الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين في طي المجهول

13 نوفمبر 2019
شكوك حول لقاء ترامب وشي بشأن التجارة (Getty)
+ الخط -

رغم التعليقات العديدة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول احتمال توقيع اتفاق تجاري مع الصين، إلا أنه بدا غير واثق من أن ما عرضه من شروط مقبولة للصين، كما أن أسواق المال لم تعد تصدّق تغريدات ترامب أو تصريحاته بشأن صفقة تجارية مع الصين.

وحسب رويترز، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة قريبة من توقيع اتفاق مبدئي للتجارة مع الصين، لكنه لم يقدم أي تفاصيل جديدة بشأن المفاوضات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وقال الرئيس الأميركي، في كلمة أمام النادي الاقتصادي بنيويورك: "هم يتلهفون لإبرام اتفاق معنا. نحن الذين نقرر ما إذا كنا نريد أو لا نريد إبرام الاتفاق"، مشيراً إلى أن واشنطن لن تقبل إلا اتفاقاً يصب في مصلحتها.

وفي إشارة تدل على عدم ثقة الأسواق في تصريحات ترامب، تراجعت الأسهم الأوروبية من أعلى مستوى في أربع سنوات، أمس الأربعاء، إذ لم تسفر كلمته عن أي مؤشرات جديدة بشأن إحراز تقدم في إبرام اتفاق تجاري. كما صعدت أسعار الذهب، أمس الأربعاء.

ورأى المستثمرون أن كلمة ترامب ضربت الآمال بشأن أي مؤشر إيجابي على إبرام اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء للمعدن الأصفر الذي يُعتبر ملاذاً آمناً.

وعادة ما يصعد الذهب حينما يفتقد المستثمرون الثقة في أدوات المال الأخرى، مثل الأسهم والسندات.
وحسب رويترز، أضاف ترامب، أن الولايات المتحدة ستزيد الرسوم الجمركية على بضائع صينية "بشكل كبير جداً" إذا لم تبرم بكين اتفاقاً مع واشنطن، لافتاً إلى أن الصين خدعت الولايات المتحدة في التجارة لسنوات.

وجدد الرئيس الأميركي انتقاداته لعمل مجلس الاحتياطي الفدرالي "البنك المركزي الأميركي"، وقال إن البنك المركزي تسبب في إضعاف القدرة التنافسية للولايات المتحدة أمام دول أخرى، داعياً إلى أسعار فائدة سلبية.

وأشاد ترامب، الثلاثاء، بأداء بلاده الاقتصادي، مؤكداً رفضه أي اتفاق تجاري "لا يحظى بموافقة الأميركيين" أو يعرض الوظائف المحلية للخطر وإلحاق الضرر بالشركات وتحميل المستهلكين أعباء ارتفاع الأسعار.

لكنّ تقريراً أصدره بالتزامن مع كلمة ترامب، مرفأ لوس أنجليس، ناقض بشدة ما يؤكده البيت الأبيض، بأن الولايات المتحدة تتجاوز بسهولة النزاعات التجارية الجارية حالياً على جبهات عدة.

وقالت سلطات المرفأ، إن الحرب التجارية تهدد نحو 1.5 مليون وظيفة في الولايات المتحدة تقوم على نقل السلع عبر مرافئ في جنوب كاليفورنيا وتعتمد بشكل كبير على التجارة مع الصين.

وفي ذات الصدد، حذّر اقتصاديون من أن الاقتصاد العالمي بدأ يعاني من التداعيات السلبية للحرب التجارية، مع تسجيل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي الذي وصلت نذره إلى الولايات المتحدة، مع تراجع الصادرات والاستثمارات التجارية والقطاع الصناعي وتباطؤ وتيرة التوظيف. 
من جانبه، حذّر صندوق النقد الدولي، الشهر الماضي، من أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين سوف تقتطع 0.8 بالمائة من نمو الاقتصاد العالمي العام المقبل، وتؤثر الحرب التجارية أيضاً على الاستثمارات التجارية في الولايات المتحدة.

وبدا ترامب في كلمته في نيويورك، وكأنه يقر بأن بعض الشركات قد تكون تأثرت سلباً "ربما جراء ضبابية الحروب التجارية"، حيث قال إن "الثمن الحقيقي... كنا سندفعه لو لم نتحرك".

وكان إعلان ترامب الشهر الماضي قرب التوصل إلى "مرحلة أولى" من الاتفاق قد انعكس ارتياحاً لدى الشركات الأميركية، إلا أن أي تفاصيل لم تكشف عن الاتفاق الأولي مع بكين الذي يعتزم ترامب توقيعه. كما أن أي موعد لم يحدد لتوقيع أي اتفاق.

ومنذ شهور، تطلق واشنطن إشارات متناقضة تسبب التباساً لدى المستثمرين. من بين هذه التناقضات قول ترامب، "إن لم نعقد اتفاقاً، سنزيد تلك الرسوم بشكل كبير".

ويرى محللون في آسيا أن الكرة حالياً في ملعب واشنطن، حيث إن الصين قالت إن إلغاء الرسوم يعد من الشروط التي لا يمكن تجاوزها قبل الجلوس لتوقيع أي اتفاق في المستقبل.

وما يضعف من احتمال توقيع اتفاق أن بكين تستغل حالياً ضعف ترامب الذي يتعرض لتحقيقات من قبل الكونغرس للحصول على أكبر تنازلات في أي اتفاق مستقبلي.
المساهمون