طلاب روس إلى الدوحة لإتقان لغة الضاد

26 فبراير 2020
اللغة العربية تجذب الشباب (Getty)
+ الخط -

أشهر عدّة فقط تفصل الطالب الروسي نيكيتا غانجا عن موعد التحاقه بجامعة قطر، هو الذي فاز بمنحة في خلال مسابقة اللغة العربية نظمتها سفارة قطر في موسكو في نهاية العام الماضي. ويتطلع الشاب إلى الاستفادة من تلك المنحة التي تخوّله متابعة دراسته لمدّة عام كامل بهدف الارتقاء بلغته العربية والتعرّف عن قرب على دولة قطر.

يقول غانجا لـ"العربي الجديد": "آمل أن تتاح لي الفرصة في جامعة قطر حتى أعمّق إجادتي للغة العربية وأبلغ مستوى متقدّماً وأتحدّث بها بطلاقة. كذلك فإنّ قطر هي دولة ذات مسار فريد من نوعه في مجال التنمية الاقتصادية وكذلك السياسية، ويهمّني أن أدرس فيها وربما أعود إليها للعمل في مرحلة ما". وغانجا الذي يدرس اللغة العربية في كلية الاستشراق التابعة للمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو منذ عام 2016، يؤكّد أنّه "حتى تتقن اللغة العربية لا بدّ من أن تحبّها"، مشيراً إلى أنّ "المسابقة لم تكن سهلة إنّما الاختبارات بدت لي ممتعة. والأهمّ في مثل هذه المسابقات هو عدم شعور المعني بالقلق والوثوق في نفسه".

وقطر ليست الدولة العربية الأولى التي يزورها غانجا، فقد سبق له أن قصد القاهرة مرّتَين بهدف الدراسة والتدرب في إحدى الممثليات الروسية لدى مصر، كذلك هو يستعدّ للسفر إلى المغرب حيث يبقى بضعة أشهر لتعلّم اللغة العربية والعلوم السياسية في الجامعة الدولية بالرباط حتى نهاية العام الدراسي الجاري. وعن انطباعاته حول القاهرة، باعتبارها العاصمة العربية الأولى التي زارها في حياته، يقول غانجا إنّها "مدينة ضخمة وفريدة من نوعها ومليئة بالتناقضات إلى حدّ كبير. قد يحبّها شخص ما فيما يراها آخر صاخبة أكثر ممّا ينبغي. لكن ثمّة حقيقة مؤكّدة وهي أنّ مصر واحدة من أكبر وأهمّ الدول العربية".



من جهته، يقول الأستاذ في قسم العلوم السياسية في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو ليونيد إيسايف إنّه "لم تكن الدوحة حتى الآونة الأخيرة مقصداً للطلاب الروس لتعلم اللغة العربية، لكنّ مسابقة اللغة العربية التي تنظمّ منذ عام 2018 في موسكو تتيح للفائزين الحصول على منحة كاملة للدراسة في مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها التابع لكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر". يضيف إيسايف الذي كان واحداً من المبادرين إلى تنظيم المسابقة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الهدف من المسابقة هو منح فرصة للطلاب الروس لتطوير مهاراتهم في اللغة العربية داخل المنطقة، علماً أنّ المنحة الدراسية تغطّي كل النفقات، أي مصاريف الدراسة وسكن الطلاب والسفر".

وبحسب نبذة تعريفية على موقع جامعة قطر، فإنّ مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها هو مركز متخصص من ضمن قطاع اللغات والإعلام والترجمة في كلية الآداب والعلوم، يمنح شهادات كفاءة للملتحقين به من الطلاب الأجانب ويفتح سنوياً ستة مستويات دراسية من المبتدئ الأول إلى المستوى المتقدّم الثاني.

ويوضح إيسايف أنّ "عدد المنح للطلاب الروس للدراسة في قطر في ازدياد مستمر، وقد حصل ثلاثة طلاب على المنح في إطار الدورة الأولى من المسابقة، فيما ارتفع عددهم إلى سبعة دارسين في الدورة الثانية". يُذكر أنّ نيكيتا غانجا شارك في الدورة الثانية من مسابقة اللغة العربية في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إلى جانب دارسين للغة العربية من أكثر من عشر جامعات روسية في مختلف أنحاء البلاد. وحول أهمية فرصة الدراسة في قطر للطلاب الروس، يشرح إيسايف أنّ "ثمّة فرص سفر إلى بلدان اللغة المعنية لدارسي اللغات الشرقية مثل الصينية والكورية، لكنّ حركة سفر الطلاب إلى الدول العربية شهدت تراجعاً كبيراً بسبب الاضطرابات الأمنية في المنطقة. لذلك، تساعد مسابقة اللغة العربية في زيادة اهتمام الروس باللغة والثقافة العربية".



وتُعرَف روسيا تاريخياً بمدرسة استشراق عريقة تمتد جذورها إلى الحقبة القيصرية، وقد تطوّرت في الفترة السوفييتية وسط تمدّد الاتحاد السوفييتي في مختلف بلدان الشرق الأوسط. ومع انفتاح روسيا على العالم العربي، صار في إمكان الدارسين في الجامعات الروسية السفر إلى الدول العربية لإحداث نقلة بمهاراتهم اللغوية والإلمام بالثقافة والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدول المنطقة التي تثير اهتمامهم. ومع تنظيم مسابقة اللغة العربية، انضمت الدوحة إلى وجهات الطلاب الروس بحثاً عن تفوّق في لغة الضاد.
المساهمون