نسبة مهمة من طلاب هذه المرحلة هم من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم العشرين عاما، قرروا الانضمام إلى التظاهرات التي تحوّلت فيما بعد إلى اعتصامات وإضراب عن الدوام شمل تعطيل كليات وجامعات في بغداد والمحافظات الجنوبية.
وبحسب مسؤول في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، فإن أغلب المقبولين الجدد في المرحلة الأولى لم يلتحقوا بالدوام في جامعاتهم بالعاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، مؤكدا لـ "العربي الجديد"، أنّ بعضهم اكتفى بتسجيل مباشرته في الكلية التي قبل فيها ثم قاطع الدوام.
وأشار إلى وجود توجيهات إلى عمداء الكليات التدريسيين بضرورة عدم الضغط على طلبة المرحلة الأولى الجدد حتى وإن لم ينتظموا بالدوام الرسمي، مبينا أن الوزارة لم تتخذ القرار المناسب بعد بشأن الطلبة الذين انقطعوا عن الدوام. وأوضح أن أي قرار بهذا الشأن سيأخذ بعين الاعتبار الظروف التي مر بها الطلاب، وانضمام أعداد كبيرة منهم إلى المتظاهرين.
وأيّاً كانت إجراءات وزارة التعليم بحق الطلاب المتظاهرين، فإنها لن تكون ذات قيمة لطلبة المرحلة الأولى الذين خرجوا إلى ساحات الاعتصام للتضحية بدمائهم مقابل الحصول على وطن، وفقا لما قاله سجاد الموسوي، وهو أحد الطلبة المقبولين في المرحلة الأولى بكلية الهندسة في بغداد، موضحاً لـ "العربي الجديد" أنه كان ينتظر بلهفة ومنذ سنوات يومه الأول في الجامعة، وكان يعتقد أنه سيكون تاريخيا بالنسبة له.
وأضاف "بالفعل أصبح يوم المباشرة تاريخياً ولكن في ساحة التحرير وليس في حرم الجامعة"، مبينا أن تأخره سنة أو اثنتين عن إكمال دراسته أمر يمكن تعويضه، إلا أن الذي يضيع وطنه فإنه لن يجده الا من خلال انضمامه إلى صفوف الحراك الشعبي.
وبيّن أنه تعرف على أصدقاء جدد من المرحلة الأولى بالجامعات خلال تواجده في ساحات التظاهر، مؤكدا أنه "لن يعود إلى منزله قبل أن يتحقق التغيير المنشود الذي يتناسب مع الدماء الطاهرة التي سالت في ساحات الاحتجاج".
وتحطّمت أحلام بعض الشباب الذين كانوا ينتظرون انتهاء التظاهرات والمباشرة بدوامهم في المرحلة الأولى على أيدي القوات العراقية التي قمعت التظاهرات، وبحسب الناشط علي الناشي فإن 3 من طلاب المرحلة الأولى قتلوا في التظاهرات، اثنان في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) وثالث في بغداد، مبينا أنه سينظم حلقة تعارف ثانية في ساحة التحرير لإطلاع الناس على قصصهم بدلا من التعارف الذي كان يفترض إقامته في الكليات مطلع كل عام دراسي.
وقال الناشط في احتجاجات محافظة البصرة، أحمد وديع، إنّ طلاب الجامعات والمدارس مثلوا نواة الحركة الاحتجاجية بالمحافظة التي شهدت سقوط بعضهم كضحايا للعنف المفرط، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أنّ عددا كبيرا من طلاب المرحلة الأولى مازالوا يشاركون في الاحتجاجات بإصرار وعزيمة كبيرين غير مبالين بالعام الدراسي الذي فاتهم، لأنهم يقارنون أنفسهم بالآخرين الذين فقدوا أرواحهم في سبيل العراق.
وشدد الأستاذ في جامعة بابل بالنجف، حسن الفتلاوي، على ضرورة قيام وزارة التعليم باتخاذ إجراءات تضمن لطلبة المرحلة الأولى حقوقهم من دون الإضرار بالمسيرة التعليمية، مؤكدا لـ "العربي الجديد"، أن الفصل الدراسي الأول لم يتبق منه إلا شهر واحد ونسبة كبيرة من طلاب هذه المرحلة لم تتلقَ أي محاضرة.