مسؤول أممي: 50 ضحية أسبوعياً لمخلفات الحرب في الرقة

18 ابريل 2018
الخوف كبير على الأطفال(تويتر)
+ الخط -


أكد منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة حول الوضع في سورية، مارك لوكوك، أن نحو 50 ضحية تسقط أسبوعياً بسبب مخلفات الحرب في مدينة الرقة السورية، وأن نحو 50 ألف شخص يحتاجون للمساعدة الإنسانية الدائمة في مخيم الركبان قرب الحدود مع الأردن.

واستمع مجلس الأمن الدولي لتقرير لوكوك، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس الثلاثاء، الذي أوضح أن أطراف الصراع "يدعمون النشاط العسكري المكثف بتكلفة بشرية هائلة، بدلاً من تنفيذ القرار الصادر عن الأمم المتحدة رقم، في 28 فبراير/شباط 2018، المتعلق بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في سورية.

وذكر لوكوك أن تقريره ركز على أحوال منطقتي الرقة والركبان، مشيراً إلى أن السكان فيهما يمثلون 1في المائة فقط من إجمالي عدد السوريين المحتاجين للمساعدات، إلا أن احتياجاتهم لا تقل أهمية عن احتياجات 99 في المائة من مواطنيهم في أجزاء أخرى من البلد.

وأوضح أن الأمم المتحدة أرسلت بعثة تقييم إلى الرقة في مطلع أبريل الجاري، لافتاً إلى أنه منذ إجبار تنظيم "الدولة الإسلامية" على الخروج من الرقة في أكتوبر/تشرين الأول 2017 من المدينة، عاد ما يقرب من 100 ألف شخص إليها، على الرغم من أن الظروف غير مؤاتية للعودة، بسبب المستويات المرتفعة لانتشار الذخائر غير المنفجرة، والعبوات بدائية الصنع، والتلوث الناتج عن المواد المتفجرة.

الدمار هائل في الرقة (تويتر) 

وأكد أن البعثة تتلقى بلاغات عن سقوط أكثر من 50 ضحية بسبب مخلفات الحرب أسبوعياً في الرقة، مشيراً إلى أن القلق على الأطفال يتزايد مع بداية الربيع الذي يتيح إمكانية اللعب في الخارج، ما يجعلهم عرضة لخطر أكبر.

وتحدث لوكوك عن أضرار البنية التحتية الفادحة في الرقة، ونقص الخدمات الأساسية. وبيّن أن التقديرات تشير إلى أن ما بين 70 و80 في المائة من المباني داخل مدينة الرقة مدمر أو متضرر.


النازحون السوريون في الركبان

وذكر لوكوك أن نحو 50 ألف شخص في مخيم الركبان يحتاجون لمساعدات إنسانية مستمرة. وأشار إلى أن المياه والخدمات الصحية الأولية تـُقدم من الأردن، إلا أن هناك حاجة لتحسين إمكانيات توفير تلك الخدمات، وتأمين إحالة بعض الحالات على المساعدة الطبية.

وأوضح المسؤول الدولي أن المرة الأخيرة التي حصل فيها المقيمون في منطقة الركبان على المساعدات من الأردن، كانت في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وأن كالات الإغاثة حصلت في 18 مارس/آذار الماضي على موافقة الحكومة السورية على تسيير قافلة مساعدات من دمشق إلى الركبان، لافتاً إلى أن وكالات الأمم المتحدة تعمل عن كثب مع الولايات المتحدة وروسيا والهلال الأحمر العربي السوري لضمان وصول المساعدات.

مخيم الركبان للنازحين السوريين(تويتر) 




حاجات دوما... والغوطة الشرقية

وأكد لوكوك أن أهالي بلدة دوما وغيرها من مناطق الغوطة الشرقية، التي تخضع حالياً لسيطرة الحكومة السورية تحتاج لمساعدات عاجلة. وقال:"بعد سنوات من الحرمان، تحت الحصار، ما زال من تبقوا في المنطقة بحاجة إلى مساعدة عاجلة. لم نتمكن، نحن في مجتمع العمل الإنساني من تقديم تلك المساعدة لهم. إن القدرة على الوصول إلى الناس بأنحاء الغوطة الشرقية أمر حيوي. وتستجيب الأمم المتحدة وشركاؤها للاحتياجات الإنسانية المتزايدة لنحو 155 ألف نازح من الغوطة الشرقية، بالغذاء والمأوى والخدمات الصحية، وغير ذلك من المساعدات وخدمات الحماية. ولكن الأوضاع خطرة ومتقلبة بالنسبة للموجودين في مخيمات المشردين داخليا المكتظة حول الغوطة الشرقية، وأيضا من غادروا في حافلات إلى إدلب وحلب".

البنية التحتية مدمرة والحاجات كبيرة جداً (تويتر) 


وتحدث المسؤول الدولي عن الاحتياجات الإنسانية أيضا لمن تبقوا في عفرين، و137 ألف شخص نزحوا إلى منطقة تل رفعت التي تسيطر عليها الحكومة والمناطق المحيطة بها. وشدد على ضرورة السماح لهم بحرية الحركة.

وأعرب مارك لوكوك عن أمله في أن يحقق مؤتمر بروكسل المقرر عقده يومي 24 و25 أبريل الجاري حول سورية، تقدماً على مسار تخفيف المعاناة الإنسانية من خلال التمويل الكامل لعمليات الإغاثة، لافتاً إلى أن النداء الإنساني المخصص لتمويل العمليات الإنسانية المتعلقة بسورية لم ينتج عنه سوى 15 في المائة من إجمالي القيمة المطلوبة.

(العربي الجديد)