فيديو..تنظيم الدولة يجنّد الأطفال لتدريبهم على الموت

23 يوليو 2015
طفل يحمل السلاح وأقرانه يلهون (من الفيديو)
+ الخط -
يواصل تنظيم الدولة تجنيد الأطفال بالمخالفة لكل المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأطفال، وبالمخالفة لما أقره الدين الإسلامي الذي يزعم التنظيم المتشدد اتخاذه دستورا له.

ونشر التنظيم اليوم الخميس فيلما مصورا يظهر أطفالا دون الخامسة عشرة في مراكز تدريب عسكرية، يحملون السلاح ويتدربون على استخدامه، كما يظهر أطفالا يتحدثون بجدية حول الجهاد والشهادة.

ويظهر الفيديو بوضوح عملية متقنة يتم فيها إخراج الأطفال عن طبيعتهم وما تحتمله أعمارهم؛ إلى أوهام مزعومة حول نصرة الأمة، وإشراكهم بعد غسل أدمغتهم في قتال جيوش نظامية، لكن الأخطر فيه أن هؤلاء الأطفال يتم تجهيزهم على قدم وساق للموت من خلال تدريبهم على القتال، وإقناعهم أن الموت هو الأمل الأسمى، وأن الجنة في انتظارهم.

وتنص اتفاقية حقوق الطفل، التي اعتمدتها منظمة الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 1989، ووقعتها معظم الدول الأعضاء في المنظمة، على الكثير من حقوق الأطفال حول العالم، لكنها تشدد في مادتها السادسة على أن "لكل طفل حقا أصيلا في الحياة. وتكفل الدول الأطراف إلى أقصى حد ممكن بقاء الطفل ونموه".

بينما في الفيديو الذي تزيد مدته على 9 دقائق، والمعنون باسم "أشبال الخلافة"، طفل لا يتجاوز الثامنة من عمره يتحدث عن الجهاد والسلاح ورباط الخيل، فيما أقرانه يمرحون ويلعبون حول العالم، يحفظ الطفل آيات الجهاد وأحاديث الحرب، فيما أقرانه تهدهدهم أمهاتهم في أسرتهم قبل النوم.

يقول الطفل بحماسة: "أين أهل الشهادة؟ أين أهل العمليات الاستشهادية؟" ثم يناوله أحدهم سلاحا آليا يبدو أطول من جسده النحيل وأثقل من أن تحمله يداه الصغيرتان، فينشد: "هاتوا سلاحي قد تعبت من الخطب. ما عاد يجدينا التكلم يا عرب. ما عاد يجدينا التخاطب والهرب"، ثم يظهر مصوبا سلاحه في ميدان تدريب على القتال.

اقرأ أيضا:منظمة حقوقية: داعش جنّد قرابة 800 طفل عراقي


وفي اتفاقية حماية الطفل، تنص المادة الثانية عشرة على أن "تكفل الدول الأطراف في الاتفاقية للطفل القادر على تكوين آرائه الخاصة حق التعبير عن تلك الآراء بحرية في جميع المسائل التي تمس الطفل"، وفي الفقرة الثالثة عشرة: "يكون للطفل الحق في حرية التعبير؛ ويشمل هذا الحق حرية طلب جميع أنواع المعلومات والأفكار وتلقّيها وإذاعتها، دون أي اعتبار للحدود، سواء بالقول، أو الكتابة أو الطباعة، أو الفن، أو بأية وسيلة أخرى يختارها"، وفي المادة الرابعة عشرة: "تحترم الدول الأطراف حق الطفل في حرية الفكر والوجدان والدين".

طفل آخر من "أشبال تنظيم الدولة" في الفيديو لا يتجاوز الثانية عشرة، ينشد: "خندقي قبري وقبري خندقي. وزنادي صامد لا ينطق. قالوا إنك تعشق عيون النرجس. قلت لا أعشق إلا البندق". بينما في خلفية المشهد المصور نهر جار وزرع أخضر، وفي يساره بندقية آلية محشوة. ليقول "أبشروا بما يسوءكم. فمعركتنا الحاسمة في عقر داركم. وقسما لنفتحن روما ولنكسرن صلبانكم ونسبيَنّ نساءكم".

وبينما تنص المادة التاسعة عشرة من اتفاقية حقوق الطفل على أن "تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال أو استغلال، يظهر في نهاية فيديو تنظيم الدولة طفل لم يتجاوز الخامسة، معتصبا بشعار التنظيم الأسود، مستندا إلى سلاح آلي ربما لا يستطيع حمله، ليهتف بحماسة تدرب عليها: "يا بغداد إنا قادمون".


ولا يعترف تنظيم الدولة بكل الاتفاقيات والعهود الدولية، كونه بالأساس يرى العالم من حوله كافرا، ويعتبر من أوجدوا تلك المعاهدات والاتفاقيات أعداء بالأساس، ما يجعل العالم كله محتشدا ضد التنظيم المتطرف في حرب مفتوحة لوقف تمدده والإجهاز عليه.

وبدأت تفاصيل كثيرة قبل أكثر من عام، تظهر حول تجنيد تنظيم الدولة للأطفال وتدريبهم على القتال لصنع ما يمكن اعتباره جيلا من المقاتلين المدربين، وفق ما يطلق عليه التنظيم اسم "أشبال العز".

في الأول من يوليو/تموز 2014، نشر موقع syriadeeply تقريرا ضم حوارات مع عدد من الأطفال الملتحقين بمعسكر للتدريب، دشنه التنظيم المتطرف في منطقة "الطبقة" الريفية غرب مدينة الرقة التي يسيطر عليها.. ليظهر لاحقا الكثير من المواد المصورة حول هؤلاء الأطفال، كان أحدثها قبل الفيديو الذي نتناوله اليوم، مشاهد ظهرت في الرابع من يوليو/تموز الجاري، تظهر تنفيذ عملية إعدام جماعي لمن قال إنهم جنود في جيش نظام بشار الأسد، يقوم مراهقون وأطفال يرتدون زي التنظيم بإطلاق النار عليهم، في حين يجلس نحو مائة شخص في مدرجات المسرح الروماني الأثري بمدينة "تدمر" التي يسيطر عليها التنظيم، للمشاهدة.

اقرأ أيضا:"داعش" يجند الأطفال في الموصل