غير أن "العربي الجديد" حصل على فيديو يقف فيه وزير الصحة الأفغاني الدكتور فيروز الدين فيروز قرب رأس جثة ملقاة على الأرض إلى جانب مسجد بكابول، وتحديداً في الناحية الرابعة. الرجل توفي في الساعة الرابعة عصراً أمس الثلاثاء، ولكن لم يرفعه أحد خشية أن يكون مصاباً بكورونا، وبقيت الجثة حتى وقت متأخر بعد صلاة المغرب.
وعندما مرّ الوزير مصادفة من أمام مكان الحادث رفقة موظفين في الوزارة، فوجئ بوجود الجثة مرمية على الأرض دون أن يرفعها أحد، وقال في هذا السياق "إن الإنسانية قد ماتت، هذه الجثة لا يرفعها أحد للاشتباه في إصابة صاحبها بالفيروس".
وخاطب الوزير المتجمعين حول الجثة قائلاً "الآن الكل ينتظر وزير الصحة كي يأتي ويجمع جثث الموتى، نحن نبذل الجهود من أجل الحفاظ على حياة الأحياء، ولا نستطيع أن نصل إلى من توفي"، متابعاً "أيها الناس انظروا هذا ليس مصابا بكورونا، وما توفي بسبب هذا، إن عينه تورمت بسبب الضرب، وهناك دم في المكان، لقد قتلوه في مكان الوضوء في المسجد".
ثم يسأل الوزير أحد الشهود منذ متى هو هنا؟ فيجيب الحاضر منذ الساعة الرابعة، ويسأل الوزير شخصاً آخر "وماذا تفعل أنت؟" فيجيب الرجل أنا إمام المسجد، فيقول "إمام المسجد أنت ويُقتل الرجل هنا، ثم لا أحد يرفعه بحجة أنه مصاب بكورونا، هل هناك جريمة أكبر من ذلك؟ أين الإنسانية؟".
وهنا يتدخل أحد الحاضرين ويقول إن الناس يتجمعون حوله ويقولون إنه مصاب بكورونا ولا يرفعونه. حينها يمدّ الوزير إصبعه إلى عين القتيل، ويقول "انظروا، أنا أضع يدي على عينه المتورمة بسبب الضرب، هلّا تنظرون هذا الدم، وطاقيته مليئة منه، أين كورونا؟".
ويخلص الوزير إلى القول "باسم كورونا ماذا يحدث في هذه البلاد؟".
وعلم "العربي الجديد" من مصادر عسكرية أن الرجل من عناصر الجيش ويدعى قدرت الله من إقليم ننجرهار في شرق أفغانستان، كان يسكن في منطقة ديسبز بضواحي العاصمة، وقتل بيد مجهولين في مكان وضوء بأحد المساجد الخالية من المصلين هذه الأيام، بسبب كورونا.
يشار إلى أن وتيرة الاغتيالات قد تصاعدت في هذه الأيام في العاصمة الأفغانية كابول رغم الإجراءات المشددة وحظر التجول.