الاشتباه بإصابَتَي كورونا في مصر وتعقيم "سيتي ستارز" مقرّ عمل المصاب الأوّل

15 فبراير 2020
تدابير ضرورية في مطار القاهرة الدولي (فرانس برس)
+ الخط -
كشف مصدر مسؤول في وزارة الصحة المصرية، اليوم السبت، أنّ الوزارة انتهت من إجراءات تعقيم مول "سيتي ستارز" ومبناه الإداري في القاهرة، حيث يعمل الرجل الصيني الذي أعلنت أمس إصابته بفيروس كورونا الجديد في مصر. وتابع لـ"العربي الجديد" أنّ "المصاب نُقل إلى مستشفى النجيلة المركزي في محافظة مطروح، في سيارة إسعاف ذاتية التعقيم، علماً أنّ المستشفى سبق أن أخلي من المرضى، وجُهّز لاستقبال حالات الاشتباه والإصابة بالفيروس".

وفي وقت سابق من هذا اليوم، تحدّث أطباء في وزارة الصحة والسكان في مصر عن اشتباه في إصابة صينيَّين عاملَين في المبنى الإداري لمول "سيتي ستارز" بفيروس كورونا الجديد، محذّرين من الذهاب إلى المركز التجاري الكائن في حيّ مدينة نصر في القاهرة، إلى حين الانتهاء من إجراءات تعقيم المبنى والتأكّد من عدم إصابة أيّ من العاملين فيه بالفيروس الجديد.

وأوضح المصدر المسؤول في وزارة الصحة نفسه أنّ "المصاب الصيني كان يعمل في إدارة متجر (مينيسو) للأدوات المنزلية، ولم تظهر عليه في البداية أعراض الإصابة بالفيروس"، مشيراً أنّ "العاملين المختلطين به جميعهم عُزلوا في منازلهم، على أن يلازموها لمدّة 14 يوماً، وهي فترة حضانة المرض، على الرغم من سلبية نتائج عيناتهم. والوزارة تتابع الأشخاص المعزولين دورياً كلّ ثماني ساعات وتزوّدهم بالإرشادات الصحية الواجب اتّباعها. ويأتي كلّ ذلك في إطار التزام وزارة الصحة بمعايير منظمة الصحة العالمية بشأن إجراءات الوقاية".

وأكّد المصدر أنّ "العمل في المركز التجاري عاد إلى طبيعته عند الانتهاء من إجراءات تعقيم المبنى، صباح اليوم السبت، والتأكّد من عدم إصابة أيّ من العاملين فيه بالفيروس الجديد". من جهتها، أصدرت إدارة مركز "سيتي ستارز" التجاري بياناً مقتضباً أفادت فيه بأنّ "المول مفتوح بشكل طبيعي أمام المواطنين"، وأنّها "أوّل من سيبادر إلى نشر الحقيقة حرصاً على سلامة الزائرين، والعاملين في المركز التجاري"، مستطردة أنّ "الجهة المسؤولة عن إعداد أيّ إجراء وقائي أو حتى احترازي هي وزارة الصحة المصرية دون غيرها".
وكان أطباء عبر مجموعات مغلقة على تطبيق "واتساب" قد تداولوا رسالة هذا نصّها: "فتاة صينية تعمل في مول سيتي ستارز الشهير دخلت إلى البلاد من دون المرور على الحجر الصحي، وحينما شعرت بأعراض إصابتها بالمرض ذهبت إلى معارف لها بمدينة الرحاب، شرقي القاهرة، ثم سافرت إلى الصين مرة أخرى". أضافت الرسالة التي تأكّد "العربي الجديد" من تداولها على نطاق واسع في مجموعات الأطباء، أنّ الفتاة المصابة بالفيروس كانت تعمل في شركة "ميني سو" (سلسلة متاجر تبيع الأدوات والإكسسوارات المنزلية)، الأمر الذي اضطر المسؤولين عن الشركة إلى إخضاع جميع العاملين لديهم للفحص اللازم، ما أظهر عيّنة إيجابية أخرى لأحد الصينيين في الشركة. وتابعت الرسالة أنّ العيّنة الإيجابية جرى اكتشافها في ساعة متأخرة من ليل الجمعة السبت، فيما دخل اثنان من العاملين في المبنى نفسه إلى المستشفى للاشتباه في إصابتهما بفيروس كورونا الجديد. ويُعَدّ "سيتي ستارز" من أكبر المراكز التجارية في مصر وأكثرها إقبالاً، وهو مملوك لرجل الأعمال السعودي عبد الرحمن الشربتلي، ويقع مبناه الإداري على بعد أمتار قليلة من المبنى التجاري.

تجدر الإشارة إلى أنّ محيط مستشفى النجيلة في مطروح يشهد إجراءات احترازية وأمنيّة مشدّدة، تشمل إغلاق الشارع ومنع الاقتراب من بوابات أو أسوار المستشفى، وكذلك منع دخول وخروج أيّ شخص غير مصرّح له بذلك. والمصاب الصيني معزول تماماً، من دون السماح لأيّ شخص بالتعامل معه، باستثناء الطبيب والممرّضين المختصّين المعزولين بدورهم في قسم مخصّص بهم.

وكان بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة والسكان المصرية، أمس الجمعة، قد أفاد بأنّ الوزارة اكتشفت إصابة أولى بفيروس كورونا الجديد تعود لشخص أجنبي (من دون الكشف عن هويته أو مكان وجوده)، مشيرة إلى أنّها أجرت التحاليل المخبرية اللازمة فأتت نتيجتها إيجابية للفيروس، وبالتالي تمّ تعقيم المبنى حيث كانت إقامة الشخص المصاب. وأوضحت الوزارة أنّها أبلغت منظمة الصحة العالمية على الفور بتلك الحالة، وقد تعاونتا في اتّخاذ كلّ الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع الإصابة. 
تجدر الإشارة إلى أنّ مخاوف مشروعة تنتاب المصريين إزاء فيروس كورونا الجديد وخطورته وعدم قدرة الجهات المعنية على مواجهته في حال انتشاره، على غرار ما حدث عند مواجهة مصر أمراضاً فيروسية سابقة مثل "إتش 1 إن 1" و"إنفلونزا الطيور"، خصوصاً مع حالة التكتم حول أيّ حالات مصابة بالإنفلونزا ووجود تعليمات في مستشفيات الحميّات بعدم الإدلاء بمعلومات أو تصريحات عن حالات مماثلة.
دلالات
المساهمون