محصّل الكهرباء.. وظيفة شاقّة وأجر ضعيف في مصر

15 سبتمبر 2015
تزايد الشكوى من ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء بمصر(أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

لا تتوقف متاعب ومشقة مهنة محصّل الكهرباء في مصر عند أجره الضعيف والمشاكل التي يواجهها خلال تحصيله الفواتير الباهظة من المواطنين، بل امتدت إلى توجيه مسؤولين في وزارة الكهرباء اتهامات له بأنه شريك في ارتفاع خسائر وزارة الكهرباء، بسبب عدم أداء عمله بشكل جيد، ما يقلّل حصيلة الفواتير.

ويقول محصل كهرباء بحي العمرانية في الهرم، فضل ربيع، لـ"العربي الجديد"، إن مهنة محصلي الكهرباء شاقة جداً، ودائما ما يواجَهون بالإهانة من السكان، خاصة في فترات الصيف والانقطاع المستمر للكهرباء.

ويضيف فضل، 38 عاماً، أنه بجانب الإهانة التي اعتاد المحصلون عليها، يضطر المحصل إلى الذهاب أكثر من مرة لتحصيل الرسوم، ويقضي يومه صعوداً وهبوطاً للسلالم، خاصة في الأحياء الشعبية التي لا تنتشر فيها المصاعد، موضحاً أنه أحيانا يضطر إلى الذهاب ثلاث وأربع مرات للمستهلك، وأحيانا تتراكم الفواتير لمدة 3 أو 4 شهور، نظراً لعدم وجود أصحاب السكن، أو لعدم قدرتهم على دفع الفواتير، بسبب قيمتها العالية.

وقامت وزارة الكهرباء برفع الأسعار أكثر من مرة، خلال العامين الماضيين، كان آخرها في يوليو/تموز الماضي، حيث زادت أسعار شرائح استهلاك الكهرباء، بنسبة تتراوح بين 10 و50%، ضمن خطة حكومية لرفع دعم الكهرباء بالكامل في غضون خمس سنوات.

وأشار ربيع إلى أن محصل الكهرباء يتحمل أخطاء وكسل "كشّاف الكهرباء" الذي يقوم بقراءة العدادات لوضع قيمة الفاتورة المستحقة، حيث يلجأ إلى تقديرات عشوائية وفقا للقراءات السابقة، وفي هذه الحالة تأتي الفاتورة مرتفعة جداً، ما يسبب مشاكل للمحصّل، ويكون هو المتهم الأول في مواجهة المستهلك الغاضب من هذا التقدير الجزافي.

وأوضح أن مواعيد العمل الرسمية من الساعة 8 صباحا وحتى 3 مساءً، لكن المحصل لا يرتبط بذلك ويعمل أحيانا من الصباح وحتى مساء اليوم.

وأشار إلى أن محصّل الكهرباء المعروف للسكان تكون مهمته أسهل، حيث يسهل له معرفة مواعيد تواجد المواطنين وأنسب الأوقات للتحصيل، لكن هذا ليس كثيرا، نظرا لتغير السكان بشكل شبه مستمر، خاصة في مساكن الإيجار الجديد.

اقرأ أيضاً: 388 ألف دولار خسائر يومية لانقطاع الكهرباء في مصر

ولفت النظر إلى أن أسوأ فترة عاشها محصلو الكهرباء كانت بعد الثورة، خاصة بعد انقلاب الجيش في 3 يوليو/تموز عام 2013 على الرئيس محمد مرسي، وهي الفترة التي شهدت انقطاعات كبيرة في الكهرباء، خاصة في فصل الصيف، موضحاً أنه أحيانا يتم التعدي على المحصلين بالضرب والإهانة الشديدة، خاصة في الأيام الأخيرة للرئيس مرسي، حيث انطلقت عدة دعوات لعدم دفع فواتير الكهرباء.

ويشتكي ربيع من عدم وجود حماية من الشرطة لمحصل الكهرباء، بخلاف وظائف حكومية مماثلة، مثل مفتش التموين.

كما يتعرض محصل الكهرباء، في بعض الأحيان، للسرقات، او إلى الأخطاء في الحسابات وأي عجز في الأموال يتحمله المحصل، حسب ربيع.

وأشار إلى أن وزارة الكهرباء أتاحت للمواطن الدفع الإلكتروني، من خلال خدمة "فوري"، إلا أن المواطنين لا يقبلون علي هذه الخدمة ويفضلون التعامل مع محصل الكهرباء، حيث يضاف إليه خدمة تحصيل 1.5 جنيه (الدولار = 7.83 جنيهات) علي الفاتورة، ما يجعل المواطن يبحث عن المحصل لتوفير المبلغ.

ولفت النظر إلى أنه لا يتم فصل التيار الكهربائي أو "قطع العداد" عن المواطن إلا في حالة تأخره لأكثر من 4 شهور متتالية أو ارتفاع قيمة الفاتورة إلى أكثر من 3 آلاف جنيه.

وأكد أن وزارة الكهرباء تتجه إلى تحويل عدادات الكهرباء العادية إلى عدادات مسبقة الدفع "إلكترونية".

وأوضح أن هذا النظام الجديد سيريح المحصلين، وفي الغالب سيقومون بالمرور مرة أو مرتين كل شهر، للتأكد من التزام السكان، وعدم توصيلهم تيارا كهربائيا خارج العداد.

ولفت النظر إلى أن معظم الشقق السكنية الجديدة، خاصة في المدن الجديدة، بها عدادات إلكترونية، غير أن هذه المنظومة الجديدة بها الكثير من الأعطال وتحتاج إلى عدد كبير من الفنيين غير متوفرين حالياً.

وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء، محمد اليماني، في تصريحات سابقة، أن العدادات مسبقة الدفع يتم تركيبها في الوحدات الجديدة، وسيتم تعميمها بجميع منازل المواطنين بشكل تدريجي، مؤكداً أن قيمة العداد الواحد 500 جنيه، وأنه يعمل عبر "كروت شحن"، وسيسهل عملية التحصيل ويضمن عدم المبالغة في الفواتير.


اقرأ أيضاً: مصر: انقطاع الكهرباء يشلّ مناطق واسعة من القاهرة

دلالات
المساهمون