وفاة طفل عراقي حزناً على مقتل والده بيد "داعش"

26 اغسطس 2019
الطفل العراقي بريار ووالده (فيسبوك)
+ الخط -


شيع أهالي مدينة كفري بمحافظة ديالى شرقي العراق، صباح اليوم الإثنين، جثمان الطفل بريار، الذي توفي حزنا على والده الذي قتل بمعركة مع تنظيم "داعش"، في 31 يوليو/تموز الماضي، بمشاركة عدد كبير من سكان المدينة، بينهم مسؤولون محليون.

ووفقا لذوي الطفل، فإنه امتنع عن الطعام منذ اليوم الأول لمقتل والده آسو جلال، قائد عمليات قوات الأسايش (الكردية) في منطقة كرميان في هجوم لتنظيم "داعش"الإرهابي، مؤكدين لـ"العربي الجديد" أنه أصيب بجلطة دماغية ونوبتين قلبيتين، نتجت منها غيبوبة استمرت حتى وفاته.

وأشاروا إلى أنه أصيب بنحول شديد نتيجة امتناعه عن الأكل والشرب، موضحين أن الأدوية التي أعطيت له عن طريق المغذيات لم تنقذه نتيجة تعرضه لمضاعفات خطيرة.

وقال أحد أقارب الطفل المتوفى، ويدعى فرهاد كريم، إن بريار هو الأخ الأصغر لثلاثة أشقاء، موضحا لـ "العربي الجديد" أنه كان متعلقا بوالده الذي كان يعمل ضمن قوات الأمن إلى حدّ كبير".

وتابع: "منذ مقتل والده قبل أقل من شهر تدهورت حالته كثيراً وأدخل إلى المستشفى أكثر من مرة"، مبينا أنه كان يطلب من والدته إحضار والده مقابل قبوله بتناول الطعام والماء والدواء.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لتشييع الطفل بريار. وذكرت صفحة "شباب وبنات العراق" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن لحظات تشييع الطفل بريار كانت مؤثرة والتي جاءت بعد شهر على مقتل والده آسو.

وأضافت أن"الطفل توفي بسبب إضرابه عن الطعام وبقي يتحسر على والده منذ وفاته".


وقالت صفحة "بابل" على "فيسبوك "إن محافظة ديالى شهدت مغادرة أحد الأطفال الحياة حزنا على وفاة والده"، موضحة أن الطفل بريار هو نجل آسو جلال قائد عمليات قوات الأسايش (الكردية) في منطقة كرميان في هجوم لتنظيم "داعش" الإرهابي.

وأضافت: "منذ استشهاد والده امتنع بريار عن تناول الطعام وأصيب بنحول شديد، وكان حزينا جدا، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، حيث تعرض لنوبتين قلبيتين وجلطة دماغية".



وقال الباحث الاجتماعي سليم الدوري، إن حالة الطفل بريار، هي واحدة من مئات الحالات التي أدت إلى تعرض الأطفال لضغوط نفسية نتيجة فقدان الأب أو الأم بسبب هجمات "داعش"، أو جرائم المليشيات، أو القصف الذي كانت تتعرض له بعض مناطق العراق التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم الإرهابي.

وأشار إلى وجود حاجة لمراكز للتأهيل النفسي كي لا تتكرر هذه المأساة، لافتا إلى غياب البرامج الحكومية التي تُعنى بالحفاظ على سلامة الأطفال أثناء الحروب.