الأزهر يرفض دعوات إبطال وتجميد آيات من القرآن

26 ابريل 2018
شومان: الإسلام ليس مسؤولاً عن عدم فهم الآخرين لمعانيه(Getty)
+ الخط -
أكد وكيل الأزهر، عباس شومان، أنّ دعوات تجميد وإبطال آيات من القران الكريم غير مبررة وغير مقبولة، في رد مباشر على توقيع 300 شخصية فرنسية على مطالبة بتجميد آيات من القرآن.

وقال شومان في تصريحات على هامش افتتاح مهرجان الأزهر للإبداع والفنون: "لا لتجميد حرف من القرآن، وليذهب المطالبون إلى الجحيم. مطالبتهم بتجميد آيات يدّعون أنها تحثّ على قتل غير المسلمين، مطالبة غير مبررة وغير مقبولة، وهي والعدم سواء، وتدل على جهل مطبق لديهم على أفضل تقدير"، متابعا أن "القرآن ليس به آيات تأمر بقتل أحد دون ارتكاب جريمة من الجرائم الموجبة لقتل الفاعل، كقتل الغير عمدًا، أو رفع السلاح لقتالنا".

واستطرد: "الإسلام ليس مسؤولا عن عدم فهم الآخرين لمعاني الآيات، وأخْذهم بظاهرها دون الرجوع لتفاسير العلماء لها، فما ظنه هؤلاء آيات تنادي بقتلهم هي آيات سلام في حقيقتها، فآيات القتال كلها واردة في إطار رد العدوان إذا وقع، وليس إيقاعه على الغير، وهذا مبدأ لا خلاف حوله حتى بين المطالبين بتجميد هذه الآيات".

وأضاف وكيل الأزهر أن "كل الأديان، وحتى التشريعات الوضعية، تقرّ حق الدفاع عن النفس والوطن والعرض، ورد كل صور الاعتداء، وحتى آية الأمر بإعداد القوة لإرهاب المعادين، هي في حقيقتها آية سلام، لأن من يفكر في حربنا إذا اطّلع على قوتنا خاف من مواجهتنا، فامتنع عن الاعتداء علينا وقتالنا، ونحن لا نقاتله طالما سالمنا، فكان إعداد القوة والتسلح بها مانعا للحرب".



وكانت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية قد نشرت نشرت مقالا، الأحد الماضي، بعنوان "ضد معاداة السامية الجديدة"، وقّعت عليه 300 شخصية عامة، بينهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء الأسبق مانويل فالس، ورئيس بلدية باريس برتران دولانو، وفنانون، بينهم المغني شارل أزنافور، والممثل جيرار ديبارديو، ومثقفون ومسؤولون دينيون يهود ومسلمون ومسيحيون.

وحثَّ الموقِّعون على المقال، المسلمين في فرنسا على إبطال سور من القرآن وتجميد الآيات التي تدعو إلى "قتْل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين".

ودعا أصحاب العريضة مسلمي فرنسا لإنارة الطريق نحو "تعديل" القرآن الكريم على طريقة التعديلات التي عرفها الإنجيل الذي شهد إلغاء المعاداة الكاثوليكية للسامية من قبل الفاتيكان.