شباب تركيا يعتكفون بالمساجد في رمضان ويهود يقيمون إفطاراً للمسلمين

13 يونيو 2018
إفطار رمضاني جماعي في إحدى ساحات إسطنبول (العربي الجديد)
+ الخط -

غلبت فئة الشباب على المعتكفين في مساجد تركيا خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان هذا العام، حسب رجل الدين قادر تورك يلماظ، مؤكداً أن إقبال الشباب على الاعتكاف يتزايد عاماً بعد عام.

وقال يلماظ لـ"العربي الجديد"، إنه "في الماضي، كان المسنون من الرجال هم الأكثر اعتكافاً في المساجد، ولكن منذ عشر سنوات، بتنا نرى النساء والشباب والطلاب ضمن المصلين، خاصة خلال شهر رمضان. النساء يأتين لصلاة التراويح وكذلك الشباب الذين لاحظنا أنهم ضمن المعتكفين، وهي ظاهرة حديثة على تركيا".

وأرجع السبب إلى حرية ممارسة الطقوس الدينية التي تكرست منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، كما أن أئمة المساجد يخصصون ضمن خطبهم ووعظهم مساحة كبيرة للشباب. "مساجدنا لا تقتصر على الصائمين، بل هي مفتوحة للجميع، حتى غير المسلمين، ليأكلوا من موائد الرحمن، ويطلعوا على طقوس العبادة، والدور الاجتماعي للمساجد، في تركيا لا نفرّق بين الناس بحسب دياناتهم".

ويرى الطالب سميح غول ألان، أن سبب إقبال الشباب على الاعتكاف هو تشجيع الخطباء، معتبراً أن "التفرّغ للعبادة لأيام خلال العام يريح النفس من أعباء الدراسة والمشاكل الحياتية"، ومشيراً إلى أن مسجدي "شاه زادة" و"السلطان أيوب" في منطقة الفاتح هما أكثر المساجد التي يعتكف فيها الشباب والطلاب.


وكانت مجموعة من اليهود الأتراك في مدينة أدرنة (شمال غرب) قد أقامت قبل أيام إفطاراً جماعياً لأكثر من ألف شخص من جيرانهم المسلمين في ساحة مسجد "السليمية"، في لفتة لاقت ترحيباً واسعاً، باعتبارها مثالاً للتعايش بين أصحاب الأديان المختلفة.

وقال والي مدينة أدرنة، غوناي أوزدمير، في كلمة خلال حفل الإفطار، إن "هذا الحدث يشكل نموذجاً ويعطي دروساً في العيش المشترك بين أتباع الأديان المختلفة". وأعرب أحد قادة الطائفة اليهودية في تركيا، إسحاق إبراهيم زاده، عن سعادته لرؤية أهالي أدرنة مجتمعين حول مائدة اﻹفطار الرمضانية.

وفتحت المساجد التركية أبوابها خلال الليالي العشر الأخيرة من رمضان لكل من يريد الاعتكاف، بعدما أعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية تجهيزها 9364 مسجداً لاستقبال الراغبين في الإحياء هذه السنّة، بينها 251 مسجداً في العاصمة أنقرة، و225 مسجداً في إسطنبول.

ويعتبر مسجد "السلطان أيوب" من أكثر المساجد بإسطنبول استقبالاً للمعتكفين، لما له من مكانة عند الأتراك، إذ يعتبر أول مسجد بناه العثمانيون في إسطنبول بعد فتح القسطنطينية، وتعود تسميته إلى الصحابي "أبو أيوب الأنصاري" المدفون في باحة المسجد، ولا يقتصر زوار المسجد على الأتراك، بل يقصده السائحون، وتنظم بلدية إسطنبول يومياً إفطاراً جماعياً لآلاف يزورون المسجد.

وتمتاز تركيا بعدد مساجدها الكبير، إذ تبلغ، وفق هيئة الإحصاء، 84684 مسجداً، وتتربع مدينة إسطنبول على رأس القائمة بـ3269 مسجداً.

المساهمون