بعد يوم واحد على مطالبة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المواطنين بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا لحالات الضرورة، دعا وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان اليوم الأربعاء، سلطات فرض القانون إلى التأهب لفرض قرار حظر التجول والعزل المنزلي، الذي من المحتمل أن يُعلَن قريباً.
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أنها رصدت منذ أمس 90 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، لافتة إلى أن عدد الإصابات ارتفع إلى 427 حالة بعد أن كانت أمس 337. وكان المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية، موشيه بار يوسيف، قد قال في بيان متلفز أمس، إنه يتوقع أن يرتفع عدد حالات الإصابة المكتشفة إلى مائة حالة يومياً على الأقل، وأن يؤدي تفشي الفيروس إلى وفاة مئات وآلاف الإسرائيليين.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن أردان أجرى الليلة الماضية اتصالات مكثفة مع سلطات فرض القانون، وطالبها بالاستعداد لإغلاق الدولة كلياً، معتبراً أنه لن يكون بالإمكان تفادي اتخاذ قرار بهذا الخصوص، وأنه قد يتخذ خلال الأيام القريبة.
وطالب أردان الجهات المختصة بأن تقدم له خططاً عملية لتنفيذ القرار وتطبيقه عند إعلانه، إذ ستكون الشرطة المسؤولة عن تنفيذ هذا الإعلان، بينما تتولى قيادة الجبهة الداخلية تزويد المواطنين المحتاجين باللوازم الضرورية.
بموازاة ذلك، يستعد جيش الاحتلال لأخذ دوره في تأمين استمرار سلسلة الحكم وتغيير جدول عملياته اليومية، وسيتولى جنود من الجيش مهام نقل الفحوصات الطبية وافتتاح منشآت طبية للجنود المصابين في حالة الضرورة.
وكان الجيش قد أبقى أخيراً عدة ألوية ووحدات في داخل القواعد العسكرية لمنع تفشي العدوى بين أفراده، فيما أصدرت توجيهات صارمة للضباط وكبار القيادات العسكرية بالامتناع عن أي اتصال مع كل من تظهر عليه أعراض، مثل السعال والحمّى أو مصاعب في التنفس.
بموازاة ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم، أنها فتحت 86 ملفاً جنائياً بحق إسرائيليين كان يفترض أن يكونوا في الحجز المنزلي الطوعي، لكنهم خرقوا ذلك. وقُدِّمَت اليوم أول لائحة اتهام رسمية بهذا الخصوص. وبدأت الشرطة الإسرائيلية منذ الأسبوع الماضي بمراقبة الإسرائيليين الذين عادوا أخيراً من خارج إسرائيل، وطُلب منهم البقاء في الحجر الصحي المنزلي الطوعي.
في المقابل، باشر جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة "الشاباك" هو الآخر، بعد إصدار الحكومة الإسرائيلية أوامر طارئة، أول أمس، بمراقبة التحركات والتنقلات للمصابين بالمرض ومن يفترض أن يكونوا في الحجر الصحي، عبر تقنيات تتيح مراقبة هواتفهم الخاصة وتشبيك الاتصالات التي يقومون بها، باستخدام تقنيات تحديد موقع الهاتف النقال الخاص على مدار الساعة.