المختفون قسريا بمصر "إرهابيون" في "فيديو وزارة الدفاع"

11 يوليو 2015
الشباب ظهروا في الفيديو بعد اختطافهم بأربعين يوما (فيديو)
+ الخط -

لم يمر مقطع الفيديو، الذي نشره حساب وزارة الدفاع المصرية على "فيسبوك"، ويحتوي على اعترافات ما وصفه بـ "أكبر خلية إرهابية" مرور الكرام كما كان يعتقد منفذو الفيديو.

وتعرف أصدقاء وأهالي من وصفهم الفيديو بـ"الإرهابيين" على ذويهم، وهاجموا الفيديو بشراسة، مؤكدين تعرضهم للتعذيب مقابل اعترافاتهم المسجلة، لا سيما بعد اختفاء بعضهم قسريا منذ ما يقرب من 40 يوما.

ونشر حساب باسم وزارة الدفاع المصرية، مقطع فيديو بعنوان "القبض على أكبر خلية إرهابية تهدد اﻷمن القومي" وظهر فيه بعض الشباب، ممن قام أهاليهم منذ أكثر من 40 يوما بإرسال خطابات للنائب العام تفيد باختفائهم قسريا، كان من بينهم صهيب سعد، وعمر محمد علي، وهما الشابان اللذان كانا بصحبة المصورة المصرية الشابة إسراء الطويل، قبل اختفائهم قسريا في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي.



واختطف الشبان الثلاثة بتاريخ 1 يونيو/ حزيران الماضي، من أعلى كورنيش النيل بالمعادي أثناء تواجدهم هناك.

وتقدم ذوو الشباب ببلاغات رسمية تفيد اختفاءهم، في حين كانت الردود الرسمية أنهم ليسوا محتجزين لدى اﻷجهزة اﻷمنية. وهو ما ثبت عكسه بعد ذلك؛ إذ تعرف بعض المعتقلين في سجني طرة والقناطر، عليهم وأبلغوا أهلهم خلال الزيارات المصرح بها.

اقرأ أيضاً: تقرير حقوقي مصري يرصد 114 حالة تعذيب في يونيو

الفيديو الذي نشره حساب "وزارة الدفاع المصرية"، على "فيسبوك" ادعى انضمام هؤلاء الشباب لخلية إرهابية يديرها صديق لهم مقيم في تركيا، يدعى، عبد الله نور الدين، وظهر الشباب خلال الفيديو يعترفون بشكل مسترسل بكل ما نسب لهم من اتهامات، ويتخلل الفيديو، عبارات "القبض على أكبر خلية إرهابية تهدد الأمن القومي"، ومطالبات من المواطنين الشرفاء، بالإبلاغ عن أي معلومات تفيد في القبض عليهم.

الشباب مختطفون
وتقدمت منظمة هيومن رايتس مونيتور، بشكوى أممية في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، لفريق العمل المعني بالاختفاء القسري في الأمم المتحدة، حول استمرار إنكار السلطات المصرية عن اعتقالها للشباب الثلاثة "إسراء محفوظ الطويل (23 عامًا) وهي طالبة بكلية أداب جامعة القاهرة، وصهيب سعد الحداد (22 عامًا) وهو طالب بكلية العلوم السياسية"، والطالب بكلية الهندسة عمر محمد علي إبراهيم (23 عامًا)، بعد 11 يومًا من إخفائهم قسريًا.

اقرأ أيضاً: تجديد حبس إسراء الطويل "مفجرة ثورة شم النسيم"

ويرى أحد أصدقاء صهيب، أنه من الواضح تعرضهم للتعذيب قبل تسجيل تلك الاعترافات، إذ تظهر آثاره على وجوههم، ويضيف "خلاصة اﻷمر، أن العديد من هؤلاء الشباب مختطفون رسمياً منذ ما لا يقل عن أربعين يوماً، ومن المرجح أن تكون الاعترافات قد انتزعت تحت وطأة تعذيب وضغط شديدين، وبالطبع في غياب حضور المحامين عنهم".

اقرأ ايضا: مقتل "طارق خليل".. التعذيب والقتل الممنهج مستمران

وقد شكل العديد من المحامين المصريين، لجنة لمتابعة حالات الشباب الذين ظهروا في الفيديو والبحث عنهم وتقديم المساعدة القانونية لهم، باعتبارها انتهاكات ﻷبسط حقوق الإنسان، سواء الدولية أو التي أقرها الدستور المصري الجديد.

الاختفاء القسري
ويذكر أن جرائم الاختفاء القسري التي ترتكب في مصر، جميعها مخالف للاتفاقيات الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري وكذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتي تجرم تعرض أي شخص للاختفاء القسري وتوجب على الدولة اتخاذ التدابير اللازمة لتحمل المسؤولية الجنائية في ذلك.

ووثقت حملة الحرية للجدعان، مبادرة مجتمع مدني مصرية، 163 حالة اختفاء قسري تمت في 22 محافظة مصرية، منذ أبريل/ نيسان الماضي، وحتى نهاية يونيو/ حزيران، وتم تصنيفهم بـ 66 حالة إخفاء قسري، و31 حالة اخفاء قسري بدون متابعة، و64 حالة إخفاء قسري منتهية، بالإضافة إلى حالتي وفاة، هما إسلام عطيتو الذي سيق من لجنة امتحانه في كلية الهندسة جامعة عين شمس إلى مصيره المجهول ليلقى حتفه في اليوم التالي، وصبري الغول، الذي قتل فى مدينة العريش.

اقرأ أيضاً: "#مخطوف" لملاحقة الإخفاء القسري في مصر