على الرغم من الدعوة الملحة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبريطانيا للدخول في مشروع شراكة تجارية مع الولايات المتحدة، إلا أن بريطانيا تتردد في قبول مثل هذا المشروع، لماذا ترفض بريطانيا؟
في شرحه للأسباب، يقول المحاضر في جامعة "لندن كوليدج أوف لندن"، مايكل بلويف، في تحليل بهذا الصدد، نشر قبل يومين في مجلة "ذا كونفرزيشن"، إن الشراكة التجارية التي عرضها الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتزر، تطالب بريطانيا بمجموعة من الشروط، أهمها شرطان، وهما خفض التعرفة الجمركية، وتوحيد المعايير والتشريعات التجارية.
على صعيد خفض التعرفة الجمركية في كلا البلدين، تتخوف الحكومة البريطانية ذات الاقتصاد الصغير الذي يقدر بحوالى 3 تريليونات دولار، مقارنة بحجم الاقتصاد الأميركي المقدر بأكثر من 19 تريليون دولار، من هيمنة الشركات الأميركية الضخمة على السوق البريطاني، خاصة في الزراعة.
وعلى صعيد توحيد المعايير والتشريعات التجارية، فإن الولايات المتحدة تطالب بريطانيا باعتماد معاييرها وتشريعاتها التجارية.
وهذا الشرط يخلق عقبات أمام بريطانيا مستقبلاً في المتاجرة مع أوروبا. ويضيف المحاضر بلويف أن اعتماد بريطانيا للتشريعات والمعايير الأميركية سيضطرها للتفاوض مجدداً مع دول الاتحاد الأوروبي حول القوانين التجارية.
يذكر أن بريطانيا تتبع حالياً الإجراءات والمعايير الأوروبية في السلع والخدمات. ويعتقد الخبير البريطاني أن بريطانيا لا ترغب في خسارة السوق الأوروبي الذي يقدر حجم اقتصاده بحوالى 20 تريليون دولار، ويوجد به حوالى 500 مليون مستهلك، أو على الأقل عرقلة تجارتها معه في المستقبل.
وحتى الآن لا تواجه بريطانيا مشكلة تجارية مع أميركا، ولكنها في حال توقيع اتفاقية شراكة تجارية معها، فإنها ستواجه مشكلة في تسويق 50% من بضائعها وخدماتها مع أوروبا، خاصة إذا خضعت للمعايير والتشريعات التجارية الأميركية.