ملكة جزماتي... طباخة تحمل نكهة سورية إلى ألمانيا

17 يناير 2019
تحافظ على التراث السوري (العربي الجديد)
+ الخط -

قصة نجاح كتبتها لاجئة سورية في ألمانيا، إذ تنقل نكهة سورية إلى الألمان وتحافظ على تراثها من خلال الأطباق المتنوعة

"حياتي قبل الثورة السورية كانت عادية وتشبه حياة كثيرين"، عبارة دائماً ما ترددها السورية ملكة جزماتي ابنة دمشق التي ولدت عام 1987. تتحدث إلى "العربي الجديد" عن تلك الحياة: "كنت أدرس الأدب العربي في الجامعة وأعمل في شركة اتصالات، وأحب التنزه، لكنّ أيّ عمل أقوم به أحبّ أن أتقنه وأتعلم خباياه".

هذا الشغف هو الذي دفعها للعمل بعد لجوئها إلى ألمانيا في مجال الطبخ: "استغرب الناس الأطباق والوجبات التي تمكنت من إتقانها، فتساءلوا: هل من المعقول أن أتعلم كلّ هذا خلال أربعة أعوام؟".

تحمل ملكة عبر الطبخ الذي أحبته وأبدعت فيه رسالة للحفاظ على هوية بلدها سورية: "كسوريين تقع على عاتقنا حماية هذا التراث وهذا البلد. هناك من يحمي التراث المادي وهناك من يحمي التراث الفكري. الطعام يحمل جزءاً كبيراً من تراث سورية. وفي الإمكان قياس تحضر الشعب السوري من خلال طعامه. أكلة الكوسا المحشي، مثلاً، تدلّ على أنّ الإنسان السوري قادر على التفكير والبناء، ليس في الطعام فقط بل في غيره، فهو لا يقطع الكوسا ويخلطه بالملح فقط ليأكله كحال بعض الشعوب التي تعيش الحروب والصراعات، بل يتفنن في إعداده".

تضيف: "في ألمانيا، أدركت أنّ جيل الشباب تخلى عن المطبخ الألماني، في أعقاب الحرب العالمية الثانية. لذلك، أسعى من جهتي إلى الحفاظ على المطبخ السوري وحمايته من الاندثار بسبب الحرب، فإذا قال الروس في المستقبل إنّ الكبّة السورية هي من مطبخهم، لن يصدقهم أحد إذا حافظنا عليها". تتابع: "في الأكل كثير من القصص، فمن خلال الملح والفلفل نتمكن من تقديم صور عن بلادنا، ومن خلال عادات الأكل الاجتماعية يمكن أن نكسر الحواجز بين مجتمعنا ومجتمعات العالم".

قدمت ملكة الطعام السوري لبعض الشخصيات المرموقة، كالمستشارة أنغيلا ميركل وضيوف جريدة "بيلد" في عشائها السنوي المخصص لأهم مائة شخصية في ألمانيا. كذلك، قدمت الطعام عدة مرات في مناسبات لشركات سيارات ونفط، وجامعات معروفة في ألمانيا.




وعن نجاحها هذا تقول: "اعتدت أن أنظر إلى الطبخ على أنّه يحمل أفكاراً عظيمة. أؤمن بما أقوم به، وأتعامل بإيجابية، ولا أبالي بأحكام الآخرين ممن يحاولون أن يحبطوا الجهود مهما كانت". أما رسالتها إلى السوريين فهي: "ستتعبون في البداية، لأنّ بناء الذات يحتاج إلى جهد، خصوصاً أنّ هناك من سيقلل من شأنكم. وظّفوا شعوركم بالغربة بعد تهجيركم من بلادكم، في إبداع ما يربطكم بها ويساعدها ويساعدكم في الوقت نفسه".
دلالات
المساهمون