الريال اليمني يتهاوى مجدداً أمام الدولار

21 فبراير 2016
تراجع قيمة العملة اليمنية (فرانس برس)
+ الخط -



تهاوى سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الرئيسية، أمس، مجدداً، ليسجل أدنى مستوى له في السوق السوداء، حيث تراجع إلى 270 ريالاً أمام الدولار، من 256 ريال في العاصمة اليمنية صنعاء، وتراجع إلى 267 ريالا في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب)، وجاء ذلك على خلفية قرار المصرف المركزي، الجمعة الماضية، تخليه عن توفير خطوط ائتمانية لواردات أساسية وهي الأرز والسكر.

وكان المركزي اليمني يغطي حتى بداية فبراير/شباط الجاري جميع احتياجات البلاد من الواردات الأساسية ومنها الدواء والقمح والأرز والسكر بسعر الصرف الرسمي البالغ 215 ريالا للدولار.

وأكدت مصادر مصرفية ومتعاملون بشركات صرافة لـ"العربي الجديد"، أن سعر العملة المحلية في السوق الحرة انخفضت لمستويات قياسية مجدداً، حيث شهدت أيضاً تراجعاً حاداً في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتوقعوا مزيداً من التراجع للعملة المحلية.

وقال الخبير المصرفي أحمد شماخ، لـ"العربي الجديد"، "أتوقع أن يتراجع سعر الريال مقابل الدولار إلى 300 ريال للدولار الواحد خلال الأيام القليلة المقبلة".

وأوضح شماخ أن التراجع في قيمة الريال يرجع إلى جملة أسباب منها تراجع الاحتياطي النقدي الأجنبي، واتساع الفجوة بين المصروفات والإيرادات للدولة، بالإضافة إلى التشوهات الاقتصادية التي خلفتها الحرب.

وتدخل تحالف عربي بقيادة السعودية في الحرب المستعرة في اليمن منذ مارس/آذار 2015 لمحاولة استعادة سلطة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، بينما تسيطر ميلشيات الحوثيون على العاصمة صنعاء والمصرف المركزي منذ أواخر 2014.

وأكد شماخ أن المصرف المركزي، وصل إلى مرحلة العجز عن ضبط أسعار الصرف، وأضاف، "لم يعد المصرف المركزي قادراً على ضبط أسعار الصرف".

وأوضح، أن الحلول الأمنية لم تعد مجدية ولا بد من حلول اقتصادية لإنقاذ الاقتصاد والقطاع المصرفي، واعتبر أن أهم الحلول تتمثل في استئناف إنتاج وتصدير النفط لتوفير موارد مالية وإيقاف التدهور الاقتصادي.

ونفذت سلطات الحوثيين الأمنية، منذ أمس الأول، حملات مداهمة لمحال الصرافة في العاصمة اليمنية واعتقلت عشرات الصرافين.

وكان المركزي اليمني قد ألزم، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، كل المصارف العاملة في البلاد وشركات الصرافة بتحديد سعر صرف الدولار مقابل العملة المحلية عند 214.78 ريالا لشراء الدولار و214.91 ريالاً للبيع، وذلك في محاولة جديدة لوضع حد لتهاوي الريال.

وظل سعر الصرف الرسمي في المصارف للريال مقابل الدولار مستقرا عند هذا المستوى رسمياً، لكن مصارف تجارية غيرت أسعار الصرف منذ نهاية الأسبوع الماضي.

وأعلن مصرف الكريمي التجاري عن سعر جديد لشراء الدولار عند 236 ريالا للدولار، في محاولة للحصول على سيولة بالعملة الصعبة.

وكان الرئيس هادي، قد أكد منتصف فبراير/شباط الجاري، أن الحكومة حرصت على تجنيب المؤسسات المالية اليمنية الصراع الدائر في البلاد، بهدف منع انهيار العملة المحلية.

 

 

 
اقرأ أيضاً:
اليمن يعجز عن تدبير سيولة لاستيراد السكر والأرز
الحوثيون وصالح يغرقون اليمن في الديون
الحكومة اليمنية تسعى لوقف عبث الحوثيين بالمصارف

المساهمون