رمضان دموي في الرقة.. 100 ألف نزحوا منها

31 مايو 2017
أغلب الطرق المفتوحة تنتشر فيها ألغام أرضية (Getty)
+ الخط -
يعيش أهالي مدينة الرقة أياماً عصيبة وتحت وقع خطر دائم مع اشتداد قصف قوات التحالف للمدينة واقتراب المعارك بين "داعش" الذي يسيطر عليها وقوات سورية الديمقراطية من الأحياء السكنية للمدينة.


ووثّق ناشطون سوريون مقتل 70 مدنياً وسقوط العشرات من الجرحى في مدينة الرقة خلال الأيام الثلاثة الأولى من شهر رمضان جرّاء القصف العنيف لطيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، فيما قضى عدد من المدنيين خلال محاولتهم النزوح بسبب الألغام المزروعة في محيط المدينة. 

كما تسبّبت الحملة العسكرية على الرقة خلال الأيام الماضية بتدمير عدد من المراكز الحيوية في المدينة كالمدارس وقصر المحافظ وكلية العلوم، إضافة إلى المنازل السكنية والمحال التجارية، وتسببت بنزوح القسم الأكبر من أهالي مدينة الرقة وريفها الجنوبي إلى ريف المدينة الشمالي الذي تسيطر عليه قوات سورية الديمقراطية.

وقال محمد عثمان أحد ناشطي مدينة الرقة  لـ "العربي الجديد"، "الكثير من العوائل في الرقة لم يتسن لها الخروج بالرغم من القصف واقتراب المعارك، إما بسبب الفقر فالكثيرون لا يستطيعون دفع كلفة التهريب، التي تعدت 100 دولار للشخص الواحد، أو بسبب منع حواجز التنظيم المدنيين من الخروج من المدينة، ولا يزال يوجد في الرقة الكثير من النازحين من ريف حلب وريف دير الزور وريف حمص الشرقي مثل تدمر والسخنة أغلب هؤلاء موجودون داخل المدينة لا يستطيعون الخروج بسبب محاصرة التنظيم لهم".



وأضاف "أغلب الطرق المفتوحة تنتشر فيها ألغام أرضية زرعها "داعش" في محيط المدينة، لهذا يلجؤون إلى المهرب الذي يأخذهم من خلال طرق آمنة بعيدة عن الألغام وحواجز التنظيم".

ووصف عثمان حياة الناس داخل مدينة الرقة بـ"المأساوية جداً"، موضحاً أن "الخضر بدأت تنفد من الأسواق، هناك ازدحام شديد على الأفران بسبب خوف المدنيين من انقطاع مادة الخبز، كل يوم يسقط عدد من الشهداء والإصابات في صفوف المدنيين نتيجة غارات التحالف وقذائف تسقط بشكل عشوائي على المدينة، مما أدى إلى سقوط الكثير من القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين. المياه أيضاً مقطوعة ولا يوجد كهرباء، والاتصالات الأرضية قطعت بشكل كامل عن المدينة بعد استهداف مبنى البريد بالرقة. الحدائق داخل الرقة أصبحت مقابر بسبب تعذر وصول الأهالي إلى مقابر المدينة بسبب تعرض المنطقة لعمليات قصف وقنص".

وقال عمران وهو أحد أبناء مدينة الرقة: "فقدت الاتصال بأهلي في الرقة منذ يومين، في آخر مكالمة معهم قال لي والدي إنهم ينوون النزوح، كان الخوف مسيطراً عليهم، روى لي أن القصف بدأ في أول يوم من رمضان مع ساعات الإفطار ولم يهدأ حتى حلول الفجر، وصف لي كيف تطاير طعام إفطارهم في اليوم الأول بسبب سقوط صاروخ قريب". 

وقالت الأمم المتحدة في بيان صادر عنها أمس الثلاثاء، إنّ حوالي 100 ألف شخص نزحوا بسبب القتال حول مدينة الرقة السورية منذ أبريل/نيسان الماضي، وقال ستيفن أوبراين نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إنّ "المساحات الآمنة للمدنيين في سورية لا تزال تتقلص في أجزاء كثيرة من سورية بسبب القيود الصارمة المتزايدة التي تفرضها كل من السلطات الحكومية السورية والجماعات المسلحة والمنظمات الإرهابية".

ودعا ستيفن مجلس الأمن إلى "اتخاذ كافة الخطوات اللازمة لتقديم المساعدات الإنسانية في خارج أي حسابات عسكرية أو سياسية وبشكل محايد تماماً".