مواطن غزي يروي تفاصيل عبوره خارج غزة

08 ديسمبر 2015
الفلسطيني عبدالمجيد شحاده نجح في العبور ( الأناضول)
+ الخط -


وصف المواطن الفلسطيني "عبدالمجيد شحادة"، السفر من قطاع غزة إلى الخارج بالحلم في الوقت والوضع الحاليين، مع وجود معبر رفح الوحيد الذي تفتحه السلطات المصرية مرة كل بضعة شهور.

شحادة، الذي وصل، أخيراً، إلى تركيا، قادماً من غزة، بحثاً عن فرصة عمل لتكوين مستقبله، يرى أن الوضع الحالي الذي تعيشه غزة، لا يمكن للشباب فيه بناء مستقبلهم، ويقول: "لقد عملت طوال الفترة الماضية، فقط لتجميع تكاليف السفر إلى الخارج".

وشحادة ولد عام 1989، ودرس في جامعة الأقصى في قسم التربية الرياضية، وتخرج منها عام 2011، وهو عاطل عن العمل منذ تخرجه، حتى الوقت الحالي، باستثناء بعض "دورات البطالة" التي حاول فيها كسب بعض النقود للسفر. ويتحدث عن آلاف الأسماء المسجلة في كشوفات السفر، والتكاليف الباهظة، التي يمكن للمواطن الفلسطيني في غزة، دفعها للخروج من القطاع.

اقرأ أيضاً: معبر رفح.. بوابة معاناة الغزيين ومشاهد قسوة لا تنتهي

ويستطرد "يوجد حل آخر للسفر خارج القطاع في ظل وجود أكثر من 30 ألف شخص مُسجل للسفر، وهو أن تقوم بدفع نقود إلى الجانب المصري، لتسهيل خروجك من القطاع إلى مصر ثم إلى مطار القاهرة (...)، والمبلغ لا يقل عن 2000 دولار، لكي يكون اسمك موجوداً في الكشوفات المصرية، وإن هذه الآلية التي استخدمتها حتى استطعت الوصول إلى تركيا".

ويضيف شحادة "تجاوزت الصالة الفلسطينية في معبر رفح، ووصلت إلى الصالة المصرية، وفوجئت بوجود المئات من المواطنين الفلسطينيين، ينامون في الصالة المصرية منذ يومين، وفي مكان ضيق جداً، بانتظار السماح لهم بالتوجه نحو المطار." وتابع "بعد انتظار طويل، قام الجانب المصري بنقلنا بباصات الترحيل، في رحلة شاقة من الصالة المصرية في العريش، إلى مطار القاهرة الدولي، صادفنا خلالها عشرات الحواجز التابعة للجيش المصري، التي كانت توقفنا وتنفذ عمليات تفتيش مهينة بحق كل المسافرين".

ويروي شحادة، أنه عقب وصولهم مطار القاهرة الدولي "تم حجزنا في غرفة صغيرة وضيقة خارج المطار، وتحفظوا على جوازات سفرنا، دون أيّ مبررات، ولم نستطع التنقل أو شراء أي شيء، إلا بواسطة شخص كانوا يرسلونه إلينا لنشتري بعض المستلزمات".

اقرأ أيضاً: معبر رفح: أزمة ثقة ومعاناة متفاقمة

وأدى الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وفق الشاب، إلى تفاقم معاناة السكان داخل القطاع، وارتفاع نسب البطالة وعدم توفر فرص العمل، التي أصبحت شبه معدومة داخل القطاع.

غزة سجن كبير من دون معابرها ( الأناضول) 


وبحسب أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الشهر الماضي، فإن البطالة في قطاع غزة، تجاوزت حاجز 43 في المائة، بعدد عاطلين عن العمل يبلغ 201.9 ألف شخص، حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري. ونتيجة لذلك، يقول شحادة، إن نسبة كبيرة من الشباب في قطاع غزة، "تفكر في الهجرة إلى الخارج، لعدم توفر مقومات الحياة البسيطة، وإنهم أصبحوا غير قادرين على تكوين أنفسهم للزواج وللتعليم والأسرة.

وكشف التقرير السنوي، الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد"، مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، أن غزة قد تصبح منطقة غير صالحة للسكن قبل عام 2020، مع تواصل الأوضاع والتطورات الاقتصادية الحالية في التراجع.

اقرأ أيضاً: "الأورومتوسطي": حصار غزة عقاب جماعي غير مسبوق
دلالات
المساهمون