ترقبوا التغيير

27 مارس 2018
نحو التغيير (أنور عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -
"تغيّر يتغيّر تغيّراً، فهو مُتغيّر". ونقول "تغيّر الوضع أي أصبح على غير ما كان عليه، وتبدّل". حتّى الأحزاب التقليدية التي تخوض الانتخابات النيابية في لبنان في السادس من مايو/ أيار المقبل تتحدّث عن تغيير لم تعرفه، ونحن مجرّد مواطنين لا طاقة لنا على فكّ الرموز. وكلمة "التغيير" في حدّ ذاتها تصنع أحلاماً بـ "جديد ما" مجهول الملامح. معظم المرشحين يتحدّثون عن تغيير مرتقب. وما على المواطنين "الأبرياء" غير التصويت.

في لبنان، يحمل التغيير معاني مختلفة. ربّما يعني التغيير "وهماً"، أو مجرّد عبارة لتعبئة خطابات وبيانات خشية من فراغات لغوية، أو استبدال أسماء بأسماء. وإذا كان التغيير عملية انتقال من مكانٍ إلى آخر، يكون التعريف مناسباً لساسة قد ينقلوننا إلى واقع أسوأ ممّا نحن عليه. وحين يُدركون أو يتذكّرون أنّ عليهم إضافة كلمة "إيجابي" إلى أي تغيير، لا بأس، فإنّهم لن يقعوا في أي ورطة. هو الفريق الآخر الذي عطّل كل مساعيهم إلى التغيير. وأولئك الذين كانوا يوماً ما في السلطة لتحقيق "إنجازات" ما، وآخرون ما زالوا فيها بحجة "التغيير"، باتوا في مرحلة أكثر تقدّماً، وهو تغيير جديد ضد تغيير قديم.

حزب "الكتائب" اللبناني أطلق حملته الانتخابية تحت عنوان "نبض التغيير". والرئيس السابق ميشال سليمان أكد ضرورة الاستفادة من الفرصة المتاحة للتغيير، ولو بحدها الأدنى، على الرغم من التشوّهات الموجودة في القانون الانتخابي الجديد.



والمرشّحة المنسحبة أخيراً كارولين بزي قالت: "إن كنّ على غرار النائبات السابقات، فلن نشهد أيّ تغيير، ولكن إذا دخلت البرلمان نساء ناشطات ولديهن برامج انتخابية فزن على أساسها، أتوقع دوراً فعالاً وناجحاً لهنّ".

تغيير. تغيير. تغيير. أيامٌ قليلة لا تفصلنا عن حدث فقط، بل تبدّل جوهري في حياتنا يُسمى تغييراً. ما بعد السادس من مايو/ أيار، ربّما نستيقظ في بيوت جديدة ونعيش بين أثاث جديد. أليس هذا تغييراً؟ لم يشرح أحد لنا ماهية التغيير المرتقب. أيتوجه النواب إلى المجلس النيابي بثيابٍ غير رسمية أو بصحبة أطفالهم؟ المهم أننا موعودون بتغيير في حال أسقطنا أسماءهم في الصناديق. ونحن المواطنين، لن نعيش كما في سابق، وسنتبدّل أو نُستبدل.

ليس الحدث هو الانتخابات بعد تمديد، بل تغيير لم نعهده. وأصحاب التغيير هم أولئك المنتفضون على "فاسدين" كما يسمونهم، و"الفاسدون" أنفسهم، وها هي الحياة التي لطالما حلمنا بها قاب قوسين أو أدنى من التحقّق. حياة تحمل لنا تغييراً من خلال خطابات مكرّرة ووجوه مكرّرة وأحزاب مكرّرة، ومستقلين "لا طائفيين" بالصيغة نفسها. لكنّنا أمام تغيير حقيقي. ترقّبونا أو "stay tuned".


دلالات
المساهمون