ويقر مسؤولون في وزارة التربية بأن هناك فوضى في برنامج التعليم الإلكتروني، مع وجود صعوبات كبيرة لاستمراره كونه يتم لأول مرة في العراق، فضلاً عن عدم إمكانية الوصول إلى جميع الطلاب.
وأكد مسؤول في وزارة التربية، طلب عدم ذكر اسمه، أنّ "تجربة التعلم عن بعد لم تعمم على كل المراحل الدراسية، وأزمات الكهرباء وضعف الإنترنت من بين أبرز التحديات التي تواجهها"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" "غياب الرؤية الاستراتيجية بشأنها، وعدم توفير الحكومة الدعم لإنجاحها".
وأشار إلى أن "الوزارة مترددة بشأن استمرار التجربة أو إلغائها، لا سيما أن كثيراً من المدارس في القرى والأرياف لا يمكنها تطبيقها بسبب انعدام التيار الكهربائي والإنترنت".
وتستخدم المدارس والجامعات العراقية مواقع مثل "يوتيوب" وتطبيقات "سكايب" و"واتس آب" و"تليغرام" لتنفيذ نظام التعليم عن بعد، واقترحت لجنة التربية والتعليم في البرلمان إلغاء التجربة، معتبرة أنها غير مجدية.
وقالت عضو اللجنة، إيناس المكصوصي، في بيان: "هناك معوقات كثيرة تعترض نظام التعليم الإلكتروني، منها عدم التخطيط، وغياب الرؤية، والتسرع، خصوصاً أنه جاء فجأة بدون دراسة سابقة، وبدون تجهيزات، كما لا توجد ميزانية له، فضلاً عن نقص البنية التحتية للاتصال عبر الإنترنت، ما يجعله مشروعاً غير فعال"، مقترحة "اعتماد حلول أخرى، كإلغاء العطلة الصيفية، أو أن يكون دور التعليم الإلكتروني المساعدة في فهم المواد".
ويؤكد أساتذة تبنّوا تجربة التعليم الإلكتروني في عدد من المدارس أن التجربة غير واضحة المعالم، ولا يمكن استمرارها بهذه الطريقة العشوائية، وقال خالد الشيخلي، وهو مدرس في إحدى مدارس بغداد، إن "كثيراً من المدرسين لم يتفاعلوا مع التجربة، وانسحب كثير من الطلاب من مجموعات الدروس الإلكترونية بسبب الصعوبات الكبيرة وحداثة التجربة".
وأكد لـ"العربي الجديد" أن "التجربة غير مجدية، وعدد قليل من الطلاب نجحوا في التواصل معها، وهؤلاء تتوفر لهم ظروف مناسبة من إنترنت وتيار كهربائي، لكن نسب الطلاب المتفاعلين قليلة. في حال تم اعتماد التجربة، وتمت الامتحانات وفقاً لها، فسيقع ظلم كبير على الطلاب"، داعياً وزارة التربية إلى "إعادة تقييم التجربة، واعتمادها في حال كانت الظروف مناسبة".