دير سمعان الفلسطينية تعيش نكبة جديدة

14 ابريل 2015
المستوطنون أحكموا السيطرة على الخربة أخيراً (فرانس برس)
+ الخط -
يسابق المستوطنون الإسرائيليون الزمن، لتوسيع البؤرة الاستيطانية "ليشم" التي بدأ العمل فيها قبل عامين في الناحية الغربية من محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية. وامتد التوسع الاستيطاني في المنطقة ليشمل خربة دير سمعان الأثرية.

وعن ذلك، يقول الباحث في مقاومة الاستيطان خالد معالي لـ"العربي الجديد": "خربة دير سمعان المحاذية لمستوطنة ليشم لم تسلم من أعمال الحفر المتواصلة، بعد أن سيطرت عليها سلطات الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي وأجرت فيها أعمال تنقيب متواصلة".

ويضيف أنّ المستوطنين أحكموا السيطرة على الخربة أخيراً، من خلال بناء سور يحيط بها من جميع الجهات. فلا يمكن لأحد الوصول إليها إلا عبر طريق استيطاني وحيد. وبذلك ضمت الخربة إلى مستوطنة "ليشم".

التسارع في وتيرة الاستيطان في سلفيت، المحاطة بثمانية وعشرين تجمعاً استيطانياً، ومحاولة طمس التاريخ فيها لتهويده، هو ما يدفع "مستوطني ليشم إلى سرقة الحجارة التاريخية وكذلك أشجار الزيتون المعمرة من أراضي المحافظة، لاستخدامها في بناء المستوطنة"، بحسب معالي.

ويعود تاريخ الخربة الأثرية - الزراعية للحقبتين البيزنطية والرومانية قبل نحو 1500 عام. وقد بنيت على مساحة تبلغ نحو 10 دونمات، على شكل قلعة تحوي أديرة وآبار مياه محفورة بالصخر، وممرات مرصوفة بالفسيفساء وبرك مياه. كما تطورت الخربة في العهدين الأموي والعباسي فأضيفت لها بعض الأبنية. وتشكل قلعتها قطعة تاريخية مميزة تشرف على الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.

وفي سلفيت ككل، يبلغ عدد المواقع الأثرية نحو 120 موقعاً. وتسيطر إسرائيل على 8 بالمائة منها بشكل كامل، كما يخشى كثيرون من طمعها بالسيطرة على المزيد.

من جهته، يعمل مكتب وزارة السياحة الفلسطينية في سلفيت على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الآثار الفلسطينية. ويقول مديره منتصر جودت لـ"العربي الجديد" إنّ هذا التوثيق سيقدم إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، التي تعنى بالآثار والتراث الثقافي للشعوب.

وتعتبر سلفيت قطعة خضراء مليئة بالينابيع. وهي ذات تربة خصبة، إذ تقع على ثاني أكبر حوض مائي في الضفة الغربية. كما تشرف بشكل مباشر على مناطق الداخل الفلسطيني المحتل، وهو ما يؤكد مطامع الاحتلال فيها. كما أنّها غنية بالآثار اليونانية والإغريقية والأموية والعباسية والعثمانية، بالإضافة إلى انتشار المقامات الدينية فيها.