وقال سكان لـ"العربي الجديد"، إن "الأمطار خلفت كارثة إنسانية في المدينة تعد الأسوأ منذ عقود، إذ غمرت المياه مئات المنازل والمستودعات التجارية، وانهار عدد من المساكن الشعبية، وخصوصا في أحياء كريتر والمعلا والتواهي، وغالبيتها قريبة من مصبات السيول القادمة من الجبال".
وقال مصدر حكومي لـ"العربي الجديد"، إن "الحصيلة الأولية تشير إلى مصرع 4 أشخاص، بينهم أطفال، أما الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية فإنها مهولة، ولم يتم حصرها بعد".
وهذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها عدن لسيول بعد أمطار غزيرة خلال العام الحالي، وتسببت الأمطار بكوارث مشابهة في صنعاء ومأرب، خلال اليومين الماضيين.
وقال المواطن عبدالواسع محمد، لـ"العربي الجديد"، إن الأمطار هطلت على عدن منذ ساعات الصباح الأولى، قبل أن تتدفق السيول من الجبال والشعاب التي تسببت بأضرار بالغة. "المياه أتلفت محتويات عدد كبير من المنازل، والسيول جرفت كل شيء أمامها، بما فيها السيارات. قمت مع أفراد أسرتي بإخراج المياه من المنزل. لكن عدد كبير من سكان المعلا، ربما يضطرون للعيش في المدارس بعدما تضررت مساكنهم، ويزيد من المعاناة انقطاع التيار الكهربائي".
وقالت ابتسام الأصبحي، لـ"العربي الجديد"، إن هذه الأمطار غير مسبوقة منذ سنوات، والبنية التحتية في المدينة لم تصمم لمواجهة مثل هذه الأمطار. "لا يوجد قنوات تصريف، وأغلب المناطق السكنية في أسفل الجبال، وعلى ممرات السيول، وكثير من المتضررين كانوا يعيشون في العشش ومنازل الصفيح والخشب، أو منازل قديمة".
من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الكهرباء، محمد المسبحي، إن التيار الكهربائي سيعود غدا الأربعاء، بعد انقطاعه منذ صباح الثلاثاء بسبب الأمطار الغزيرة. وأضاف لـ"العربي الجديد": "انهارت كل الخدمات بشكل كلي، وكارثة الأمطار جعلت مأساة انهيار الخدمات مضاعفة".
وأظهرت مشاهد مصورة، تداولها مواطنون من عدن، السيول تجرف مسنا قبل أن ينقذه شباب متطوعون، فيما تعرضت شبكة الطرق للدمار في غالبية المديريات. وقال سكان لـ"العربي الجديد"، إن السيول حاصرت غالبية الأحياء السكنية في المعلا والتواهي وخور مكسر وكريتر، كما غرقت المئات من المستودعات الغذائية، وتعرضت محتوياتها للتلف.
Twitter Post
|
وجرفت المياه مئات المركبات، كما دمرت العشرات منها، وانفجر عدد من المحولات الكهربائية في عدن وبعض المدن الجنوبية التي تعرضت لمنخفض جوي مماثل.
وتفتقر عدن لممرات تصريف السيول نظرا لندرة هطول الأمطار على المحافظة المعروفة بطقسها الحار، وجراء ذلك، اعترفت الحكومة بوجود تقصير من قبل مسؤوليها. ونقلت وكالة سبأ الرسمية للأنباء أن الرئيس عبد ربه منصور هادي وجه رئيس لجنة الطوارئ، سالم الخنبشي، باتخاذ التدابير اللازمة لإغاثة أبناء عدن، وتجاوز تبعات الأمطار والسيول، محملا الجهات المختصة مسؤولية عدم الاهتمام بخطورة السيول في عدن وغيرها من محافظات اليمن.
Twitter Post
|
من جانبه، وجّه رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك، بتضافر الجهود للتعاطي مع هذه الكارثة غير المسبوقة في تاريخ عدن، وفقا للوكالة الرسمية، وأشار عبد الملك إلى أنه سيتم تخصيص موازنات طارئة بشكل فوري لتخفيف الآثار والتداعيات المترتبة على هذه الكارثة، وأكد التزام الحكومة بـ"محاسبة المقصّرين"، وتسخير كافة الإمكانات لتجاوز هذه المحنة، ومواصلة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع تكرارها.
ووجه رئيس الحكومة لجنة الطوارئ في عدن برفع تقرير عاجل حول الأضرار، وآليات معالجتها، والتعويضات الفورية المطلوبة، إضافة إلى وضع خطة متكاملة لمواجهة التغيرات المناخية، والتقليل من آثارها، والتعامل مع مشكلات البناء العشوائي، وتراكم المخلفات، وإيجاد حل شامل لشبكة صرف مياه الأمطار والصرف الصحي، خاصة في المناطق الأكثر تأثراً.
Twitter Post
|
وتوقعت مراكز الأرصاد الجوية اليمنية أن يستمر المنخفض الجوي حتى غد الأربعاء، مصحوبا برياح وعواصف، وسط تحذيرات لمرتادي البحر من الصيادين، وحظر المرور في مجاري السيول.
Twitter Post
|
Twitter Post
|