أفغانستان: "طالبان" تفرض مواد دراسية في مناطق سيطرتها

05 سبتمبر 2016
سمحت حركة طالبان بتعليم الفتيات (مصطفى باغ GETTY)
+ الخط -

بدأ العام الدراسي في بعض مناطق أفغانستان، وبينما يشهد القطاع التعليمي الكثير من العقبات، أبرزها إغلاق المدارس بسبب الوضع الأمني، واستخدام مبانيها من قبل أطراف الصراع، يبدو أن جماعات مسلحة غيّرت من استراتيجيتها إزاء التعليم، حيث بدأت تغيير المناهج في بعض المناطق بدلا من إغلاقها.

وتؤكد مصادر قبلية في جنوب أفغانستان، أن حركة طالبان بدأت إدخال منهجها الخاص في المناهج الدراسية الأفغانية، كما أنها توظّف المدرسين لتدريس تلك المواد.

وأكد المسؤول في الإدارة المحلية بإقليم غزنة، تازه جل ننجيال، أن حركة طالبان أضافت مواد كثيرة، معظمها متعلق بالدين في كثير من المدارس في المناطق النائية من الإقليم، ووظفت علماء الدين لتدريس تلك المواد.

وأضاف ننجيال، أن الإدارة المحلية قررت المضي قدما مع الوضع الحالي، نظرا لمصلحة الطلاب، وخشية إغلاق المدارس الذي سيضر بمستقبل الأطفال، مشيرا إلى أن طالبان اعترضت في البداية على كثير من المواد الدراسية، لكنها تنازلت بعد ذلك عن موقفها.

وأكد عضو الشورى الإقليمي، حفيظ الله، أنه بسبب الوضع الأمني فإن طالبان أدخلت منهجها في المناهج الدراسية، "الحكومة لا تعارض ذلك خوفا على مستقبل الطلاب، فبدلا من إغلاق المدارس نفضل بقاءها مع تغيير المناهج وفق مطالب طالبان".

بدوره، قال المدرس في مديرية أندر، محمد خان، إن عناصر من طالبان تأتي إلى المدارس وترغم الإدارة والمدرسين على تدريس المواد الخاصة، كما أنهم في كثير من الأحيان يدرّسون المواد بأنفسهم.



ويؤكد أحد سكان المديرية، أن بين تعليمات طالبان أن لا يذهب الأطفال دون العاشرة إلى المدارس، وأن عليهم الذهاب إلى المساجد والتعلم من الإمام أمور الدين والقرآن. وأشار الرجل، ويُدعى عبد الرحمن، إلى أن طالبان وظّفت في كل قرية عالم دين ليعلم الفتيات أمور الدين والقرآن بدلا من الذهاب إلى المدارس. 
وفي بعض أقاليم شمال البلاد يختلف الوضع تماما، حيث بثت طالبان صورا قبل يومين لقادتها الميدانيين وهم يدشنون مدارس خاصة بالبنات في إقليم قندوز.

وبثت الحركة صورا تؤكد أن قيادييها الميدانيين يشاركون في مراسم تدشين المدارس الخاصة بالبنات في بعض المناطق.

وتعد تلك سابقة في تاريخ الحركة التي كانت تمنع الفتيات من التعليم أثناء حكومتها قبل سقوطها بيد القوات الدولية في عام 2001. وتقول مصادر في إقليم غزنة، إن الحركة أقدمت في مناطق مختلفة من الإقليم، لاسيما النائية، على إدخال منهجها الخاص في المناهج الدراسية، وأن معلمين تابعين للحركة يدرسون تلك المواد، التي تتعلق معظمها بتعليم الدين.

وأثار الأمر تساؤلات بينها: هل غيرت طالبان، التي كانت تمنع الفتيات من التعليم أيام حكومتها، من سياساتها إزاء القضية؟ ولماذا لا تطبقها في كل مناطق سيطرتها؟

دلالات
المساهمون