حالات تسمم في مخيم نازحين شرقي سورية بسبب خطأ طبي

05 سبتمبر 2018
معاناة النازحين السوريين في مخيم السد (فيسبوك)
+ الخط -


يعيش آلاف النازحين من قرى دير الزور والرقة، تحت رحمة الأمراض والمعاناة في مخيم السد، قرب مدينة الشدادي بريف الحسكة، أشبه بالمعتقل تحرسه مليشيا كردية، ويضطرون لدفع مبالغ مالية للمليشيا للخروج من المخيم أو الدخول إليه.


قبل أيام، تسمم 18 شخصا نتيجة خطأ طبي، بعد وصف أحد الأطباء دواء (سيروكال) بدلا عن (سيتامول) الذي يستعمل كدواء للصداع ومسكن للألم، كما أوضح مشفى الحكمة الخاص في الحسكة، والذي استقبل حالات الإصابة التي كان بينها 14 طفلا.

وقال محمد الديري، الذي يعيش في المخيم منذ عام ونصف العام، أن "الأوضاع بشكل عام تعيسة داخل المخيم، والأهالي يعانون من غياب الخدمات كون مليشيا (قسد) تشرف على كل شيء، سواء المساعدات أو الغذاء أو الأمن". ويؤكد لـ"العربي الجديد"، وقوع "حالات تسمم غذائي بسبب معلبات منتهية الصلاحية، وتلاها حالات تسمم أطفال حاولوا التضليل عنها بالقول إنها ناجمة عن فساد الطعام بسبب الحرارة الشديدة، بينما الواقع كان الخطأ الطبي المفضوح الذي حصل".

وأشار سلامة أبو عامر لـ"العربي الجديد"، إلى أن "أغرب تصرف قامت به مليشيا (قسد) في المخيم كان مصادرة الهواتف النقالة للمصابين خلال نقلهم للمستشفى، مع منع التجوال في المخيم، ليشيعوا أن التسمم هو خطأ المصابين الذين اقتربوا من آلة رش المبيدات بمخيم السد التي تستعمل للقضاء على البعوض والحشرات".

وأضاف: "سئمنا من الحياة داخل هذا السجن الكبير، كل شيء يقدم لنا بالتنقيط، سواء الماء أو الغذاء، وحتى الأدوية، والحراسة تطوق المخيم كأننا مجرمون، ويعاملوننا بفوقية وتمييز لكوننا عرباً، ولا نستطيع الاعتراض على شيء لأننا مهددون بالإخراج القسري من المخيم. أنا لا أملك بيتا آوي إليه في بلدتي، أو المال الكافي لمغادرة المخيم. لا خيار أمامي سوى البقاء وانتظار معجزة قد تغير الواقع".

أما النازحة سلوى الحسين، فتقول لـ"العربي الجديد": "لا نحتاج شيئا من (قسد) سوى أن يتركوا المنظمات تشرف على المخيم لأنهم يعاملوننا بشكل سيئ، وحتى المسؤولون عن علاجنا لا ندري إن كانوا أطباء حقيقيون. كل المبررات عن الخطأ الطبي واهية لا يمكن تصديقها، لأنها ليست حالة أو اثنتين وإنما 18 شخصا، وقد يكون هناك غيرهم، وأعتقد أنه ليس مجرد خطأ".