تحذير أممي جديد بعد تناقص احتياطيات الغذاء والماء بالموصل

30 نوفمبر 2016
لا طعام ولا مياه للشرب (طوماس كويكس/Getty)
+ الخط -

أصدرت الأمم المتحدة تحذيراً جديداً، اليوم الأربعاء، بشأن الوضع الإنساني في شرق الموصل؛ إذ ينخرط الجيش العراقي المدعوم من الولايات المتحدة في قتال عنيف مع مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وبعد مرور ستة أسابيع على بدء الهجوم على آخر مدينة كبيرة يسيطر عليها التنظيم المتشدد في العراق، يحاول الجيش إخراج المتشددين المتحصنين وسط المدنيين في الأحياء الشرقية على الجهة الوحيدة التي تمكنت القوات العراقية من اختراقها.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "الوضع في شرق مدينة الموصل قرب جبهة القتال مازال مُحاطا بالمخاطر على المدنيين. قذائف المورتر والأعيرة النارية ما زالت تزهق الأرواح". وأضاف "الاحتياطيات المحدودة من الغذاء والماء تنفد، وسط تقارير مقلقة تخرج من المدينة عن انعدام الأمن الغذائي".

وأكد مسؤول محلي، أمس الثلاثاء، أن المياه انقطعت عن 650 ألف شخص، أو 40 بالمائة من إجمالي السكان في المدينة، عندما أصيب خط إمداد المياه أثناء القتال.


ومع قدوم الشتاء، أوضح عمال الإغاثة، أنّ الحصار يشتد ويوشك على الاكتمال حول الموصل، في حين تواجه الأسر الفقيرة صعوبات في الحصول على ما تقتات به، نتيجة الارتفاع الحاد في الأسعار. وكلما طال الحصار ازداد عدد المدنيين الذين يعانون، إذ إنهم يتعرضون كذلك لعنف المتشددين العازمين على سحق أي معارضة لحكمهم.

وقالت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، كيت جيلمور، اليوم، إن هناك تقارير عن أن تنظيم الدولة الإسلامية- الذي قتل سكانا يشتبه في أنهم تواطأوا مع الجيش العراقي- أعدم بالرصاص 27 مدنيا في ساحة المهندسين في الموصل الأسبوع الماضي. وقبل ثلاثة أسابيع قتل 20 شخصا على الأقل، وصلب جثثهم في مفارق شوارع المدينة، لنقلهم معلومات إلى "العدو".



وتشارك قوات قوامها نحو مائة ألف فرد من القوات الحكومية وقوات الأمن الكردية والمقاتلين الشيعة، في الهجوم الذي بدأ يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول، بدعم جوي وبري من تحالف عسكري دولي تقوده الولايات المتحدة.

وتحاصر قوات الحكومة العراقية وقوات كردية، المدينة من الشمال والشرق والجنوب، في حين تحاول قوات "الحشد الشعبي" التقدم من جهة الغرب. وفي الأسبوع الماضي، قطعت خط إمداد إلى الموصل من أراض يسيطر عليها التنظيم في سورية، مما دفع أسعار المواد الغذائية إلى الارتفاع في المدينة. ومع قطع آخر خط إمداد، قال عامل إغاثة، طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ أسعار السلع الأساسية في الموصل يمكن أن تصل إلى مثليها "في الأجل القصير".

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن خط إمداد المياه المتضرر هو أحد ثلاثة خطوط رئيسية للمياه تخدم شرق الموصل. وأضافت أن السلطات العراقية تنقل المياه في شاحنات من على بعد 35 كيلومترا، لكن الإمدادات غير كافية.

وقال ممثل منظمة "يونيسيف" في العراق، بيتر هوكينز، "يواجه الأطفال وأسرهم في الموصل وضعا مروعا. ليسوا في خطر التعرض للقتل أو الإصابة في تبادل إطلاق النار فحسب، لكن ربما هناك الآن ما يربو على نصف مليون شخص لا يملكون مياه آمنة للشرب".

وفر نحو 74 ألف مدني من الموصل حتى الآن، وتستعد الأمم المتحدة لأسوأ الاحتمالات، وهو وجود أكثر من مليون شخص بلا مأوى مع دخول فصل الشتاء ونقص المواد الغذائية.

(رويترز)

دلالات