ألمانيا تشدد الإجراءات على حدودها مع النمسا

13 سبتمبر 2015
13 ألف لاجئ دخلوا ميونخ السبت (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت ألمانيا مساء اليوم الأحد، أنها أبلغت الجانب النمساوي عن رغبتها بنشر حوالى 2100 شرطي على الحدود، وإعادة العمل بالحدود ومراقبة وفحص جوازات الداخلين إلى ألمانيا.

وتقول السلطات الألمانية إنها لن تسمح بدخول أي شخص لا يحمل جواز سفر ساري المفعول، وهو أمر كان يتحجج به رئيس وزراء المجر قبل أسبوع من الآن، حين كان يقول إنه يجب أن يكون لدى الداخلين أو الخارجين من المجر جوازات سفر صالحة.

وجاءت الخطوة الألمانية بعد الضغوط الكبيرة لأعداد طالبي اللجوء، والتي تبررها السلطات برغبتها في فحص من هو الذي يحق له التقدم بطلب لجوء ومن هم الذين يحاولون الدخول إلى الأراضي الألمانية بهدف الهجرة فحسب.

وصرح وزير النقل الألماني ألكسندر دوبرينت، سابقا أنه كان بإمكان الاتحاد الأوروبي حماية حدوده الخارجية بفعالية، لكن ما حدث هو فشل متكامل.

وما يبحث عنه وزير النقل الألماني هو "عمل فعال لوقف تدفق اللاجئين، ومن بينها مساعدة الدول التي ينطلق منها هؤلاء اللاجئون، وعمل جدي وفعال لمراقبة حدودنا والسيطرة عليها، وهو أمر لا يمكن القيام به بسبب فشل الاتحاد الأوروبي فشلا ذريعا في حماية حدوده الخارجية".

وكانت برلين قد أعلنت بعد ظهر اليوم الأحد، عن خطوات إضافية يجري بموجبها وقف العمل باتفاقية تشنغن لحرية الحركة مع جارتها النمسا.

وجاءت خطوة برلين في أعقاب إعلان ميونخ عن أنها لم تعد تستطيع إدارة كل الكم المتدفق من اللاجئين عبر النمسا، وكان "العربي الجديد" قد نقل اليوم تصريحات رئيس بلدية ميونخ الذي ناشد المقاطعات الألمانية مساعدته لتسيير أمور الآلاف من اللاجئين، بدون أن يجد نداءه تجاوبا يذكر.

اقرأ أيضا: ميونخ تستقبل آلاف اللاجئين وبلديتها تقرع جرس الإنذار

يوم أمس السبت، وفي حصيلة جديدة أصدرتها مقاطعة بايرن، بعد ظهر الأحد، وصل حوالى 13 ألف لاجئ من الحدود النمساوية بعد عبورهم المجر، باتجاه المحطة المركزية في ميونخ.

وبعد ظهر اليوم الأحد، أوقفت السلطات الألمانية خط رحلة القطارات من النمسا ابتداء من الخامسة والنصف بتوقيت برلين.


وكان نائب المستشارة سيغمار غابرييل، قد أعلن في لقاء صحافي أن "طاقة الاستيعاب وصلت إلى حدّها"، وهو يصف وضع استقبال اللاجئين المتدفقين بعشرات الآلاف، كمجموعات بشرية لم تستطع ميونخ القيام بتوطينهم وإيوائهم كما ينبغي.

وبالرغم من أن غابرييل حمّل الأوربيين مسؤولية "غياب العمل، فإن حدود ألمانيا تجد نفسها تحت ضغط هائل".

لكن رئيس وزراء المجر أوربان فيكتور، كان قد حذر ألمانيا في السابق بأن "سياسة الانفتاح على استقبال اللاجئين هي التي أوصلت الأزمة إلى هذا المستوى"، وهو اتهام ترفضه برلين باعتبار تكديس اللاجئين "والسماح لهم دفعة واحدة بالخروج"، ساهم في مأزق ألمانيا، بحسب ما يقول مراقبون ألمان محليون في تفسير العجز الألماني اليوم.

وعلى الرغم من أن الأخبار القادمة من الحدود الصربية المجرية، تتحدث عن دخول الآلاف نحو بودابست، إلا أن موقف المجر ما يزال مصرا على "اعتبار كل من يخرق الحدود بعد 15 سبتمبر معرض للمحاكمة والسجن".

اقرأ أيضا: تهريب البشر.. استغلال للمهاجرين في بودابست

مزيد من الغرقى
ومع تدفق الأخبار عن غرق العشرات اليوم في بحر إيجه، لدى محاولتهم الإبحار من تركيا نحو الجزر اليونانية، حيث أفيد عن غرق 28 شخصا على الأقل، بينهم 10 أطفال، في مركب لا يتسع للكثيرين، بينما حمل على متنه أكثر من مائة، وجرى إنقاذ حوالى 68 شخصا، وسبح 29 بأنفسهم نحو اليابسة، إلا أن شيئا من التغيير العملي لم يحصل في سياسة الاتحاد الأوروبي حول كيفية توزيع اللاجئين العالقين في كل من الجزر اليونانية وإيطاليا.

ويقول بعض ساسة أوروبا إن "هؤلاء الذين يبحرون أو الذين يحضرون إلى دول الاتحاد الأوروبي ليسوا سوى من دول الجوار السوري ولا يحضرون من مناطق الحرب داخل سورية"، وهو موقف يكرره أوربان فيكتور في بودابست، في معرض حثه الاتحاد الأوروبي على التشدد في مسألة استقبال اللاجئين.

اقرأ أيضا: لاجئون سوريون في لبنان يحلمون بغد أفضل في ألمانيا