تراكمت أطنان القمامة في شوارع وأزقة وأحياء العاصمة الليبية، التي تضم أكثر من مليوني شخص، وذلك بسبب الحرب في جنوب طرابلس التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ مطلع شهر إبريل/ نيسان الماضي، وسط مخاوف من ازدياد الأمراض وارتفاع الكلفة الصحية على المواطنين.
وتضيف هذه الأزمة الصعوبات الحياتية على السكان، مترافقة مع ضعف الخدمات العامة وانقطاع التيار الكهربائي ونقص البنزين والطوابير الممتدة أمام المصارف التجارية بسبب نقص السيولة.
وقال عضو المجلس البلدي لطرابلس ناصر الكريو لـ"العربي الجديد"، إن سبب تكدس القمامة في شوارع طرابلس يعود إلى عدوان حفتر على العاصمة، إذ لا توجد أي منافذ للخروج في الوقت الحاضر، في حين أن المكب الرئيسي للقمامة يقع في جنوب طرابلس ولا توجد أي هدنة بيئية لنقل القمامة إلى هناك.
وتدعم ليبيا النظافة العامة بـ517 مليون دينار (372 مليون دولار)، ضمن الباب الرابع من الموازنة العامة المتعلق بالدعم المشتمل على المحروقات والأدوية بقيمة 6.54 مليارات دينار سنوياً.
وقال المحلل الاقتصادي أبوبكر الهادي لـ"العربي الجديد"، إن مشكلة القمامة في طرابلس تعود لعدم وجود مصانع للتدوير واعتماد معظم شركات النظافة العامة على الأساليب القديمة في التخلص منها. ودعا إلى ضرورة وجود دراسة اقتصادية للتخلص من النفايات بدلا من الاعتماد على مكب جنوب طرابلس.
وبينت دراسة كلية الهندسة في جامعة طرابلس أن هناك زيادة في معدل إنتاج القمامة للأفراد بمقدار 25% خلال السنوات الأخيرة. ومع حلول فصل الشتاء، حذرت الشركة العامة للمياه والصرف الصحي من الأضرار التي ستنتج من انسداد مجاري التصريف في حال سقوط الأمطار وبقاء النفايات في الشوارع، إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة.
وعمد ميلاد الحامدي إلى تفريغ حمولة شاحنته التي تنقل العشرات من أكياس القمامة على رصيف في وسط العاصمة بالقرب من مصرف ليبيا المركزي، وقال لـ"العربي الجديد"، إن ليبيا دولة غنية ولكنها غير قادرة عن وضع حلول لمعالجة أطنان القمامة في الشوارع والطرقات أو إنشاء مصانع لتدوير القمامة وإعادة تصنيعها.
وذكر المواطن علي العنقودي لـ"العربي الجديد"، أنه لم تعد شاحنات البلدية تجمع صناديق القمامة، لأنها غير قادرة على الوصول إلى المكب الرئيسي، الواقع في منطقة القتال. وأشار إلى أن "الحكومات فشلت في جميع الملفات الاقتصادية والأزمات المعيشية. حاليا نعاني من أزمة من نوع آخر مع تكدس القمامة وانتشار الأمراض".