول "كبير جدا، ما استدعى انشغال 3500 شخص بإغاثة المنكوبين بالسيول، ورغم أن الأمطار توقفت، لكن تداعياتها مستمرة، وعمق الكارثة سيظهر بعد انحسار منسوب المياه".
وأشار الباحث الاجتماعي، عبد الوهاب شهلي بر، إلى نفوق عدد كبير من الماشية جرفتها السيول، داعيا السلطات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة قبل أن يتعرض سكان المنطقة إلى مشكلات صحية، وحذر من انتشار الأمراض بعد انحسار المياه.


وفي رسالة الاثنين، أشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، إلى أن "الأمطار الغزيرة في محافظة سيستان وبلوشستان ومناطق أخرى في جنوب البلاد تسببت بخسائر كبيرة"، داعيا الأجهزة التنفيذية والمجموعات الشعبية إلى "تقديم المزيد من المساعدات لسكانها، والحيلولة دون وقوع المزيد من الأضرار".
وقال النائب عن مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوشستان، عليم يار محمدي، إن رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، بصدد زيارة المحافظة برفقة نواب لتفقد المناطق المنكوبة.
إلى ذلك، طالب القائد العام للجيش الإيراني، عبدالرحيم موسوي، كافة وحدات الجيش في جنوب شرقي البلاد بضرورة توظيف إمكانياتها وقدراتها لمساعدة المنكوبين.



وأكد مندوب المحافظة في المجلس الأعلى للمحافظات الإيرانية، عزيز ساراني، أن سكان المناطق المنكوبة بالسيول بحاجة إلى مياه الشرب والمواد الغذائية، واصفا أوضاعهم بـ"الوخيمة جدا، وأنه "لا معلومات عن بعض القرى التي تحاصرها السيول بسبب انقطاع الطرق المؤدية إليها".
ويفاقم أوضاع سيستان وبلوشستان أنها تواجه ظواهر مناخية تشمل هطول الأمطار الغزيرة، وإعصار، وتساقط الثلوج والضباب، وتراجع حاد في درجة الحرارة، ودعت مؤسسات خيرية ومنظمات إغاثية حكومية المواطنين إلى تقديم مساعدات عاجلة للمنكوبين في سيستان وبلوشستان.



المساهمون